الأزمة لا تريد أو لا يراد لها أن تتوقف أو تنتهى. هى مثل معظم الأزمات الدولية مفيدة لأطراف ومضرة لأطراف. أزمة مثل أزمات كثيرة يتبرأ منها فاعلوها والمتسببون فيها ويتحمل عواقبها والخسائر المترتبة عليها أبرياء لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ومثلما حدث فى أزمات سابقة أحاطت بنشأتها شبهات التآمر…
الأرض بأهلها، وأهل فلسطين هم الفلسطينيون. هي من تعطي أهلها الهوية والأسماء الحسنى: القدس، الناصرة، بيت لحم، الخليل، رام الله، الشجرة، حيفا، يافا، عكا، صفد، طبريا، غزة، رفح، خان يونس، اللد، أسدود، إلخ.. .. ولقد احتفل الأهل بأرضهم فكان لهم منها العيد. الأهل في الأرض، الأرض في الأهل، لا هي…
الحرب في أوكرانيا، استعادة لتاريخ مخضب بالقتل والدم والدمار. الحرب لا تموت، بل تُمِيت. دائماً تحضر الاسباب وتستدعى لإشعال الفتيل وممارسة القتل، بكل ما ملكت الايدي، في هذا المعسكر او ذاك. الحقيقة التي يجب أن تظل ظاهرة وقابلة للمعاينة، هي أن العدو هنا، او هناك أو هنالك. أميركا، هي الدولة…
في مثل هذا اليوم (26 آذار) من العام 1974، بدأت مغامرتنا مع “السفير”. كان طلال سلمان قد عمل عشرين عاماً في الصحافة، محرراً، مديراً للتحرير فرئيساً للتحرير في مجلة “الحوادث” ومجلة “الأحد”، ثم سافر الى الكويت ليساهم في إطلاق مجلة “دنيا العروبة” مع فريق صغير من المهنيين الأكفاء. بعد أقل…
قدسية اللغة العربية الفصحى تخرجها من كونها أداة تواصل وتعبير الى صيرورتها غاية بحد ذاتها. هي للتواصل بين البشر، وأداة للتعبير كي يفهموا بعضهم بعضاً، إذا كان ذلك ممكناً؛ والتعبير عن النفس كي يفهم المرء ذاته؛ إضافة الى فهم الطبيعة وتعميم هذا الفهم وذلك بوسائل الحكايات الأسطورية أو اللغة العلمية…
الكلمات، دخان وحروف. الكلمات، أفعال وآثار. أسهل ما نقوم به، ان نثرثر. نطرب الى سيول الكلام. نرى لبنان من خلال الشفاه الناطقة بما قيل وما يقال. كتبان من الكلام “الشافي”، في مواجهة جبهات من الكلام الطائفي. اسراب جراد، تأكل المعاني وتخصي الامثال. سيطرة الكلمات فاقعة. لبنان، يتهاوى، يتمزق، يجوع، يفلس،…
يحب جورج بوش الألعاب النارية.. وها هو يُهدي أمه في العيد بدل الورد مدناً محروقة جاء بها من البعيد البعيد: من قلب التاريخ الإنساني العريق، ومن عمق جغرافيا الحضارة الإنسانية، بينها واحدة تسمى »بغداد« وثانية تسمى »بابل« وثالثة تسمى »نينوى« ورابعة لم يحفظ اسمها لصعوبته! ولأن جورج بوش مرهف المشاعر…
سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري. ثمة فاشيات تزدهر. عصبيات دينية تتأجج. أديان قومية. مذاهب جديدة. إلهيات غير عقلانية. خجل العقل من نفسه. لكل فريق متحارب قضية….
غريب أمر بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى، من الجمهوريين بخاصة، الذين يطالبون باتخاذ مواقف أمريكية فى الحرب الأوكرانية أشد تطرفا. أحدهم وهو من زعماء الحزب الجمهورى يطالب برأس الرئيس بوتين وآخرون بإرسال طائرات أمريكية لأوكرانيا وفرض حظر جوى وتصعيد الحصار الجبار حول روسيا. هؤلاء يعلمون أن أوكرانيا، فى ذهنية الهيمنة الغربية،…
ليس عند التاريخ وقت ليكون عادلاً. هو يظهر انه وحشي، كئيب، مأساوي. قلما يصدق. وفي معظم الاحيان، يميل الى المنتصرين. التاريخ منحاز جداً. المغلوبون يغيَّبون والمنتصرون يتربعون بأسمائهم فوق الأزمنة المتناسلة. إنه دعوة إلى الكآبة ونزوع إلى المأساوية. تاريخ البشرية كئيب ومأساوي جداً. المنتصرون يتصفون بالفجور. الخاسرون في الظل والعتمة….
بلغت الهستيريا لدى طرفي الحرب في أوكرانيا حداً يبعث على الضحك. لا شيء في الحرب سوى الخراب والقتل. ليس ما يبعث على الضحك. هو ضحك البؤس؛ بكاء من نوع آخر. أن ترى البرلمان الأوروبي، ثم بقية برلمانات أوروبا، ثم البرلمان الأميركي، يصفقون لخطباء الحرب طويلاً هو أمر مأساوي. نخب تسعى…
قريباً، يرتكب لبنان فعلاً مزمناً: انتخابات في بلد تتحكم فيه دكتاتورية الطوائف. هي استنساخ مفضوح لعملية تجديد القديم فقط. لا علاقة البتة بين الانتخاب والديموقراطية؛ فالديموقراطية لا تتعايش مع الطائفية والطائفيين. أما من سيرتكبون قريباً عملية الاقتراع، بعناوين التغيير والتجديد وتحرير لبنان من “الطغمة” و.. و.. فسيعودون بخفي حنين. هذا…
ثقافتان إثنتان. خطان متوازيان لا يلتقيان. ربما وجدتا في العائلة الواحدة أو الشخص الواحد، ليس فقط في حارات المدن والقرى. واحدة تقليدية دينية يعبر عنها رجل الدين. الأخرى احتمال حداثة أو سعي وراءها. انفصام ذاتي فردي ومجتمعي. واحدة لما لم يعد يلزم والأخرى نتوهم حدوثها. المثقف الحداثي صار احتمالاً. الأول…
إقرأ لمحمود درويش ما يلي في مديح الحروب وهجاء الكلمات: “لا تكتب التاريخ شعراً، فالسلاح هو المؤرخ. والمؤرخ لا يُصاب برعشة الحمَّى إذا سمى ضحاياه.. والتاريخ يوميات أسلحة مدونَّة على أجسادنا. إن الذكي العبقري هو القوي.. هل التاريخ لم يولد كما شئنا، لأن الكائن البشري لم يوجد؟” الاجابة لم يكشفها…