لم تكن المعركة متكافئة، يا أبا علي… مع ذلك فقد خضتها كفارس: تصارع الداء بشجاعة، مطمئنا الأصدقاء، مستعيناً برفيقة العمر «أم علي» وابتسامتها التي تداري بها قلقها وهي تتوجه بعينيها إلى مصدر الرحمة، بينما الأصدقاء من كل لبنان يحيطونكما بمشاعرهم الحارة مع الابتهال إلى الله بأن يحفظ بيتكما الواحة وملتقى…
مع الشروق ## في انتظار عودة مصر إلى دورها: غياب العرب عن.. العالم!
تتبدى نيويورك، هذه الأيام، ومع افتتاح الدور الجديد لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاصمة للسياسات الكونية ومركزاً للصفقات السرية والتسويات التي حان موعدها، بعد إرجاء طويل، بين «الأقوياء» حول مشكلات متفجرة تتوزع في أنحاء مختلفة من العالم. لن يكون الرئيس الأميركي باراك اوباما إمبراطور الكون، بعد اليوم. لقد عاد إلى…
أيها الأستاذ
تليق بك التسعون أيها الأستاذ الذي قرأ الماضي بعقله وكتب المستقبل من قلب معرفة الحاضر بوقائعه وصناعه. ويليق بك التكريم أيها المفرد في تاريخ الصحافة العربية، والاستثنائي في تاريخ الصحافة العالمية، الذي قدّم نموذجاً ريادياً للمتعمق في السياسة إلى حد المساهمة في صناعتها من دون أن يغادر موقع الشاهد لحساب…
هوامش
نيفين مسعد وجورج إسحق يحملان «الميدان» من القاهرة إلى بيروت قبل أيام جاء إلى لبنان قياديان من أهل الميدان، بدعوة من الدكتور عبد الله أبو حبيب، مدير مركز عصام فارس، حيث قدما عرضاً للأوضاع في مصر بعد الثورتين. ولقد طلب إليّ أن أقدم هذين الصديقين اللذين يناضلان بالفكر والكلمة وبالمواجهة…
مع الشروق ## احتكار السلطة وتدمير الأوطان: من «البعث» و«القوميين العرب» إلى «الإخوان»
من أدنى المشرق إلى أقصى المغرب تخوض حركات الإسلام السياسي، و«الإخوان» منها بالدرجة الأولى، معارك شرسة تحت عنوان «السلطة» غالباً ما تتخطى طبيعة الأنظمة الحاكمة إلى إلحاق الضرر البالغ بالمجتمعات العربية جميعاً. قد تختلف درجة الشراسة بين مجتمع وآخر، إما نتيجة لطبيعة تكوينه، وإما بحسب عناصر القوة أو الضعف في…
عشرون التفرّد!
«خلال سبع ساعات من الاتصالات الهاتفية بيننا في أوسلو، كوفد مفاوض، وبين الرئيس ياسر عرفات في تونس، والقاهرة وعواصم أخرى، تمّ استيلاد التسوية التاريخية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين». بهذه الكلمات يفتتح محمود عباس (أبو مازن) كتابه عن اتفاق أوسلو، إثر المفاوضات السرية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، تحت رعاية أميركية غير معلنة،…
هوامش
رسالة من «داخل» سميح القاسم .. خارج القضية! جاءني صديق من فلسطين التي هي فلسطين والتي تبقى فلسطين، والتي نسيتها القيادة الفلسطينية، ونسيها العرب، وتُركت لمصيرها «داخل كيان الاحتلال». قال إنه يحمل رسالة عتاب من سميح القاسم إلى كل الكتّاب والصحافيين، لا سيما منهم من يعمل في المرئيات، والذين انتقلوا…
مع الشروق ## حتى لا تنتقم أميركا لبرجَي نيويورك بتدمير مستقبل سوريا ودولتها
يصادف نشر هذه الكلمات مع الذكرى الثانية عشرة للحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 التي كانت أخطر إنجاز للإرهاب الدولي الذي ارتكبه ـ مع عميق الأسف – مجموعة من الشبان العرب الذين نظمتهم ودربتهم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن، فقاموا بتفجير برجي نيويورك متسببين بكارثة إنسانية في اميركا، ومن ثم…
هوامش
الشام التي تحترق: الاسم العائلي لجميعنا لا يقبل الناس لدمشق إلا اسم «الشام»، ربما ليصيروا ضمنها. ربما لأنها تسكنهم. فهي عنوان لتاريخهم، وهي «الاسم العائلي» لجميعهم. هي قلعتهم وقصيدتهم. هي سيفهم والياسمين. هي مسجدهم وسوقهم. هي حافظة لغتهم ودار الكتب. ولأنها «الشام» فكل عربي مواطن فيها. يأتيها من دون تأشيرة…
رحيل رجل نبيل: عثمان دلول
… وكيف يأتيك الموت أيها الرجل الطيب الذي يتحدث بعينيه ويسمع بقلبه، ويقرأ كثيراً ويكتب قليلاً، ويرتكب جرم التفكير، ويحتكم إلى العقل، ويحترم القانون وهو معطل، ويؤمن بالدولة وهي غائبة، ويحب الناس ويستمتع بخدمة صاحب الحق منهم؟ كيف يقتحم الموت بيتك الذي اتخذته الطيبة وإرادة الخير سكناً، واعتمده القانون عنواناً……
مع الشروق ## عن الكرم الخليجي المباغت في دعم الثورة في مصر
يشكل النظام السوري الحلقة الأخيرة في «منظومة» حكمت عدداً من الدول العربية بشعارات تخاطب النزعة إلى التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية، وإن هي قصرت عن تحقيق أهدافها المعلنة، إلا في حالة مصر في الحقبة الناصرية بإنجازاتها وإخفاقاتها. ومع الفارق في ممارسات كل من هذه الأنظمة التي رفعت راية العداء للاستعمار ومواجهة…
طلال سلمان ..الثقافة المحصنة بسلامة الوجدان
المال الذي افسد كل شيء في المجتمع الاستهلاكي المتخلّف، يقبض على رقبة مجتمعنا بمعظم توجهاته، ويفسح في المجال واسعاً أمام أرباب التجارة بأبشع وأحطّ أساليبها، إلى أن يفسد العمل السياسي والعلاقات بين الأفراد وبين الجماعات في الوطن الواحد إفساداً مطلقاً ويشيّء الإنسان – أي يحول إلى شيء – حتى يصبح…
طلال سلمان رحلة كثيرة بنكهة الآتي والجذور الحَادَّة
طلال سلمان رحلة كثيرة بنكهة الآتي والجذور الحَادَّة من”كاتب” بدأ طلال سلمان حيث ارتسمت مشاغله الأولى عبر انهماكات أدبية وطموحاتها المستمرة في تصعيد. فحتى “الفتى الصحافيّ”، الخلوق والمشاكس رغمه، انطلق من “هموم” صحافي أديب عبر لغة متوحّدة بهاجس كتابة عربية انسانية متدفّقة ذات دمغة – توقيعة، رغم التأثّر الحالم بمثُل…
“السفير”… الحضور العربي في خلايا مجتمعنا
عملت في “السفير” ما بين عامي 1977 و1989، حين كانت الجريدة ملتقى العواصف السياسية والتيارات الفكرية، ونادياً للسياسيين والمثقفين العرب يزورون بيروت ليرووا أخبار مجتمعاتهم وأحلامها وخيباتها. بدأتُ العمل محرراً في القسم الثقافي ثم رئيساً له بعد استقالة الزميل ابراهيم العريس، وممن زاملتُ في القسم نجاة حرب ومحمد العبدالله وعدنان…
السفير وصاحبها
كانت السفير حدثاً في صحافتنا وفي ثقافتنا، بل يمكنني القول أنها كانت عنواناً لمرحلة جديدة في الاثنتين. فقد انتقلنا مع السفير إلى ما بعد 5 حزيران. كنا يتامى النكسة ولم يعد لبنان بعدها ما كان قبلها. فالثقافة السائدة التي كانت اصطلاحيّة عائمة تحوّلت إلى نقديّة يساريّة قوميّة. خرجنا من وعظيّة…