Monthly Archives أبريل 1992

على الطريق جامعة المُسْتفرَدين…

ليس أقسى على النفس من تخلي الأهل الأقربين إلا ضيق المحاصر بظلم ذوي القربى. … والتخلي هو الذريعة لكل انحراف، وهو المبرر لكل تفريط بحق الجماعة، وهو المقدمة المنطقية للاستسلام للعدو على حساب الأخ الشقيق، وبالتالي مجموع الأمة، فالاستسلام يبدأ فردياً ثم تتحول “السابقة” إلى “قانون” له حيثياته وموجباته، والعذر…

على الطريق “سياسة” المفاوضات!

أهم ما في المفاوضات بين “العرب”، ولو تعددت وفودهم وتمايزت مواقفهم، وبين “عدوهم” الإسرائيلي، هي المفاوضات ذاتها. هي مهمة بذاتها كحد فاصل بين تاريخين لن يكون ثانيهما تكراراً للأول، بأي حال، وهي مهمة بالتفاصيل أهميتها بالجوهر: الرعاية، الزمان، المكان، الوفود، الأسلوب. ففي لحظات صنع التاريخ يصعب فصل الشكل عن المضمون…

على الطريق الخسارة والحساب…

ليس بين الحاكم العربي والأرقام صلة ود ولا عميق احترام، إنها تذكره غالباً بالفضيحة وبسوء استخدامها لتضخيم الإنجاز أو لتحجيم الخسائر، وإجمالاً لنفاق ضحاياه المحكومين أو لاستغبائهم. ونادراً ما “تتكلم الأرقام” باللغة العربية.. وفي العادة يضطر المواطن العربي إلى ترجمتها من اللغات “الحية” الأخرى، ولاسيما الإنكليزية، لكي يعرف أبسط شؤون…

على الطريق حكم بلا نصاب!

لا يكابر أحد في أن “تغييراً ما” قد بات ضرورياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من “حكم الطائف”. كأنما صار ضرورياً أن يفتدي هذا الحكم نفسه بالتضحية ببعضه، والخلاف حول أي “بعض” يكون الضحية، ليس ألا! رئيس الجمهورية يشكو من أنه يحاول فلا يستطيع لأن “البعض الثاني” يحد من قدرته مفتئتاً…

على الطريق حوار في الشارع الخاوي!

طريف هو “الحوار” الحاد والصاخب الجاري الآن في شوارع بيروت وسائر المدن اللبنانية بين “الشعب” ممثلاً بالاتحاد العمالي العام وبين الحكم ممثلاً بالحكومة والمجلس النيابي وسائر المؤسسات والأجهزة الأمنية (حتى لا ننسى لجنة الطوارئ الاقتصادية طيبة الذكر التي سحبت من التداول، في ما يبدو).. إنه “حوار” غريب عجيب إذ يجري…

على الطريق هدنة… في الحرب على الذات؟!

أما آن أن تهدأ سورية الحقد والغضب والشك وغريزة الانتقام والثأر من الذات، وأن يستعيد الحكام العرب الحد الأدنى من الوعي بحقيقة ما يدور من حولهم وما يدبر لبلادهم – وغالباً بسببهم – ولمستقبل الأجيال الآتية والمحكومة بأن تتحمل ثمار إنجازاتهم الباهرة؟! أما آن أن يرتفع صوت المصلحة الذاتية المباشرة،…

على الطريق حرب على التاريخ!

من موسكو إلى طرابلس الغرب، عبر أوروبا بشرقها عموماً ويوغسلافيا خصوصاً، مع وقفات سريعة في بغداد واستطراداً في القاهرة والجزائر، يبدو وكأن عملية مسح التاريخ للتطور الإنساني في القرن العشرن تستكمل إجراءاتها بدقة. ليست هي نهاية التاريخ، فليس لهذا المسار الرائع والمذهلة وتيرة التحولات فيه الآن، من نهاية، ولكنها محاولة…

على الطريق ليبيا وعيد الإجلاء الرابع

من حق “الصدر الأعظم” أن يبتهج وهو يتبلغ أن “قاضي القضاة” قد حكم بأن “الباب العالي” الأميركي دائماً على حق، وإنه لا يخطئ ولا يجوز أن ينسب إليه الخطأ، وإنه مصدر العدل والعدالة ولا يجوز نقض أحكامه أو الجدل أو الطعن فيها. لقد انتصرت أقوى قوة في الكون (وبالقانون!!) على…

على الطريق حرب الغرب كله على العرب كلهم!

سخيفة إلى حد الابتذال هي الأسئلة “العربية” عن حجم العقوبات التي “ستفرض” ابتداء من الغد على الجماهيرية العربية الليبية، إنها من نوع توجهك بالسؤال الشخصي تلتقيه مصادفة: هل صحيح أن والدك كان تاجر مخدرات؟! أو هل صحيح ما يشاع من أن أختك قد “ذهبت خطيفة”؟! المسألة ليست فنية، ولا مجال…

على الطريق 1975 – 1992 الحرب اللبنانية – العربية – العالمية

بوسع سعيد عقل أن يرتاح الآن: لقد “تلبنن” العالم! وبوسع سائر الزجالين أن يمارسوا الرضا الكامل عن النفس، فها هو لبنانهم “يطرطش” الدنيا كلها بمنجزاته الباهرة، صحيح إن “اللبننة” هي في نظر الآخرين أقذع من شتيمة، وأخطر من مرض، ولكن “هالكم أرزه العاجقين الكون وال من قبل ما كان الكون…

على الطريق فلسطين الأقوى من الموت..

كأنما لم تعد للعربي علاقة بالحياة إلا عبر الموت: فهو مع الموت وفي ظله يؤكد حضوره بأبهى ما يكون التجلي. كأنما لا يتوكد المعنى إلا بالنفي البات والقاطع. أمس، عاش العرب عموماً، والفلسطينيون خصوصاً، ساعات من “الحضور” الكثيف والمنعش، تتقاذفهم أمواج القلق والحيرة والحزن في انتظار أنيثبت اليقين حول مصير…

على الطريق لبنان الجوع والمقاومة والشعر

أكبر من الحرب، ولو أهلية، هذا البلد الصغير، الذي كأنما أعد ليكون لكل الفصول والازمان. إن الأزمات تهزه هزاً عنيفاً، وتكاد تخلخل اقتصاده ونسيجه الاجتماعي، ولكن حيوية أهله لا تنضب ولا تعوقها الصعاب فإذا بهم يجترحون حلاً “عجائبياً” لمشكلاتهم التي لا حصر لها، لعل السر في عشقهم العظيم للحياة وإيمانهم…

على الطريق جمهورية الاستنكاف والفراغ!

يكاد الخواء السياسي السائذ أن يتحول إلى نوع من الاستنكاف والحياد البارد والتنصل من المسؤولية عن كل ما يمكن إدراجه في خانة “الشأن العام”. والخطورة أن بعض المراجع “الرسمية” تتدرج في سلبيتها نحو نفض يدها والتودد إلى “المستنكفين” بالتنصل من مسؤوليتها عما وقع ويقع، تارة بالتذرع إنها مغلوبة على أمرها،…