كلما فرضت الأزمة الاقتصادية الطاحنة نفسها على الاهتمام العام، وجد الاتحاد العمالي العام نفسه في الشارع، داعياً إلى الإضراب، أو إلى التظاهر، أو إلى الأمرين معأً باعتبارهما أرقى وسائل الضغط التي يملك. فالأزمة في الشارع، تطحن بثقلها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ولا تجد من يتصدى لها بالكفاءة المطلوبة وبالجدية المطلوبة…
على الطريق عن الحكم ومعاركه المحقة الخاسرة…
مع كل مشرق شمس يرتكب هذا الحكم من الفواحش ما يدفع إلى الارتياب في أنه تجاوز الرداءة والتردي في الأداء السياسي إلى الامعان في التواطؤ على ذاته وعلى جمهوريته الثانية. لا يمكن أن يكون كل هذا الكم من الأخطاء من نتائج التسرع أو الارتجال أو الحساب المغلوطن فلقد آن أن…
على الطريق عرب دمشق وواشنطن رابين
واشنطن متعجلة جداً، أكثر مما يطيق الأكثر تعجلاً من بين العرب، على تحقيق إنجاز ما، ولو إعلامي وإنما من طبيعة مدوية، في سياق “مؤتمر السلام” الذي ترعاه. حتى مشروع نقل الجولة الجديدة من المفاوضات من روما إلى واشنطن دليل إضافي على تعجل نتيجة ما وإمكان استثمارها بسرعة في المعركة الانتخابية…
على الطريق آخر المردة…
كأنما اختار لحظة الوداع بنفسه، سليمان قبلان فرنجية، فجاء رحيله إعلان نهاية لحقبة كاملة من تاريخ لبنان ونظامه السياسي وصيغة الحكم فيه. رحل “آخر المردة”. رحل آخر “الحكام” الذين تناوبوا على السلطة تجسيداً للامتياز في قلب “الوضع الخاص”. وهو رحل في اللحظة التي تنزل فيها الطائفة إلى الشارع بشعار المعارضة،…
على الطريق الحزن وجغرافية التاريخ…
كيف تهرب من التاريخ في بلاد يتنفس أهلها التاريخ، وتحفظ جغرافيتها آثار أقدام التاريخ حتى لتسرد الحجارة حكاية الذي جرى، وتستشهد بموج الحبر وحفيف الهواء وأشعة الشمس التي كان لها دورها دائماً وفي النصر كما في الهزيمة؟! الأمكنة صفحات ناطقة، والأسماء استحضار للغائبين، والذكريات تطفو فوق الملامح وتطل عبر العادات…
على الطريق رابين – القاهرة – 23 يوليو
اسحق رابين في القاهرة! والتوقيت أكثر إيلاماً من الخبر الأسطوري: عشية الذكرى الأربعين لثورة 23 يوليو (1952)، الموعد القدسي لحالة الوعي بالذات والنهوض القومي التي لم تعمر طويلاً، منتصراً جاء، واستقبلوه – وهو بطل هزيمتهم – كصانع للسلام: فرشوا السجاد الأحمر على مداخل قصر القبة، وتجاوزوا البروتوكول فعاملوه كرئيس دولة،…
على الطريق بيكر آت ليأخذ لا ليعطي…
على الطريق بيكر آت ليأخذ لا ليعطي…
على الطريق صُنع في لبنن…
… إذن فهي الانتخابات، أو “الحرب الجديدة” وإنما بوسائل وأشكال “ديموقراطية”، كما يراها البعض، ربما لأنها دهمته قبل أن يستعد لها، وربما لأن خصومه يرون فيها “الفرصة” التي طالما انتظروها لإحداث انقلاب كان يتعذر عليهم إنجازه في ظروف أخرى، أقرب إلى ما هو طبيعي. هي الانتخابات، لكن الفولكلور فيها أقل…
على الطريق هجوم ما قبل روما…
لن تكون روما مثل مدريد، ولن تكون اللقاءات المقررة فيها مجرد استئناف آلي للمفاوضات المباشرة بين العرب والإسرائيليين من حيث توقفت في واشنطن “حتى لا يستغلها شامير وحزبه المتطرف (!!) في انتخابات الكنيست”. ومقدمات الموعد المضروب في العاصمة الإيطالية تتمثل – إسرائيلياً – في هذا الهجوم السياسي – الدبلوماسي الشامل…
على الطريق الانتخابات لا الجلسة
… ولأن لبنان “بلد بلا داخل” فالانتخابات النيابية فيه – هي الأخرى – ليست شأناً محلياً تماماً، برغم مظاهرها الموغلة في الجهوية والطائفية والمذهبية والعشائرية الخ. وطريف أن تكون أقوى حجج المعارضين لإجرائها هي تلك المستندة إلى أن واشنطن ليست معها، أو إن باريس ضدها، أو إن الفاتيكان يقول بإرجائها….
على الطريق ردّ على عتاب البطريرك…
يعتب البطريرك الماروني علينا في “السفير”، ويقول في عتابه إننا ظلمناه حين تخوفنا عليه من أن يوظف موقفه المبدئي من الانتخابات لأغراض شخصية أو لمصالح سياسية لا يقرها ولا يقبل بأن تفرض على البلاد. ومن حق البطريرك صفير أن يعاتب، وأن يوضح إنه إنما جار بالشكوى ورفع صوته بالاعتراض لأن…
على الطريق الانتخابات ومناخها…
لا يمكن إلا لمعتوه أو موتور أن يقف ضد الانتخابات بالمطلق، ولكن من حق كل مواطن أن يطالب بأقصى الضمانات لكي تكون الانتخابات فرصة للتعبير عن الرأي بحرية، وللتغيير بالوسائل الديموقراطية. ليست الانتخابات بموعدها، فلكم شهد لبنان “السيد” المستقل، الحر، ذو العنفوان والكرامة الخ” فضائح مدوية في تزوير إرادة مواطنيه…
على الطريق بين البطريرك والجنرال
نجح البطريرك نصر الله صفير ، على امتداد السنوات الماضية، في تقديم نفسه كرجل سلام وكمسؤول يغلب على طبعه ومسلكه الاعتدال والرصانة ومحاولة التوفيق بين مقتضيات الموقع (الطائفي، بالضرورة) ومتطلبات الوحدة الوطنية في بلد هش التركيب والتوازنات كلبنان، ولقد اشتدت الحاجة إلى اعتدال البطريرك الماروني في ظل تفاقم التطرف الذي…
على الطريق ملاحظات عربية على البيان “اللبناني”
حتى الاجتماع الناقص صار “نعمة”، في زمن البؤس العربي، حتى البيان الإنشائي المبهمة معاني كلماته المختارة بعناية لكي لا يسيء “السادة” تفسيرها، صار “مكسباً”، في زمن الانقسام الشامل وافتقاد الحد الأدنى من “التضامن العربي”، بهذا المعنى فإن مجرد التئام مجلس جامعة الدول العربية، بناء لطلب لبنان، من أجل “بحث” الاعتداءات…
على الطريق حوار بين مهزومين
في مطار روما التقينا، بالمصادفة، ووقفنا متقابلين يتأمل واحدنا الآخر كأنما ليتعرف على حجم التغير في ملامه، إلى مفاعيل الزمن الصعب في التماعة عينيه وفي ذلك الانطفاء في أفكاره. لسبب ما كان الحذر أقوى من اللهفة، ولذا هيمن الصمت على رحلتنا القصيرة. لم يكن التعب وحده مصدر الخرس. كنا نبحث…