All Posts By نصري الصايغ

السلام.. مستحيل

لم يكن يهذي. مُشوشٌ وقلقٌ ويكاد يكون عدمياً. عندما قرأته، خلته “ميرسو” في كتاب ألبير كامو. كان هذا قد قتل عربياً لسبب تافه، أو بلا سبب بالمرة وصار بطلاً. نحن نُقتل لسبب وجودي: نريد فلسطين وطناً. “غريبٌ” لا اسم له. هو يهودي في إسرائيل، لم يكن فيها من قبل. كان…

بانتظار غودو الفلسطيني

ما زلتُ مؤمناً بعبقرية الدم. إنها مقاومة فريدة للأممية الصهيونية، والإرهاب المصان غربياً. فلسطين، أثبتت أن شمسها ليست غاربة. أنها لا تشبهنا، نحن الذين ابتلينا بالتنظير وتسطير الكلمات وادعاء الحتميات. فلسطين، تاريخٌ من الحضور والبطولات. سبارتاكوس، ليس في رتبتها الفدائية، الراهنة والمستدامة. فلسطين هذه لن ترحل عن ترابها ولن تودع…

دموعنا لا تكفينا

آلام من كل الجهات. يقتلوننا مرات كثيرة. دموعنا لا تكفينا. انما الذين ماتوا هم أحياء يُرزقون. فلسطين ما تزال تنفق من دمها. لكن هناك أمراً غريباً: برغم القتل والتقتيل، ما زالت غزة الصغرى تواجه وتقرع أبواب السماء بشهدائها. ما زلتُ أسمع مسار الجراح. غريب! الأنين غناء. الحزن بسالة. اليقين سراب….

تولد فلسطين بين موت وموت

من أين أبدأ النهاية؟ في أي عصر نحن؟ لماذا اكتب؟ كي يقرأني العميان؟ أم تعلقاً بأمل مضاءٍ بالدم؟ لا أعرف جواباً. أعرف أنني جسد. أن فلسطين ضحية منتصبة. كثيفة الوجود. ليست أرضاً عادية. ليست كذبة سياسية. هي رحم لا يكف عن عذاب الولادات خوفاً من التعفن. يصعب عليها أن تغادر…

كتابة ضد الصمت: أبشروا إذا نبحت الكلاب

لم نصل بعد الى النهاية. لدينا الكثير من البكاء. الدموع صامتة. الأحزان مؤجلة أو مكتومة. نحتفظ بالبكاء ونشهر غضباً ملجوماً. أرواحنا المثخنة بجراح الأطفال والنساء وكل الشهداء مرابطة في الذاكرة. ممنوع النسيان. مجرمٌ من يتناسى. فلسطين، جديرة بشهدائها وحريصة على أوجاعها. الجمرة بين ضلوعها: أمهات، أطفال، رجال، مقاتلون، ورجال.. ثم…

صوت من فلسطين.. هل تسمعنا يا الله؟

كلمات؟ ما نفع الكلمات؟ هذا زمن الدماء. هذا عصر تتنافس فيه الجثث على درب المقابر. هذا قرن تُقتل فيه فلسطين ولا تموت. فلسطين ممنوعة، ولكنها مُصرّة على ولادتها في صخب القتل. هي من معجزات التاريخ. هي وحدها ولا أحد يشبهها. أبداً. أليس غريباً أن نشهد حرباً عالمية على غزة؟ يتعب…

أيها الغرب، جرائمك كثيرة

كنتُ أرتكب الأحلام: فلسطين وحدها لم تدفعني إلى اليأس. لا شعب أو كياناً، يضاهي الإنسان الفلسطيني، لم أتعلم مواقفي من الكتب. فلسطين كتابي وانتمائي. إنما، في مسلسل البكاء والأحزان والخسران، صرتُ طافحاً بالإنتماء إليها، في كل أحوالها وأهوالها وأحلامها. هذا نوعٌ من العذاب الضروري لعدم فقدان الأمل. كنت فلسطينياً وإنما….

” انا لا أنساكِ فلسطين”

“السيف أصدق أنباءً من الكتب”. فلنُخرس الكلمات. الثرثرة السياسية العربية تفاهة. التابوت العربي، من المحيط الى الخليج. الخيانات مكلّلة بالاستسلام. قرنٌ كاملٌ من معاقرة الفشل. التبرير مكافأة بالإذلال. أنظمة حكم تتعامل مع “شعوبها”، كأنها سلعة. فلسطين، طُردت من الخريطة. كوفئت “إسرائيل”، بسلام العار، وطُردت الحرية من المحيط الى الخليج. باتت…

مجد التشاؤم.. دلوني على بصيص ضوء

يلومني كثيرون. هم على حق. أصبحت يا نصري مثل البوم. لا إشارة في ما تكتب إلى مستقبل قليل.. إلى بصيص حياة. أعترف بصدق أنني لا أتصَّيد المآسي. لا أبحث عن الحرائق. لا أطيق سماع أنين المجازر. تكرار الماضي وإعادة انتاجه، هو القانون السائد. الماضي كان مظلماً ودموياً وبشعاً. الحاضر يُعبّر…

أنقذوا الله من السياسة

علينا أن نشتري ورداً، لنضعه على قبر أمة. الأمة لم تولد بعد في جغرافيا العرب. علينا أن نسأل من أفسد الأديان في مهبط الوحي والإيمان. لا تنقصنا الأدلة: السياسة تسيء إلى الدين، والدين يسيء إلى السياسة. مرجعية الكوارث الدينوسياسية، ليست الآيات البينات، بل التاريخ البشري، منذ “أول التنزيل” إلى تسييس…

المطران كبوجي.. ضحية الاحتلال أم ضحية الكنيسة؟

قلتُ له، بعد خروجه من السجن في “إسرائيل” ونفيه إلى خارج وطنه المحتل: كيف أمضيت أيامك في السجن؟ كنا على مائدة صديقي سركيس أبو زيد في باريس، برفقة عدد من الأصدقاء، إحتفاءً بمطران القدس، إيلاريون كبوجي. لم يجب. لم يلتفت إليَّ وأنا قربه. صمتٌ ثم ثرثرة حول المائدة. سألته مرة…

المطران غريغوار حداد: الدين خادم وليس مخدوماً

قلْ ما شئت عن الحياة. لن تستقيم. هي فوضى. قلْ ما شئت عن الحقائق الدينية والدنيوية، فهي متعددة ولا إجماع عليها. الحقائق أدوات. قلْ ما شئت عن الأديان، فهي لا تتشابه والأوامر فيها صعبة التطبيق، البشر ليسوا ملائكة. قد تكون الشياطين من سلالة البشر. لِمَ هذا الكلام، فيما نحن نعيش…

الشيخ ياسر عوده: معركته سياسية.. لا دينية

من عادتي، أن لا أكتب عن الأديان. هي مصانة جداً ومحمية بثكنات فكرية وفقهية وتأثيمية. أتعامل مع النص الديني بحذر شديد. الابتعاد منجاة، والتقارب محفوف بالندم. الكذب ملح النجاة. عفوت نفسي من كل مراودة. “المؤمنون” (ودائماً بين مزدوجين)، مزوّدون بحتميات وعقوبات، وعليه، لم أكن أفكر بصوتٍ عالٍ أبداً. في ظني…

طلال سلمان من عائلة الفينيق

أنتَ لستَ ميّتاً لأرثيك. أمثالك القلّة، لا يموتون. لذا، سأخاطبك حيًّا تُرزق. أخفي حزني وأدسّ عيني في أُفقك الآتي: أنتَ مَنْ يستقبله التاريخ، ويصونه من النسيان. صعب جدًّا أن لا تكون قامتك ملء خزائن المعرفة. أنت الآن لستَ واحداً تنضمّ إلى قافلة الخالدين. هناك أراك في حضورك الدائم. يا أخي…

طلال سلمان… الإقامة الدائمة

صعب جدّاً عليَّ، أن أكتب عن طلال سلمان. عادة، أُصاب بصمت. تخرسني الكلمات المتلعثمة. أودّع الموت يأخذني إلى الضياع. السبب، أنّني كنت إلى جانبه حتى آخر حرف في “السفير”. وحتّى آخر دعاء له بالشفاء. لا يعنيني أبداً أن أكتب عنه صحفيّاً وكاتباً. يعنيني فيه أنّه كان يتغلّب على الصعوبات. مؤمن بالكلمة…