تلقيت ليل الأمس، وبينما نحن نحاول تقدير النتائج السياسية للمؤتمر الوطني، برقية من العميد ريمون اده يرد فيها على بعض ما كتبته عن بعض مواقفه السياسية. ولما كان المؤتمر الوطني قد أكد على الديموقراطية وحرية الرأي، وحاول أن يستحضر جميع الغائبين أو المغيبين المؤمنين بوحدة لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ليقفوا…
على الطريق لكي ينجح المؤتمر الوطني!
ينجح المؤتمر الوطني، المقرر عقده اليوم، بقدر ما تاتي نتائجه مطابقة لاسمه وفي مستوى شعاراته التي تلخص الأهداف النضالية في هذه المرحلة الحرجة والحاسمة من تاريخ لبنان. إنه مؤتمر البشارة بغد أفضل، بالسلام والديموقراطية والعروبة، بالتقدم والعدالة والمساواة التي لا يحد منها “خوف” ولا يلغيها “امتياز” يستفز حرمان المحروم. إنه…
على الطريق مفارقات زمن الافتراق!
يلطمون هناك. يتفجعون هنا. يتبارون في نظم المراثي وتعداد مآثر الفقيد الذي لا يعوض. يدبجون المطالعات الفخمة العبارة في تسفيه التقسيم وتبيان مخاطره والأهوال. يخيفون بعضهم البعض، يخيفون أنفسهم، يخيفون العالم من حولهم، يرفعون الصوت لعل العالم البعيد يسمعهم فيخاف عليهم وقد كان حتى الأمس يخاف منهم. ينهكهم الكلام المكرر…
على الطريق تواشيح وحدوية… في زمن الانفصال!
… وها نحن في اليوم الرابع للعهد المفتوح: عهد ما بعد 23 ايلول، ما بعد أمين الجميل، ما بعد الرئيس ورئاسة الجمهورية، عهد “الفراغ الدستوري” بكل الجدل الفقهي الذي استولده حول البديهيات! ها نحن في قلب الجرح المفتوح، نتحرك بقصد وقف النزف فلا نفعل إلا زيادة النزف، وغير التباهي بأن…
على الطريق خريف الطائفة العظمى!
في اليوم الأول من خريف العام 1988 كان السقوط العظيم للطائفة العظمى في لبنان! ولربما سيؤرخ – مستقبلاً – بهذا اليوم لسقوط عصر الطوائف، ملوك الطوائف، أمراء الطوائف، تجار الطوائف، الخيانات باسم الطوائف ومصالح الطوائف، الجرائم المرتكبة بذريعة خوف الطوائف أو لحماية الطوائف الخائفة من الطوائف الخائفة. لقد فاضت كأسنا…
على الطريق في انتظار العهد الجديد!
تنفس ملء رئتيك : إنه اليوم الأخير، وغداً يبدأ “العهد الجديد”! لدينا الوقت لطرح الأسئلة الصعبة عن الآتي المجهول ومخاطره الهائلة، فلنفرح – للحظة – بانقضاء العهد القائم المعلوم والذي شكل في حياتنا كابوساً ثقيلاً امتد 2192 يوماً (مع لحظ السنوات الكبيس…)، فاستولد من الحرب حروباً كادت تدمر آخر ما…
على الطريق آخر الراحلين!
“أحلف بالله العظيم إني احترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفط استقلال الوطن وسلامة أراضيه”… هكذا أقسم أمين الجميل واقفاً وقد رفع يده اليمنى، في تلك القاعة بثكنة الجيش في الفياضية التي وصل إليها عبر طوابير الدبابات والسيارات العسكرية الإسرائيلية المشاركة في غزو لبنان ومحاصرة الإرادة الوطنية والقومية في بيروت، يوم…
على الطريق الجنرال مورفي!
من حق اللبنانيين، ولعل من واجبهم، ومعهم سائر العرب، أن يعتبروا إن الأميركيين بموقفهم المتعنت والرافض لأية تسوية مقبولة للأزمة اللبنانية، إنما يحمون النتائج السياسية الباقية للغزو الإسرائيلي للبنان في صيف العام 1982. إن الدبلوماسية الأميركية تقاتل الآن على “خط شارون” العسكري، وتزيد في تحصينه وفي توفير أسباب ثباته، بعدما…
على الطريق في وداع رجل لم يعرف كيف يكون رئيساً للجمهورية!
في هدأة الليل، يجلس فخامته في مقعده الأثير على الشرفة المطلة على بيروت المطفأة العيون الممزقة القلب والحنايا، ويأمر بالموسيقى فتنساب روائع الألحان الكلاسيكية لتضفي بعداً سابعاً على المأساة اللبنانية التي اتخذت عنواناً لها القصر الجمهوري في بعبدا. الصمت يغلف المدينة، الصمت مدفن المدينة وشاهدها، الصمت يستولد المزيد من العتم….
على الطريق للتسلية… في انتظار الأخبار!
أما وإن اللبنانيين جميعاً “على الراديو” يتلهفون لأن يسمعوا في الأخبار، ولو بالتلميح، ما يطمئنهم على مصير الجمهورية والرئاسة و”الرئيس المنتظر”، فلا بأس من تخفيف التوتر العصبي وضغط الدقائق العصيبة التي نعيش في ظل حالة طوارئ نفسية قاسية، ببعض “التسالي” من نوع: الكلمات المتقاطعة، وكلمة السر، واعرف طريقكن أوجد الفروق…
على الطريق مورفي في دمشق مجدداَ: “اتفاق محدود” حول لبنان؟
برغم إن عقول اللبنانيين، أو معظمهم ، في إجازة بسبب الحمى الرئاسية ومضاعفاتها الخطرة، إلا أنهم يعرفون – بعد – إن العلاقات الأميركية – السورية لا تبدأ بلبنان وبمعركة الرئاسة فيه ولا تنتهي عندهما. وبرغم كل ادعاءات اللبنانيين، أو معظمهم، حول انشغال الكون بوطنهم الصغير، أو حول المخاطر التي يشكلها…
على الطريق مورفي والرئيس – الرهينة!
إذن فالمستر ريتشارد مورفي عائد إلينا، وهو يحمل على طريقه “بابا نويل” رئيس لبنان الجديد في سلة الهدايا وألعاب العيد! من حقنا، إذن، أن نقيم احتفالات الابتهاج، وأن نكلف زعماءنا الروحيين من بطاركة ومطارنة وأحبار ورهبان ومفتين وعلماء ومشايخ وأجاويد وعقال، أن يقيموا القداديس والصلوات على نية الولايات المتحدة الأميركية،…
على الطريق الأزمة المنسية… وراء البحر!
ينتهي لبنان، جرحاً وموضوعاً ومصيراً، عند حده مع البحر! لا شيء عن لبنان، وحول لبنان، في ما وراء البحر الذي كنا نملأه سفينا! في الخارج فقط شراذم من اللبنانيين معظمهم ممن حسم أمره واتخذ قراره: لن أنتظر الحل إلى أبد الأبدين، وسأعود إلى لبنان – إذا ما عدت – بعد…