لسنا بين أولئك الذين يتخذون مما جرى في بيروت ولأهلها، خلال الأيام القليلة الماضية، فرصة للشماتة بنبيه بري ووليد جنبلاط، أو مناسبة لانتقام الضحايا (ونحن بينهم) من الرجلين المسؤولين عما كان، ولسنا بين من يستغل اعترافهما بالخطأ والحاجة إلى التطهير الذاتي للقول بنبرة التشفي: أما نصحناكم؟! أرأيتم إلى أين أوصلنا…
على الطريق أبعد من النقد الذاتي…
أحس الضحايا من أهل بيروت، أمس، بقدر من الراحة، وهم يتفرجون على لقاء بري – جنبلاط، ويسمعان منهما مباشرة، ومن بعض شهود الحال، ولاسيما المفتي قبلان، ما سمعوه من “نقد ذاتي” ولو مبتسراً، وكذلك من نقد مرسل، ولو مختصراً ومضمراً ومخفف الوقع. فالتعزية تجبر بخاطر أهل الفقيد وإن ظلت أعجز…
على الطريق كلمات مقطعة…
بدل أن نعتذر عن عدم الكتابة، بل وعدم الصدور، وكلاهما مبرر وله أسبابه العملية المفهومة والمقبولة، قررنا أن نصدر وأن تكون كلمتنا الأولى اعتذاراً عن عدم الاستسلام للموت قتلاً أو صمتاً أو انهياراً تحت وطأة الأسئلة الثقيلة التي سدت علينا المنافذ وجنبات العقل بأكثر مما سدتها أهوال القصف والنسف والعسف…