Monthly Archives ديسمبر 1994

على الطريق القمة – الجامعة!

لم تكن جامعة الدول العربية “مؤسسة” دائماً، ولكنها كانت “ضرورة” باستمرار تستمد قوتها من رمزيتها المجسدة للإجماع أو للأكثرية المقررة التي يرتبط دورها وتأثيرها بحضور مصر أو غيابها، وإجمالاً بوزن هذه “الدولة” التي يسلم العرب جميعاً بأهليتا المبدئية لأن تكون مرجعيتهم في الحرب والسلم. وبين مصر والجامعة علاقة جدلية فهي…

“السلام”… “القاتل”!.. التيه العربي في الزمان الإسرائيلي

انتهت سنة أخرى من “الزمان العربي” الذي ينسحب من دائرة الفعل لينحصر في الذاكرة. وبدأت سنة جديدة من “الزمان الإسرائيلي” الذي يخرج من صلب الأسطورة التي كانت محصورة في الاكرة ليكون هو الفعل ودائرته. لكأن العرب يخرجون من الزمان الحاضر إلى التيه في تلافيف أوهام وأخيلة لا تصلح لتحديد ملامح…

على الطريق المهم: ما بعد الخطوة الأولى..

للوهلة الأولى يبدو بيان قمة الإسكندرية وكأنه كتب بلغة “الماضي”، لغة ما قبل اتفاق غزة – أريحا ومعاهدة وادي عربة ومؤتمر الدار البيضاء والإغارة الوحدية على سلطنة عُمان، وما رافق ذلك كله من اختراقات خطيرة في المشرق والمغرب. فالبيان يستذكر مؤسسات ومواقع ومواقف كانت قد سحبت من التداول، أو غيّبها…

على الطريق قمة الأسد في الإسكندرية

تكتسب قمة الإسكندرية أهميتها من “رمزيتها”: إنها محاولة جديدة وجادة ودقيقة التوقيت لوضع تخم للتدهور في الموقف العربي… محاولة لتحديد “القاع” الذي لا يجوز لأحد أن ينزل تحته، مهما كانت الذرائع والمبررات. لم يعد أحد يتطلع إلى فوق، والخوف أن يشد التيار المزيد من “المبهورين” إلى اللجة، تحت. إلى ما…

على الطريق ملوك الرعايا المغقلين!

لم يعد الموضوع “التفريط” أو “الانحراف” أو “التفرد” في الانتقال إلى معسكر “العدو”. صار الموضوع : الخداع، أو على وجه الدقة “استغفال” الأمة، الشعب، المواطن. كل “ملوكنا” كانوا هناك، لدى الإسرائيليين ، بينما مكبرات الصوت “تصرعنا” بخطبهم النارية عن “الجهاد” وعن “الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس” من أجل “تحرير فلسطين” وحماية…

على الطريق حرب المفاوضات أيضاً..

تذهب دمشق إلى المفاوضات باعتبارها أخطر الحروب، وتتصرف فيها تصرف “المحارب” الباقي في الميدان ولو وحيداً. أما إسحق رابين فلا يريد، حتى وهو يفاوض، أن تنتقص صورته “كمنتصر” له الحق المطلق في أن يفرض شروطه كاملة على “أعدائه المهزومين” في ميادين القتال. إنه يتصرف وكأن مفاتيح العواصم العربية جميعاً قد…

على الطريق العيد.. والهدايا!

مع الميلاد، فتحت إسرائيل كيسها ونثرت هداياها القاتلة… ولقد وزعت “عطاياها” بالعدل والقسطاس، فلم تحرم ناحية أو جهة، بدءاً بمهد عيسى الناصري في بيت لحم، مروراً بمعظم أرجاء فلسطين، وصولاً إلى جبل عامل والبقاع الغربي في لبنان. صواريخ، قنابل حارقة، عنقودية وفوسفورية، قذائف تنهمر مطراً من الطائرات والمروحيات والمدافع الثقيلة،…

على الطريق القتل في الوقت الميت!

هل بات مطار بيروت آمناً بالنسبة للأميركيين، الآن؟! هل وفرّت أشلاء ضحايا التفجير الإسرائيلي، في ضاحية بيروت الجنوبية مساء أمس الأول، الطمأنينة المطلوبة للسواح الأميركيين، ومن ضمنهم أولئك الذين يجيئون ليؤكدوا تحدرهم من صلب لبناني بالتهام التبولة والكبة النية و”قصبة” الماعز التي “تقرش قرش”؟! لقد شكل “عمق المطار”، أو “محيط…

على الطريق الجريمة تدل على القاتل..

ليست إسرائيل بحاجة لأن تعلن مسؤوليتها عن مذبحة الضاحية الجنوبية، مساء أمس، الدم الشهيد هو الشاهد الصارخ في برية الاستسلام العربي والتواطؤ الدولي. كل من وما استهدفته السيارة المفخخة يدل على القاتل ذي الدم البارد: الأشلاء الممزقة والمتناثرة على سطوح البيوت الفقيرة والمجاورة وجدرانها، الجرحى وفيهم الفتيان والنساء والرجال وكلهم…

على الطريق سيري فعين الله ترعاك..

ثبت، مرة أخرى، وبالدليل الحسي القاطع ، أن لبنان يمكن أن يستمر وينمو و”يرجع يتعمر” من دون حكم أو حكومة أو مؤسسات “قابضة” سواء اتخذت طابع الشركات المساهمة أم المحدودة المسؤولية أم تلك التي يملكها فرد أحد لا شريك له ولا شبيه. لا يتصل الأمر فقط بحيوية اللبنانيين وشطاراتهم وميلهم…

رجـــال … وســـــلام كارول داغر: تحدي الذات واقتحام الأشباح

طال انتظارنا لعودة كارول داغر إلينا في “السفير”، لكن “غدر الغياب”، كما يتجلى في نتاجها الجديد “رجال.. وسلام” كان أفضل مما توقعنا، برغم أننا ألفنا أن تفاجئنا كارول دائماً، وهي الهاوية، بما يقصر عنه المحترفون. قلة من الصحافيين والكتاب أو الدارسين العرب هم أولئك الذين توغلوا في الإدارة الأميركية في…

على الطريق الحريريون والكواكيميون!

فجأة انتبه أهل الحكم جميعاً إلى استشراء الفساد وإلى تعاظم ظاهرة الإثراء غير المشروع الناجم، في الغالب الأعم، عن استغلال النفوذ واستنفاد موارد الدولة بالنهب المنظم! إلى ما قبل أسبوعين أو ثلاثة كان طرح مثل هذه الموضوعات يعتبر تجريحاً وتشهيراً شخصياً ولجوءاً إلى أساليب غير مشروعة في الاعتراض على مشيئة…

على الطريق رأفة بالكويت والكويتيين..

تظل “القضية” أهم من “المحامي” حتى لو كان الأكفأ، ولقد وفقت الكويت في اختيار موفدها إلى دمشق وبيروت: فوزير أعلامها ذرب اللسان، وبارع، وذو تجربة دبلوماسية متميزة تجعله خبيراً في الرد على السؤال المحرج بالسؤال، وفناناً في حسن التخلص برفع الكلفة وإضفاء جو “عائلي” يُحرج السائل في لياقته أو حُسن…

على الطريق عملية واكيم الاستشهادية!

لم يكن نجاح واكيم “عاقلاً” في نظر الكثير من أهل السلطة والنفوذ، ولكنهم سينظرون إليه الآن بالتأكيد على أنه “مجنون رسمي”، حتى من يحب هذا “الفتى” الذي انتخبته بيروت في “الجمهوريتين” ممثلاً لها، واختاره معظم اللبنانيين معبراً عن ضمائرهم، رأوا في خطوته، أمس، بالتقدم إلى النيابة العامة بطلب فتح ملف…

على الطريق راية زرقاء في صقيع عمان!

من “أيلول الأسود” إلى “كانون الأزرق” يتابع العرش الهاشمي مسيرته التي اتسمت دائماً بالاضطراب واصطبغت دائماً بالدم، دم الأسرة الملكية كما دماء خصومها ومعارضيها الكثر. من “أيلول الأسود” إلى “كانون الأزرق” ربع قرن من الزمان هي المدة التي كانت ضرورية لتدجين عمان، التي تحوّلت بمصادفة قدرية من قرية قليلة السكان…