مرة أخرى، تقف البلاد على شفا بطالة سياسية من شأنها، إذا ما تكاملت حلقتها، أن تعطل المبادرة والقرار الوطني. فلا حكم، بعد، يسلم الجميع بصفته كمركز للقرار ومصدر وحيد، والحكومة، التي لم تكن في أي يوم حكومة، تنتظر قرار التعويم البائس الذي لن يوفر حلاً وإن بدا وكأنه ينهي إشكالاً….
على الطريق جنوباً در، جنوباً سر، وانتصر!
ما أسرع السنين، ما أبطأ الأيام، ما أطول النهارات، ما أقصر الليالي. ما أقسى العيش، ما أمتع الحياة، مع أعظم الحرية، ما أحط القمع والعسف والاستكانة والاستسلام. ما أمر الاحتلال، ما أشرف المقاومة. ما أتفه الـ “نعم” ما أكرم الـ “لا” مجلجلة وجليلة في وجه الظالم والمهيمن والطاغية والمحتكر والمغتصب…
على الطريق بيروت القضية والتحدي
مرة أخرى تفرض بيروت نفسها كقضية تتصل بصميم الأزمة التي عانى منها العمل الوطني في لبنان والعمل القومي عموماً. فمنذ عهد بعيد تجاوزت بيروت ذاتها وطبيعتها كمدينة لتغدو مركز العمل القومي ومجمع الام العمل الوطني و”الساحة” التي فرض عليها أن تشهد وأن تتحمل مجمل التشوهات التي أصابت الأمة والشعب. وحين…
على الطريق فلتكن الأولى والأخيرة!
ما حصل في بيروت خلال اليومين الماضيين ليس الكارثة بذاته، ولكنه قد يتحول إلى مدخل للكارثة، إذا ما وقع خطأ في تحديد العلاج الشافي أو في وسائل تطبيقه على الأرض. والكارثة قد تجيء غداً إذا ما اعتمد ، مثلاً، علاج ناقص أو جزئي أو من طبيعة أمنية بحتة، وأساساً إذا…
على الطريق بشير الجميل في لوزان!
… وتبقى الملاحظة أخيرة لا بد منها قبل أن ننهي الحديث عن دور الانعقاد الثاني لمؤتمر الحوار الوطني في لوزان، وهي ملاحظة تتصل بظل واحد من الرجال كان مؤكد الحضور على رغم غيابه الأبدي هو بشير الجميل. كان بشير الجميل هناك، في الفندق الفخم عينه، وفي أكثر من طابق، ولاسيما…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (8) عن المواقف المكتومة ورجال الظل وأحلام تغيير النظام بسيف النظام
البحيرة هادئة بعد… لكن الضباب أخذ بالتكاثف، ومع تزايد برودة الهواء فقد بات المطر متوقعاً. اختفت الضفة الأخرى تماماً، واختفى الجبل المعمم، والضباب تداخل مع الغيم فغيّب وجه الشمس، وفي صالات الفندق والمقهى وجوه جديدة، تحمل سمات البلاد التي نحن فيها. لقد عادت أوروبا إلى “بوريفاج بالاس”، وها هو “الشرق”…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (7) المنتصرون في البلد المهزوم
البحيرة هادئة بعد.. وصفحتها الراكدة لم تضطرب بفعل البلبلة التي تجتاح الفندق الفخم بكل أجنحة وغرفه وردهاته وقاعاته ولاسيما تلك التي كان يفترض أن تشهد الولادة التاريخية للحدث الجلل: لبنان الجديد، ثم تعذرت الولادة حتى بالطريقة القيصرية وقال بعضهم إن الحمل نفسه كان وهمياً. والبط يتطلع حوله ببلادة، ثم يستفزه…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (6) حوار بين الخارجين على الحوار
البحيرة هادئة بعد.. والنسمات المنعشة ببرودتها تهز صفحتها هزاً رقيقاً محدثة بعض التجاعيد في الوجه الرمادي الساكن عند الضفة، وضباب كالدخنة يغلف المنظر كله ويستر ما يحجب محدداً لك مدى الرؤية ومضيعاً الأبعاد والاتجاهات وحقائق الجغرافيا والحياة… تماماً مثله مثل الجو الذي يفرضه عليك هذا المؤتمر بإقفال الأفق وطمس المعالم…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (5) حوار مع خائن جيله!
البحيرة هادئة بعد… وليس على السطح غير زوارق الحراسة، وفي البعيد زوارق نزهة المترفين، وحسكات المستمتعين بنعمتي الشمس الآتية في غير أوانها، والهواء الثلجي البرودة. وعند الضفة المواجهة للفندق الفخم أرتال البط، وقد حسمت أمرها، فقررت المشاركة في المؤتمر الوطني للحوار. وهكذا أطلقت العنان لوأوأتها المنكرة، مجادلة ومعترضة، ومبدية التحفظ…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (3) في انتظار “وليم تل ” لبنان!
البحيرة هادئة بعد… تمتد صفحتها مرجاً من الرماد حتى تتداخل عبر الشفق مع السماء الرمادية المنطفئة، وتتسع استدارة القوس حتى تضيع الحدود زارعة فيك الإحساس بأن الدنيا أوسع بكثير من قاعة “القناطر” المغلقة في انتظار المصالحات. وهي المصالحات التي ستقرر حجم الاصلاحات العتيدة وبالتالي صورة لبنان المستقبل… والمستقبل دائماً لله!…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (3) الغد.. في بيروت والجبل والجنوب
البحيرة راكدة بعد… وهي أكثر هدوءاً اليوم، وأرتال البط السارح عند الضفة بادي الانشراح والانطلاق كونه لا يسمع ما ينغص عليه التمتع بشمس الربيع المبكر! فمعظم المؤتمرين قد أمضوا نهارهم خارج الفندق يمارسون ما يحبونه ويتقنونه تماماً. تناول طعام الغذاء المتميز والفريد من نوعه في أرقى المطاعم وأغلاها وأجملها موقعاً….
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان (2) الخارج من النسيان
البحيرة راكدة بعد.. لكن المؤتمرين في حركة دائبة ، يصعدون ليعودوا فيهبطون، ويهبطون ليعودوا فيصعدون. يختفون في الغرف المغلقة. يتهامسون، يرشفون القهوة أو الشاي، أو الحيليب الساخن، أو الماء المهضم، ويبتلعون أقراصاً متعددة الأغراض، تطقطق حبات المسابح، يتفقون على بعضهم، ثم ينفض السامر، ويجلس كل إلى مستشاريه يسمع منهم آيات…
على الطريق ثرثرة فوق بحيرة ليمان
فندق بوريفاج بالاس – بوشي، الضاحية الجنوبية لمدينة لوزان، عاصمة كانتون فو “VAUD” – سويسرا الفيدرالية. حكي حكي حكي. الماضي يحكي ويحكي وبالكاد يعطي الحاضر دوره في الكلام، أما المستقبل ممنوع من الدخول إلى هذا الفندق العتيق المحاصر برجال الجيش والشرطة والأسلاك الشائكة والكلاب البوليسية والزوارق المسلحة في البحرية بمواجهته،…