عندما ينزح المواطن في الجنوب عن أرضه، ويهجر بيته وزيتونته وذكرياته، وكرامته أيضاً، معذوراً في طلبه للسلامة طالما لم يجد الوطن الذي يؤمنه ويحميه ويضمن له كل ما كان يتمتع به فعلاً، وكذلك ما نزح في طلبه. صحيح أنه ينزح من الحقيقة إلى الوهم، لكن القذيفة الإسرائيلية حقيقة هي الأخرى….
على الطريق لبنان الوهم والقضية..
وصلت “قضية لبنان” إلى قمة موسكو، ولا بد أن يتوقف أمامها ممثلاً القونين الأعظم ليقولا فيها كلمة ما… مع ذلك فما زال ثمة في لبنان من يتقصد ألا ينظر إلى “قضية لبنان” إلا بالعين الانعزالية الضيقة إياها، ويصر على تجاهل الحقيقة الأساسية في هذا الموضوع وهي أن فلسطين تعطي لبنان…
على الطريق جنيف الفلسطينية!َ
ليس في جنيف من العرب، حتى الآن، إلا فلسطين! كلهم قد يذهبون وقد لا يذهبون، ولأسباب فلسطينية في الحالين، أما فلسطين التي لم يوجه أحد إليها الدعوة فهي هناك من زمان، ربما منذ الطلقة الأخيرة في حرب رمضان. وكما تعذر على مصر السادات أن تخطو خطوة واسعة في جنيف وحيدة،…
على الطريق علم أبيض في وجه فلسطين!
العلمان الأبيضان اللذان رفعهما أحد الإسرائيليين على شرفة منزله في نهاريا، أمس، هما هدية المقاومة الفلسطينية إلى لبنان خاصة، وإلى الأنظمة العربية عموماً، بل أنهما هدية من المقاومة إلى المقاومة ذاتها، إنهما رمز بسيط لما يمكن أن يوصل إليه النضال الدؤوب، المستمر، العنيد والذي طرقه متوهجة بدم الشهداء. طبعأً لم…
على الطريق المعادلة والخيار
بمقدار ما يكون لبنان “فلسطينياً” تكون بقية الأقطار “عربية” في معاملها معه. فلبنان الملتزم بفلسطين ، ولو بالحد الأدنى للالتزام، يجبر سائر الحكام العرب على الالتزام بموجبات “العروبة”، ولو بحدها الأدنى. فلا يستطيع حاكم مصر، أو حتى اليمن، أن يتجاهل مطالب – بل حقوق – لبنان الفلسطيني، لأن التجاهل هنا…
على الطريق صداقة العداء!
استمرار في المصارحة الضرورية في هذه الظروف الدقيقة، لا بد من التأكيد على الحقائق الأساسية التالية: أولاً – إن إسرائيل، وإسرائيل وحدها هي العدو الوطني (للبنان) والقومي (للعرب عموماً) والحضاري (لكل بشري، بوصفها قلعة للتمييز العنصري وحصناً للفاشستية وللنازية الجديدة). ثانياً – إن الشعور بالعداء يجب أن يتجه إلى إسرائيل،…
على الطريق لبنان الفلسطيني
قليلاً من الصراحة، في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لزرع الوقيعة بين اللبنانيين عامة، والجيش خاصة، من جهة، والفلسطينيين عامة، والمقاومة خاصة، من جهة أخرى. إن إسرائيل تحاول الآن، وبمباركة أميركية، أن تقزم الوجود الفلسطيني إلى أقصى حد ممكن لتلغي تأثيرهم السياسي (والعسكري بالطبع) على مجريات مشاريع التسوية المقترحة، أو لاحتوائهم ضمنها…
على الطريق الأيدي المكتوفة…
“لن نقف مكتوفي الأيدي”.. وأشلاء الأطفال تجد بالكاد من يلملمها ويرفعها من بين أنقاض المخيمات.. “لن نقف مكتوفي الأيدي”.. والسقوف تتهدم على رؤوس أولئك الذين تحايلوا حتى بنوا أشباه بيوت، بانتظار العودة لبيوتهم الحقيقية في أرضهم. “لن نقف مكتوفي الأيدي”.. وشعب عربي بكامله يتحول إلى مجموعات من اليتامى والأيامى والآرامل…
على الطريق طائرة لكل فدائي!
ماذا تريد إسرائيل أن تقول لنا، في لبنان، وللفلسطينيين تحديداً، ومن ثم للعرب كلهم، عبر غاراتها اليومية التي تكاد تقيم بها “جزيرة حرب” في بحر السلام المزعوم الذي أغرقتنا فيه نجاحات “العزيز هنري” في تحقيق الفصل بين القوات العربية والإسرائيلية، وعجائب رحلة نيكسون التاريخية؟ ماذا تريدنا أن نفهم من خلال…
على الطريق الكتائبيون العرب!
كنا نطالب الحاكمين من العرب بمساعدة الحركة الوطنية في لبنان لكسب معركة “تعريبه”، فإذا بنا الآن نكاد نرجوهم أن يكفوا – مشكورين – عن تقديم “مساعداتهم” التي تفيد، أساساً، أعداء العروبة في لبنان. وبالتأكيد فإن أقوى سلاح بيد القوى الانعزالية، الآن، هو هذا النمط من “المساعدة” العربية الذي ينهمر عليها…
على الطريق نيكسون … والقضية
نشك كثيراً في أن يكون الرئيس الأميركي نيكسون قد استطاع أن يميز، وبالتالي أن يقرأ – في الزحام المثير – تلك اللافتة التي تطلب العدالة لفلسطين وشعبها. لكن هذه اللافتة “الغريبة” وسط مظاهر الحفاوة البالغة، تجسد موضوع الامتحان الحقيقي لنيكسون ولمضيفه، وللزيارة التاريخية التي يرى فيها البعض تتويجاً لتحول أميركي،…
على الطريق المغامر والمقامرون…
… وأخيراً يصل نيكسون “الفاتح”، ومعه كيسنجر “الساحر”، إلى قاهرة المعز، حيث سيلقيان حفاوة عز عليهما أن يحظيا بمثلها في أي مكان من العالم، بما في ذلك المدن الأميركية ذاتها، بل خاصة المدن الأميركية. لا حرام في السياسة، ولا عيب. ثمة مصالح فحسب. وإذا كنا، ربما لنقص في الهداية، لا…
على الطريق حزيران الجماهير وحزيران أميركا
ما ابعد الشقة بين 9 حزيران 1967 و9 حزيران 1974، حتى لكأنها سنوات ضوئية هذه السنوات السبع الفاصلة بين وقفة الصمود المجيدة والانتظام في “طابور الشرف” لاستقبال المستر ريتشارد نيكسون! قبل 7 سنوات، اندفعت جماهير الأمة العربية تمزق ليل الهزيمة بمضاء إرادتها، وتلفظ دعاة الاستسلام والتخاذل والتفريط. وهدر صوتها الغاضب…
على الطريق زيارة نيكسون.. وأنت تضحك!
طلع لبنان “اوت”: لا في عداد الأصدقاء الدائمين للولايات المتحدة الأميركية ظهر اسمه، ولا في قائمة خصومها التاريخيين الذين انفتحوا عليها – بالحرب ! – وانفتحت عليهم. فالرئيس نيكسون سيلقى “ترحيباً حاراً في القاهرة، قلعة النضال العربي المعاصر، وهو سيستقبل بما يليق من الاحترام في دمشق، قلب العروبة النابض، وستجن…