Monthly Archives مايو 1991

على الطريق عيِّنهم… وأنت تضحك!

اللوحة كاريكاتورية تماماً مع ميل إلى السوريالية، لكن فيها أيضاً صورة الواقع بملامحه المأساوية التي صارت عادية جداً! فهناك “مرشحون” ولا انتخاب، وهناك برامج مطرزة بالوعود الخطيرة ولا ناخبون يقرأون فيختارون ويقررون (ثم يحاسبون؟!) وتكون أصواتهم الفيصل، هناك “مظهر” ديموقراطي ولا ديموقراطية، وشكليات برلمانية من دون مضمون، بل لعلها مناقضة…

على الطريق كوهين الأفريقي

كن قريباً من المذياع، وابق متنبهاً وفي حال الاستعداد للتحرك، فلا تدري متى تصدر إليك الأوامر الأميركية التي تتبلغ عبرها في أي أرض تعيش (أو تموت!) وهل لها دولة أم لا، وما شكل نظامها وتاريخ حاكمها الجديد ومواقع انتشار جيشها أو الشرطة فيها (إذا ما سُمح بهما) ثم… اسمك شخصياً…

على الطريق الياس الهراوي الماروني: أقل من أعطى وأكثر من أخذ!

من حق الياس الهراوي أن يباهي الموارنة بأنه “وإن كان الأخير زمانه” فقد أتى “ما لم يستطعه الأوائل”!! بوسعه أن يقول لهم بأنه كان صاحب الفضل الأكبر في إنقاذ موقعهم في السلطة ودورهم في البلاد والمنطقة، في حين إن من سبقه من الرؤساء ومن يعاصره من القيادات لم يفعل غير…

على الطريق معاهدة من أجل الكيان!

لا تنتهي الحروب الأهلية بالمواعظ والتعويذات والدعوات الصالحات، وإن كانت هذه تنفع حطباً لتسعير تلك وتأمين المدد لشلال الدم المهدور. تنتهي الحروب بالقرارات الشجاعة للرجال المسكونين بحس المسؤولية واختيار الصعب في اللحظة الحاسمة حتى لا يكون الانتحار أو الاندثار. ولقد كان اتفاق الطائف، وبمعزل عن التحفظات عليه، قراراً شجاعاً للرجال…

على الطريق المعاهدة والوحدة والسلام الوطني..

بغض النظر عن النص، بعبارات ذات المعاني العمومية جداً في الغالب والمبهمة في بعض المواقع، فإن “معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق” إنجاز لبناني وعربي ودولي قبل أن يكون إنجازاً “سورياً” بالمعنى الكياني للكلمة. إنها بعض اتفاق الطائف ومثله: تكثيف لنتائج الحرب الأهلية وموازين القوى السائدة في لحظة القرار الكبير بوقفهاز وهي…

على الطريق حرب حصر أضرار الحرب!

حصر الأضرار، في أعقاب هزيمة نكراء كالتي مُنّي بها العرب على يدي صدام حسين و”شركائه” الكثر، معركة قاسية تتطلب كفاءة عالية يستطيع أن يتخفف منها المنتصر في حرب بلا قتال. وهذه الحركة النشطة التي تستولدها دمشق أو تحتضنها هي محاولة جادة لاستنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولو بعد تدمير البصرة (ومعها…

على الطريق الإنجاز وحرب الكلمات!

جاءت الشهادة بقيمة المعاهدة من العدو قبل الصديق، لم تتأخر إسرائيل في إعلان موقفها… المتوقع! ولقد اختارت أن تعلنه بلسان وزير الحرب، تحديداً، وليس بلسان وزير الخارجية، مثلاً، أو بلسان “ناطق رسمي” باهت اللون والصفة. وكان منطقياً أن يعرب موشي أرينز عن “قلقه”، وأن يرى في المعاهدة “عملاً خطيراً على…

على الطريق الباشا المصالح في جامعة المختلفين!

ليست جامعة عصمت عبد المجيد هي ذاتها جامعة محمود رياض، ولا هي جامعة “التونسي” الشاذلي القليبي. والعودة إلى القاهرة باب للتماثل بين جامعة الدول العربية – نسخة 1991 – وقاهرة حسني مبارك، وهو الأقرب إلى سفه أنور السادات ووريث تركته منه إلى جمال عبد الناصر وتراث ثورته التي استقرت في…

على الطريق إنقاص “الطبيعي” على “مميز”!

لن يرتقي أي نص يكتب لتقنين العلاقات اللبنانية – السورية إلى مستوى هذه العلاقة، ولن تستطيع أية معاهدة، مهما كان شمولها ومهما كانت قوة التصديق عليها أن “تغطي” هذه العلاقات كما هي بين البشر المعنيين وعلى الأرض، كيف يمكن تقنين الجغرافيا وضبط تأثيراتها، خصوصاً متى كانت الحدود “وهمية” ومرسومة بالقرار…

على الطريق الخليجيون ينتقمون من العرب!

يفاخر الخليجيون، الآن، بأنهم قد نجحوا في التخلص من “العرب”، وهم يعنون مصر وسوريا أساساً، في وقت قياسي وبكلفة تكاد لا تذكر “وما حاجتنا إلى هؤلاء الشحاذين في وجود الأميركان”؟! أما الفلسطينيون، وبالمطلق، فهم عندهم العدو المبين، ويتباهى الخليجيون بأنهم لم يخسروا حتى مكالمة هاتفية على المصريين أو على السوريين…

على الطريق القيد الذي كسره الخليجيون!

دفع العرب ثروة حاضرهم وبعض المستقبل سداداً لفاتورة حرب الخليج، التي بدأت بمغامرة رعناء لحاكم مهووس وانتهت بهزيمة قومية نكراء لمجموع الأمة، إذ ليس على قائمة المنتصرين إلا اسم الأميركي وحليفه الاستراتيجي في هذه المنطقة تحديداً: الإسرائيلي. على إن أقل الأضرار قيمة هي تلك المليارات التي دفعها وسيدفعها النفطيون العرب…

على الطريق السلام… نقداً وبالتقسيط!

مبروك! بعد بيروت الكبرى ، والحكومة الكبرى، والجبل الأكبر، ها هو ذا المجلس النيابي يتحقق بسحر الساحر نفسه وعلى الطريقة إياها: الولادة بلا ألم؟ لن يشهق أحد متعجباً، فلقد انتهى عهد الدهشة والاستغراب أو التعجب! وبرغم توالي المفاجآت فهي – لسبب ما – لا تفاجئ أحداً! لا هي تثير الحزن…

على الطريق مرحباً أيها الرفيق… بسمرتنيخ!

يصل وزير الخارجية السوفياتي ألكسندر بسمرتنيخ إلى المنطقة في اللحظة المناسبة تماماً، فأهلها يفعلون مثل ما يفعل أهله: يحاولون إعادة اكتشاف الذات والدور والموقع على الخريطة الجديدة لهذا الكون المتغير. والحال من بعضه.. فالمواقف المبدئية لا تتطابق بأي حال مع السياسة الواقعية المعتمدة، والنوايا الطيبة تنقصها الإمكانات، والرغبة بالمحافظة على…

على الطريق تنفس ملء رئتيك… ها أنت، أخيراً، في طرابلس!

أخيراً يمكنك أن تتنفس ملء رئتيك… بل في وسعك أن تتمطى فلا يصطدم ذراعاك بحدود المدينة – الكهف – السجن – القبر التي قدر لك أن “تعيش” فيها سنوات الموت المؤجل الطويلة… لقد أزيحت صخرة أخرى عن صدر المواطن، وتم فتح شريان أساسي آخر كان مسدوداً، فاستعاد النبض إيقاعه وهبت…

على الطريق تداعيات حزينة في لحظة الفرح بالسلام!

مثقلة هي الذاكرة بأخبار السوء والأحزان وصور الخيبات والاندحار، لكن ذلك اليوم – 13 نيسان 1975 – لا يحول ولا يزول ولا ينزل أعلامه السوداء المبرقعة بالدم والتي لم نعد نراها لشدة تعودنا ثباتها في أحداق عيوننا المسكونة بفراغ الذعر والتبلد والعدمية. استبقت الرصاصات الأولى ظهيرة ذلك الأحد، معلنة انفجار…