تضيق المدينة، تضيق، تصبح بضعة شوارع وأزقة وزواريب. تصبح جحراً محاصراً من خارجه بالخارج ومحاصراً من داخله بالداخل. تتقزم العمارات والأبنية العالية. تختزلها واحدة بحجم عش النحل تزدحم فيها ومن حولها الوجوه المألوفة بنوعيها: الخائف والمخيف. تضيق المدينة تضيق، تملأ أفقها الأشباح، وتنفتح أرضها دهاليز وسراديب يتوه فيها الخلق، يختلط…
على الطريق ضد مختطفي الغد!
… وحتى أقلامنا والكلمات مخطوفة هي الأخرى مثل نبيل مطر والذين سبقوه، ومهددة بمصير لا يختلف – بالمضمنون – عن مصير ميشال واكد وجورج حنا وزاهي خوري ومهى حوراني. فبيروت كلها مختطفة ومهددة بالإبادة والاندثار، كلنا، وبلا استثناء، على قائمة الخطف والاحتجاز والإعدام إذا ما استمر هذا الوضع المفزع، المقرف،…
على الطريق تحارَب أو تحارَب!
كيف يمكن فهم هذا الذي يجري بعيداً عن الذرائع والتبريرات الأميركية والغربية، التي تكاد تصبح – ومع الأسف – مسلمات في أنحاء كثيرة من الدنيا، وفي مواقع “عربية” مسؤولة وحاكمة؟! هل هي بالفعل حرب أميركية، ومن ثم غربية شاملة على “الإرهاب”، باعتبار إن واشنطن هي المسؤولة الآن عن أمن العالم…