Monthly Archives سبتمبر 1994

على الطريق كثير من الإسلاميين، قليل من الإسلام!

بينما تغطي دماء المسلمين وجه الأرض، داخل بلادهم وخارجها، يتعاظم قرع طبول الحملة المنظمة دولياً لإرهاب العالم، غرباً وشرقاً، وتخويفه لاستفزازه بشبح الإسلام… المتوحش! فجأة صار “الإسلام” العدو الأوحد المتبقي للغرب الرأسمالي والشرق الذي كان شيوعياً فاهتدى، ولإسرائيل وحركتها الصهيونية التي كانت الرائدة وحائزة شرف السباق في التصدي لهذا الخطر…

على الطريق أخبار مفرحة من السعودية!

.. وكما في هايتي كذلك في السعودية، وبالعكس: يأتي الاحتلال (الأميركي) أولاً، ثم تجيء الديموقراطية محمولة على آخر دبابة وتحرسها كوبرا جبارة. وبفضل الاحتلال “الصديق” يتوالى التطور الديموقراطي في مملكة الذهب الأسود والصمت الأبيض: كان المعارض يُقتل بقطع الرأس، أو برميه من حوامة في صحراء الربع الخالي لكي يموت ببطء…

على الطريق سلام للعرش ولا أرض؟

يتصرف حكام العرب وكأنهم ذاهبون إلى جنة السلام، ويتصرف قادة إسرائيل وكأنهم ذاهبون إلى طور جديد من الحرب لاستكمال هيمنتهم على المنطقة التي كانت عربية والتي حولوها أو هم بصدد تحويلها إلى جهة جغرافية (الشرق الأوسط) لا هوية لها ولا صاحب، للدخيل فيها مثل حق الأصيل، وللوافد حق السيادة على…

على الطريق تقرير اقتصادي إلى طويل العمر!

أبشر يا طويل العمر: ستدفع أقساط المدارس، عن أبنائك، وبالغة ما بلغت، بـ “اليورو دولار”! وستدفع فاتورتي الكهرباء (للحكومة كما لصاحب المولد) بالدولار الطازة المحمول بالطائرة رأساً من البنك الدولي، أما الأوتوسترادات وسائر المرافق التي تتشكل منها “البنية التحتية” للبلاد فقد تكفل “الناس اللي فوق” بالإنفاق عليها عبر وساطة أشرف…

على الطريق ديموقراطية “جهيمان” الأميركية!

هايتي هي النموذج وهي المثال.. فالخيار محدد تماماً أمام الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها في العالم الثالث: ديموقراطية داخلية شكلية بقوة الاحتلال الأجنبي، أو قمع داخلي “حقيقي” تمارسه الأنظمة المحسوبة على الغرب (الأميركي) بذريعة تحصين البلاد في وجه العدو الخارجي، أي عدو وأي خارجي، وغالباً ما يكون وهمياً أو مصطنعاً!…

على الطريق الغربتان

لعل صائب سلام قد أنكر بعض ما رآه وعرفه وسمعه في بيروت. لعله قد تساءل إن كانت هذه هي بيروت فعلاً. ولعله قد وصل إلى الاستنتاج بأن “بيروته” قد تضاءلت وشحبت وتصاغرت وهي تنطوي داخل “سورها”، مخلية الساحات والأحياء والشوارع لبيروتات أخرى، استولدت منها الحرب بقدر ما أخذت فهدمت ودمرت…

على الطريق صائب سلام وبيروت

عودة صائب سلام هي بذاتها الحفل والاحتفال، فصائب سلام هو بعض صفحات التاريخ السياسي للبنان بجمهوريتيه: *الأولى، جمهورية الصيغة والميثاق، الاستقلال والهوية المضيّعة والتي كانت ثورة 1958 حركة اعتراضية عليها على افتراق لبنان – الحكم عن أمته ملتحقاً بمشروع أجنبي مشبوه، * والثانية جمهورية ما بعد الحرب – الحروب الأهلية،…

على الطريق وداعاً بيروت!

بينما تنجز القوات الأميركية احتلالها “الديموقراطي” لجزيرة هايتي، سلماً وعبر “صفقة” لعلها ستكون أشد تأثيراً من “عاصفة” الغزو الذي كان مقرراً، وبينما تشتد الضغوط الإسرائيلية على كل من سوريا ولبنان فتعطل أو تكاد “العملية السلمية”، وتحاول حكومة رابين إسباغ شيء من “الديموقراطية” على احتلالها بعض الجنوب والبقاع الغربي إضافة إلى…

على الطريق الحفلة والمسافات بين الصفوف

عبر ليل الفرح اليتيم زمن البؤس اللبناني (والعربي) بسلام. غنت فيروز وسمعها الناس كل من موقعه. التقوا لساعتين معها وعبرها ثم انفض حشدهم بسرعة قياسية، وعاد كل إلى ما كان فيه قبل “الحفلة” من هموم ومشكلات ومواقف مما يجري. كان لقاء خاطفاً ومسروقاً في فضاء الذكريات الحميمة. كانت الكراسي متجاورة…

على الطريق راية هاشمية على جثة هايتي!

ليس كالملوك عشقاً للديموقراطية… وهم يفضلون من “أصنافها” الصنف الأميركي الممتاز والمعد للتصدير الخارجي، وبالتحديد لبلاد غير التي يحكمونها هم! ولأن الملوك ديموقراطيون حتى النخاع الشوكي فهم يخضعون لإرادة الأكثرية، وبين الأردن، مثلاً، أو السعودية، وبين الولايات المتحدة الأميركية لا مجال كما أنه لا يجوز أن تتحكم أقلية (ولو ملكية)…

على الطريق تصدير الديموقراطية… بالإرهاب!

ألبس الرئيس بيل كلينتون “الديموقراطية” ثياب المارينز وجهزها للتصدير على ظهر حاملة الطائرات “ايزنهاور” إلى هايتي، وربما اضطر، خلال العمليات القتالية التي ستصاحب الغزو، إلى إسقاطها بالمظلة كهدية أو منحة أميركية للمليون فقير في تلك الجزيرة الصغيرة التي تحرم الرئيس الديموقراطي نعمة النوم منذ أن استولى عسكرها على مقاليد الحكم…

على الطريق الحكام و”الأرقام التافهة!”

الأرقام ليست مثل الحكام: إنها لا تقول الشيء ونقيضه، ولا تبيع الأوهام، ولا تزوّر الواقع، وتبقى حيدتها أو برودتها موجعة. ولو أن رئيس حكومة النهوض الاقتصادي يتعاطى مع الأرقام “التافهة” كمثل كلفة الحياة اليومية، لما كان أمكنه أن ينسب “الضائقة” التي يعيشها اللبنانيون إلى الأحقاد وسوء النية والتآمر على دولته…

على الطريق كيف يقرأون حافظ الأسد؟!

لكل قراءته الخاصة لخطاب الرئيس حافظ الأسد في حفل افتتاح الدور التشريعي السادس لمجلس الشعب السوري: وليس ذلك لأن كلام الرئيس الأسد عن “السلام” حمّال أوجه، وإنما لأن كل طرف يريد أن يضمن الكلمات المختارة بدقة ملحوظة ما يفكر أو ما يرغب فيه أو ما يتمناه أو ما يريد أن…

على الطريق الكبر بالخروج من الحكم! تخرج من الحكم فتكبر..

كان بين النكات الشائعة عن المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد في “جمهورية اليمن الديموقراطي” طيبة الذكر، أنه كلما التأمت هيئته العامة انتهى الاجتماع وقد نقص عدد الأعضاء، لأن الآخرين أكلوهم… ونخشى أن تتحوّل النكتة اليمنية (القديمة!!) إلى واقع سياسي أليم في لبنان بحيث يغدو كل اجتماع للرؤساء الثلاثة أو لاثنين…

على الطريق حوار الموت في الجزائر!

كتلة من الرعب والذعر والاسترابة كان حين دخل على مكتبي، وطيف الموت يغشي حدقة العين، والكلمات تصلني متقطعة، لاهثة، دامعة: “- لهفي على الجزائر. لن تصدق أنها تلك التي تستوطن الوجدان العربي والتي كانت بثورة المليون شهيد أحد مصادر الأمل في غد عربي أفضل. إنها تنحر كل لحظة، تهشم تهشيماً،…