Monthly Archives مايو 1984

على الطريق الانقلاب الذي خسر النظام والمواطن..

عندما تسنم حزب الكتائب سدة السلطة، في الظروف المعلومة إياها كان ذلك قراراً بإسقاط آخر ما تبقى من “لبنان” القديم، لبنان الذي كان، لبنان الأغنية والصحيفة والوردة والمصرف والجامعة والكتاب والمصيف والسبق في التقدم، وأيضاً لبنان التسوية المقبولة بين مختلف الأطراف ، دولياً وإقليمياً ومحلياً، سياسياً وطائفياً. لقد اكتمل “الانقلاب”…

على الطريق التلاقي جنوباً…

أضاع الحكم فرصته الأولى، وكاد يضيع نفسه والبلد قبل سنة، على طريق الجنوب (والبقاع الغربي، وإقليم الخروب وصولاً إلى الباروك)… وبرغم التسهيلات والمساعدات المؤثرة التي قدمت وتقدم للحكم في ضوء تراجعه عن خطيئته المميتة، فإنه لن يستعيد فرصته الكاملة ولن يستعيد سويته إلا بمقدار ما يتقدم على طريق الجنوب وهدفه…

على الطريق التسوية الممكنة والحل المستحيل!

برغم كل غيوم اليأس وهموم الأمن المفتقد وغياب الطمأنينة فإن اللبنانيين يملكون بعد، فرصة للوصول إلى تسوية مقبولة تخرجهم من الكابوس الجهنمي الذي يثقل صدورهم حتى يكاد يخنقهم، وشرط هذه التسوية، الممكنة فعلاً بدليل النجاح ولو المحدود لمؤتمر جنيف والفشل المحدود لمؤتمر لوزان، والنتائج المرضية لقمة دمشق، أن يتدخل المواطن…

على الطريق النصر أهم من الأمن!

ما التقى لبنانيان إلا وكان اليأس ثالثهما، وما التقى عربيان إلا وكان لبنان، بوصفه مصدراً للأمل بغد أفضل، ثالثهما! مفارقة هي، لكنها الحقيقة فلبنان الذي هو أنت، الإنسان، يمثل القضية الرقم واحد بالنسبة لأخوانك العرب في مختلف ديارهم المنتثرة والمشتتة في ما بين المحيط والخليج! لقد عجزوا عن فهم الكثير…

على الطريق يقولون عنا…

أزهى صورة للوضع في لبنان هي هذه التي نراها (؟!) ونحن في داخل لبنان! ففي ما بعد دمشق (ولارنكا واستطراداً أثينا) تكاد لا تجد أثراً للبنان، وتكاد لا تسمع عنه إلا من بعض الاذاعات التي تبيع أخبارها وبرامجها بالقطعة! صار لبنان، في معظم أنحاء العالم، مجرد خبر أمني، كحوادث سقوط…