غطى الدخان الأسود وجه عملية انتخابية لم تكن شوهاء و”عايبه” ومزورة نتائجها، أقله بالقدر الذي يشترك في إعلانه المتضررون من إجرائها سواء بالمشاركة أم بالمقاطعة. هي لم تكن، لا في البقاع ولا في الشمال، مثالية ولا كان ممكناً أن تكون، ولم يحدث في تاريخ لبنان الانتخابي إن جرت انتخابات أقل…
على الطريق حوار الجدران
الكواليس معتمة والهس فيها هو السيد، لكن الجدران ناطقة، كما البشر وأفصح، وصمتها مدو تماماً كثرثرتها الملونة. والحوار السياسي المعطل في دست الحكم، كما بينه وبين مختلف الأطراف، يكاد يختزله ويعبر عنه هذا “الحوار” الأخرس بين الجدارين اللبنانيين الناطقين! ويمكنك أن ترسم الحدود النفسية للانقسام السياسي (والاجتماعي والثقافي؟!) بين اللبنانيين…
على الطريق لبنان… ومعارك صغاره!
صغر لبنان، وصغر كل مَن وما فيه. صغر في السياسة، وصغر في السياحة، صغر في الثقافة، وصغر في الصحافة والأعلام. صار لبنانياً، أي محلياً، أي أكثر مما يحتمل وأكثر مما يتطلب دوره “القديم” وطموحه إلى تجديده. صغرت الطوائف بحيث باتت تحت مستوى “الأقليات” بالمعنى القابل للتوظيف السياسي. لكأنما استغنت “الدول”…
على الطريق الحرب… خارج دائرة الانتخابات!
هناك حلقة مفقودة في الحوار حول الانتخابات، وربما لهذا تحول إلى جدل لا يخلو من المهاترات، ثم إلى مصدر للاختلاف يكاد يتخذ طابع الانشطار الطائفي، وهو بهذا يصير مأزقاً للحكم يحاصر فيه بالابتزاز حتى يخضع فيفقد ما تعبقى من هيبته ويتهدد مستقبله، أو يصمد فيتم الالتفاف عليه بقصد عزله والتشهير…
على الطريق الانتخابات أم الحكم؟
من الظلم أن يترك الياس الهراوي وحيداً في ساحة المواجهة مع كل الذين يحاولون هدم هيكل اتفاق الطائف على رؤوس بناته والمستفيدين منه والمنتفعين بخيراته. وليس عدلاً أن يتسابق هؤلاء الذين قطفوا ثمار “الجمهورية الثانية” وهي بعد قيد التأسيس، على مغادرة السفينة لأنها تواجه بعض الانواء والمصاعب… وكائنة ما كانت…
على الطريق نهر الجنون
… وبعد طول تردد، وكثير من المماحكة، شرب حزب الكتائب من نهر الجنون، وانضم إلى قافلة “الانقلابيين” بذريعة الانتخابات، بحجة حماية ذاته لدور وفاقي، مستقبلاً، وليكون صمام أمان في “الشارع المسيحي” وحصناً أخيراً يعصم البطريرك الماروني من أن ينجرف مع الموجة الانفصالية المتعاظمة. وهي لطمة مؤلمة يوجهها إلى الحكم، بداية،…
على الطريق “المركز” ومحاولاته الانقلابية..
… ولعله يمكن التاريخ لبداية انهيار “المركز” بإقامة “الحلف الثلاثي” العام 1968 وتحت شعار مواجهة “الصهيونية والناصرية والشهابية”. تلاقى ثلاثة من القيادات المارونية في “المركز”، أي جبل لبنان، هم : كميل شمعون وريمون اده وبيار الجميل، وعملوا على استنفار “الطائفة الحاكمة”، مستفيدين من مناخ الهزيمة التي منيت بها الحركة القومية…
على الطريق انهيار “المركز”…
الحكم عاجز وقليل الحيلة ومتواضع الإمكانات، ويفتقد حسن السلوك والسيرة، والمعارضات، برموزها القيادية، ذات سجل حافل بالموبقات والارتكابات، والأخطر إنها ولغت من دماء اللبنانيين ودمرت من إمكاناتهم وقدراتهم ما جعلهم ينحدرون بسرعة قياسية إلى أسفل السلم، اقتصادياً واجتماعياً. فإذا ما استثني ريمون اده، أمكن إعداد مضبطة اتهام مثقلة بالاتهامات الخطيرة…
على الطريق الحكم يدخل الحرب…
دخل الحكم، بقضه وقضيضه. طرفاً مباشراً في “الحرب على الانتخابات” التي تشنها “المعارضات” التي توحدت على قاعدة طائفية أكثر منها سياسية، ومبدئية أكثر منها عملية وشخصانية أكثر منها حزبية. وهكذا فقد وجد رئيس الجمهورية نفسه ملزماً بأن يدافع – شخصياً – عن القرار بإجراء الانتخابات، وأن يتصدى لمنطق “المعارضات” التي…
على الطريق انتخابات خارج السياسة!
اللبنانيون “يتفرجون” على الانتخابات أكثر مما يخوضون غمارها. لذلك فالففضول يغلب على “المشاركة”، خصوصاً وإنهم لا يتوقعون منها “أنقلاباً” ، هذه التي يطلب منها “شرعنة” الوضع القائم وتثبيته. كل العدة الانتخابية موجودة، بشكل عام، إلا الانتخابات. صور المرشحين أكثر من صور المطربين، والموسم – الطرب – في عزه، وأعمدة الكهرباء…
على الطريق بكركي وسياسة مع بعد الحرب
أهم ما في “الصراع” حول الانتخابات أنه يعكس جسامة التحولات التي أصابت الحياة السياسية في لبنان، مناهجها ورموزها وتوازناتها الدقيقة بكل حساسياتها إزاء قوى التأثير والنفوذ الخارجي. إنه “لبنان آخر” لشدة اختلافه عن الذي كان، ولعل الانتخابات – بكل ما قيل ويقال فيها، وبكل ما قد يجري فيها – هي…
على الطريق الرفض بالانتخاب…
قد لا يكون إجراء الانتخابات في المواعيد المقررة لها، وفي ظل الظروف السائدة سياسياً، ووسط أمواج الأزمة الاقتصادية والمعشية الخانقة، مطلباً شعبياً ملحاً، يستثير الحماسة للنضال من أجله، لكن الاعتراض على الانتخابات، إن لمواعيدها أو لقانونها الأعرج، لا يكفي سبباً لإعلان الثورة والمناداة بإسقاط جمهورية الطائف والسماح للمنطق التقسيمي بأن…
على الطريق المناقصة القاتلة…
بعد سنتين من مغامرة صدام حسين الحمقاء في الكويت، قليل هو الكلام العاقل الذي يصدر عن “قيادات” و”مسؤولين” سواء أكانوا في الحكم أم في المعارضة، مما يفيد في اتنقاذ ما تبقى من المستقبل العربي المنظور. حتى خارج العراق والكويت يمضي معظم المعنيين من “أولي الأمر”، عربياً، في الحرب وكأنها مفتوحة…
على الطريق تداعيات حزيرانية في آب…
التواطؤ، كالزواج، يحتاج إلى طرفين، اليوم، وبعد سنتين من المغامرة الحمقاء لصدام حسين في الكويت، يبدو التواطؤ جلياً وصريحاً بل وفاقعاً بين حاكم بغداد وبين الإدارة الأميركية وبعض حكام الجزيرة والخليج، لاسيما منهم حكام الكويت. لقد تواطأ الكل على تدمير العراق ومصادرة الثروة الهائلة المختزنة في أرض الجزيرة والخليج.. ولأنهم…
على الطريق جيش الدولة لا ميليشيا الحكم…
يتصرف الحكم وكأن منافسه الرئيسي على السلطة هو الجيش، جيشه! في كل ما أقدم عليه الحكم من تصرفات وإجراءات تحت لافتة “عودة الدولة” أو “استعادة الدولة أملاكها”، كان يضع الجيش في الواجهة، ويتنصل أو يكاد من مسؤوليته كسلطة سياسية، هي صاحبة القرار وهي مصدر الأمر. كان الحكم يعلن التوجه، ثم…