بذريعة اليأس من “العرب” كسر أنور السادات الحاجز النفسي وحطم الهدف المقدس للنضال العربي لأجيال، وركب الطائرة قاصداً العدو الإسرائيلي في القدس المحتلة، أولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين، والمدينة ذات القداسة الخاصة عند المسيحيين، أي عند العرب أجمعين. لم تكن تلك جريمة، كانت أخطر من ذلك بكثير: كانت خطيئة…
على الطريق دفاعاً عن الصحافة – الضحية
يوم السبت في الخامس عشر من كانون الثاني الماضي، كنا أربعة من الصحافيين اللبنانيين على طائرة الرئيس السوري حافظ الأسد، في الطريق إلى جنيف، حيث كان مقرراً أن يلتقي في اليوم التالي الرئيس الأميركي بيل كلينتون. وفي جنيف، وسع الرئيس الأسد إطار لفتته الخاصة تجاه الصحافة اللبنانية فأوصى خيراً بزملاء…
على الطريق سياسة الأمن ولا قضية
سقطت “السياسة” سهواً (!!) من الحياة العربية، ارتحل بعضها عبر المفاوضات مع “العدو” الإسرائيلي إلى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، وتم تهجير بعضها الآخر عبر الحصار المضروب على عدد من الأقطار العربية (ليبيا، العراق، السودان و… الصومال!) إلى وزارة الدفاع الأميركية وملحقاتها كالبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية ، في واشنطن أيضاً،…
على الطريق سلام أحمر لأطفال النبطية!
لكل منمطقة، بل ولكل طائفة، وحتى لكل قيادة مذبحتها الخاصة. وهكذا امتد خيط الدم من الحرم الإبراهيمي في الخليل الفلسطينية إلى كنيسة سيدة النجاة في الذوق الكسروانية إلى النبطية وصيدا وبعض القرى العاملية في جنوب لبنان. فبعد المصلين الصائمين جاء دور الأطفال وتلامذة المدارس والأمهات (في عيدهن). لكل منطقة مذبحتها،…
على الطريق التفاوض بالمذابح!
بعد مذبحتين ضد العرب ومعركة “سياسية” ناجحة في قلب الإدارة الأميركية لمنعها من تكرار الخروج على النص الإسرائيلي، أمكن استصدار قرار هزيل من مجلس الأمن الدولي يتيح غموضه للعرب أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات معقاتلهم الإسرائيلي في واشنطن. في المساومة من أجل القرار – التعزية خسر العرب (بمن فيهم الفلسطينيون)…
على الطريق لا دين للفتنة
لم تكن الحقيقة حصن أمان لوحدة اللبنانيين وضماناً لسلامتهم وسلاحاً فعالاً في دحر الفتنة ورد سمومها إلى نحور مطلقيها والمستفيدين منها كما هي اليوم. فالحقيقة لا تمنع فقط الجريمة من أن تتحول إلى فتنة، ولكنها كذلك تزيد من مناعة الجسم اللبناني وتحصنه ضد المخاطر المخيفة المقبلة مع عصر “السلام الإسرائيلي”…
على الطريق إعدام قتلة الغد!
بالمصادفة داءت “عيدية” الحكومة للبنانيين مع الفطر “السعيد” إقرار قانون إعداد القاتل، بعد ثلاثة أعوام تقريباً من العفو العام الذي شمل بنعمته آلاف القتلة تمهيداً لأن يعهد إلى “المنتصرين” منهم ببناء “الجمهورية الثانية”. إنها مسألة حظ: فالقاتل بالأمس “بطل” صنديد، تدين له الرقاب وتأتيه المناصب صاغرة فيشرّفها بأن يقبلها، ويبذل…
على الطريق الحوار المفقود في الدولة المشاع!
لا حوار في بلد الحوار. بعد دوي الحرب جاء زمن الصمت، فإذا ما أراد أي “لبناني” كسر الصمت فإنه لا يحاور، ولا يتجه إلى “الآخر”، وإنما يجأر بالشكوى والتذمر والتأفف. ولأنه لا يتوجه إلى أحد، لا إلى “الدولة” ولا إلى “المجتمع”، فإن “خطابه” يأخذ حكماً شكل “المونولوغ” أو العزف المنفرد….
على الطريق الثرثرة والعمرة؟!
صارت المفاوضات العربية – الإسرائيلية مجرد ثرثرة بالإنكليزية في “شقة” معارة من طرف وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، لا تعني أحداً غير أولئك المكلفين بإدامتها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. النجاح متعذر، وهو في أي حال ليس قرار المفاوضين (المتقاعدين)، والفشل غير مقبول، والاستمرار في إعادة أو استعادة الأحاديث المملة…
على الطريق عبد الله السلال: انطفاء حلم يمني…
مظلوماً ومقموعاً عاش، حاكماً ومحكوماً “حكم” مقهوراً ومسحوقاً “خلع” و”نفي”، مطموساً ومدّخراً لتزيين الاحتفالات “أعيد” إلى منزله في صنعاء، وكمداً مات، أمس، آخر الثوار الرومانسيين العرب عبد الله السلال. قلة يتذكرون اسمه، وأقل منهم من يتذكر دوره، لكن التاريخ يحفظ له قطعأً أنه ذلك المقاتل الأسطوري الذي أخرج اليمن من…
على الطريق حماية دولية لغولدشتاين!
طريفة هي حكاية المراقبين الدوليين الذين سيتولون حماية الولادة المتعسرة للكانتون الجديد الهجين على أرض فلسطين!! كأنما لم يعد ينقص ذلك “الكانتون” سوى بعض “القبعات الزرقاء” حتى يستوي “كياناً سوياً” فيستنقذ للفلسطينيين حقوقهم في أرضهم بحماية دولية غير قابلة للاختراق! إنها الحلقة الأخيرة في الطوق، فبعد تلزيم الأمن والسيادة لإسرائيل،…
على الطريق علمنا بالحزن الصمود…
كل جاء بأحزانه إلى “القرداحة”، أمس، ليتوحد الخاص بالعام ويجري نهر الحزن رقراقاً صافياً ما بين المحيط والخليج. الحزن، الآن، بعض ملامح الوجه العربي كالسمرة ولون العينين، من اليمن المطارد بشبح الحرب الأهلية إلى الجزائر التي دخلت دوامة الموت اليومي ولا تعرف كيف تخرج منها، إلى مصر المثخنة بجراح القصور…