Monthly Archives أكتوبر 1995

انغام شخص واحد بين عمان ودمشق

صار المشهد تقليديù إلى حد العبثية، وكذلك توصيفه المتكرّر بالمقدمات والاستنتاج: لكل انحراف خطير تغطيته النارية، من مقدمات كامب ديفيد وحتى اختتام مؤتمر عمان الاقتصادي، ومن الميل الأول في رحلة »مؤتمر مدريد« الذي وُلد في رحم »حرب الخليج الثانية« قبل ثلاث سنوات، وحتى زيارة كريستوفر الاعتذارية أمس لدمشق، لا بدَّ…

موتمر عمان اقتصاد دموي

فضح الدم اللافتة الخادعة، فانكشفت الطبيعة السياسية للمؤتمر الذي تعقده عمان الهاشمية لحساب إسرائيل بطلب أميركي صريح ومعلن. وحين دخل إسحق رابين قاعة المؤتمر على حصانه الأبيض، دار على المؤتمرين برأس فتحي الشقاقي مرفوعù فوق رمحه، ثم أقامه على منصة الرئاسة الملكية، جنبù إلى جنب رأس »القدس الشريف« المحمول بطائرة…

من عمان الى دمشق اثنين اطول رحلة لكريستوفر

ثلاث ساعات في دمشق قد تكفي للاعتذار وإظهار حسن النية مع العجز عن الإنجاز، لكنها لن توفر جرعة الأوكسجين الكافية لإنعاش »العملية السلمية« من سباتها العميق الذي لا يختلف عن الموت إلا بالشهادة الطبية. وإذا كان للإدارة الأميركية التي يمثلها وزير الخارجية وارن كريستوفر عذرها »النظري« في موضوع اعتراف الكونغرس…

جريمة مكافاة

لم »تغتصب« القدس، هذه المرة. لقد سلّمها أصحابها. لقد قطع الكونغرس الأميركي رأس القدس الشريف لحساب إسرائيل بسيف »عربي«. لم يؤخذ أصحابها غيلة، ولم يقتحم الإسرائيليون الأبواب عنوة، ولم يلجأ الأميركيون إلى الحيلة. تمّت الجريمة جهارù نهارù وعلى مشهد من العالم كله، وبحضور ذوي الشأن ومباركتهم شخصيù. ولقد نال الرئيس…

لماذا لا يرد اصحاب قدس في عمان

بعد تمرير التزوير ديموقراطيù وبالتصويت العلني، لا بد من الاحتفال بالانجاز الخارق والتصرف ازاءه وكأنه »حقيقة تاريخية«! وهكذا احتفل إسحق رابين مع »رجاله« المخلصين في الكونغرس الأميركي (بمجلسيه) بالنجاح في فرض الكذبة على العالم: ليس القرار ابن يومه، فالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل منذ ثلاثة آلاف سنة، كما يشهد تاريخ بناء…

كنيست اميركي

لا يحب الأميركيون التاريخ. إنه فضيحتهم الكبرى. أما إسرائيل، ومن خلفها أكثرية اليهود، فقد نجحت دائمù في توظيف التاريخ بعد تغليفه بالأسطورة الدينية، كأعظم استثمار »معنوي« لتحقيق مكاسب »مادية« مباشرة في مختلف المجالات (الاقتصاد، الاعلام، السمعة الدولية) وخصوصù في الجغرافيا، أي »على الأرض«. وأما العرب الذين لم يتبق لهم إلا…

عرب اميركا خارج سياسة

بعض المصادفات تكون، بالفعل، خيرù من ميعاد، ومنها هذه المصادفة المفارقة التي تتيح، هذه الأيام، لعرب أميركا أن يتحققوا باليقين من قيمتهم وأهميتهم للسياسة الأميركية الخاصة بمنطقتهم ومستقبلها، فبينما يحتشد في نيويورك بضعة ملوك ورؤساء وأمراء ومشايخ ورؤساء حكومات ووزراء تفضح سمرة بشرتهم انتماءهم »القومي«، … وبينما يتكأكأ معظم هؤلاء…

قداس وجناز ذكرى خمسين

كان لا بد لحفل التأبين من أن يجيء حاشدد، مهيبد وفخمد بحيث يليق بمكانة الفقيد الكبير ودوره التاريخي العظيم الذي يتلاشى ويكاد يختفي تمامد، من دون بديل ولو كاحتمال. أمس، في نيويورك، ووسط مراسم جنائزية محروسة جيدد، تمّ تشييع الأمم المتحدة إلى مثواها الأخير… في بعض دوائر وزارة الخارجية الأميركية…

“حزب الله”والحرب اميركية

ليس بريئù هذا التضخيم الأميركي ل»حزب ا”« واتخاذه هدفù لحرب معلنة ومفتوحة بذريعة أن مقاتليه »يعتدون« على جنود الاحتلال الاسرائيلي في جبل عامل وبعض البقاع الغربي. انه تطور نوعي في الخطاب السياسي للإدارة الاميركية، يتجاوز تحريض اسرائيل على »الرد«، والتعهد بحماية هذا الرد المحتمل وتبريره دوليù، مع الايحاء بعدم الممانعة…

احتلال اسرائيلي حرب اميركية

لا يمكن فهم التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إلا كإعلان حرب على اللبنانيين ومعهم سوريا وإيران بوصفهم قتلة الجنود الإسرائيليين! إن الموقف الأميركي أعنف سياسيù من الموقف الإسرائيلي ذاته، وهو يتجاوز التعاطف وتبرير الاحتلال إلى التحريض المباشر ضد »سكان لبنان« بمجموعهم ودمغهم بغير تمييز…

في انتظار كلمة”لا”المقدسة

ماذا تستطيع »الماشطة« الديموقراطية مع وجه الدكتاتور؟! وأي تجميل يمكن أن يخفي أو يطمس أو يموِّه الملامح الأصلية لوجه الطاغية؟ صدام حسين هو صدام حسين. … حتى مع ثمانية ملايين »نعم« لحكم الحديد والنار، الاغتيال والقتل العلني، التجويع واستعداء الأب على أبنائه والزوجة على زوجها، التشريد والإذلال اليومي، جدع الأنوف…

دولة احتلال تلغي دولة ضحية

مع كل عملية جديدة للمقاومة في الأرض اللبنانية المحتلة، تنتفض »إسرائيل« مستهجنة، وترتدي على عجل لبوس »الضحية«، ويطلق كبار المسؤولين فيها التهديدات النارية ضد إيران أحيانù وضد سوريا دائمù، بوصفها حاصل جمع المقاومة في لبنان والتحريض في إيران ورفض دمشق التوقيع على اتفاق إذعان جديد. أي أنها تنكر وجود لبنان،…

مهمة كريستوفر توقيت اسرائيلي

ثَبُتَ شرعù أن ساعة كريستوفر إسرائيلية، وأنه لا يتحرّك إلا وفق التقويم الإسرائيلي! فكلما تزايد »النجوم« العرب في صورة الاحتفال الأميركي بالنصر الإسرائيلي المفتوح تضاءل النفوذ العربي في واشنطن (هذا إذا افترضنا أنه كان لأولئك العرب الأميركيين نفوذ في أي يوم).. وفي ماضي الزمان، كانت »إسرائيل الحرب« تستقوي بالقرار الأميركي…

تمديد الية مهربون

نجح التكتيك الاعلامي تمامù في تحقيق المطلوب منه… ولكنه ظل عاجزا عن تزيين الغرض أو عن إكسابه القبول الشعبي المطلوب. لم يعد التمديد هو موضوع الحديث اليومي. صارت الآلية هي الموضوع. وببراعة فائقة انقسم التمديديون شيعù وأحزابù متناحرة: »حزب المجلس« الذي يريد أن يكون سيد نفسه فيصر على أن يطلب…

تمديد و”الولد ضائع”

تكاد تتكرّر مع التمديد النكتة الشهيرة التي يلخصها السؤال الإنكاري: لمن هذا الولد الضائع، يا إخوان؟! فكل »آباء« هذا الولد الضائع، وهو هنا »التمديد«، ينكرونه، أو هم على الأقل يتنصلون من »أبوته«، ويدفعه واحدهم إلى الآخر ليخلص من »همّه« والمسؤولية عنه حاضرù ومستقبلاً على وجه الخصوص. وتصور كم سيكون مقنعù…