كالمخدرة، كالجريح يستفيق من تأثير البنج ويستعيد تدريجياً علاقته بالأشياء، بالحياة، هكذا تنسحب “الأميرة” من الكابوس وتعود إلى ذاتها، ببطء، بحذر،بشيء من التوجس والخوف من مواجهة الواقع المفجع، تتلمس أوصالها، تتفقد معالمها، تستذكر أحياءها، أبناءها، بحرها وحيث كانت غابة الصنوبر، ثم تلك الأمكنة التي اكتسبت وأكسبت المدينة سمعة عالمية لأنها…
على الطريق عن الذين اغتالوا أنفسهم في جامعة الفقراء العربية
كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، كان في لبنان حكم ظالم لا يحترم الإنسان، لاسيما إذا كان فقيراً، فيتركه فريسة الجهل والمرض والتخلف ثم يتهمه في كفاءته وقدرته على استيعاب العلم ومواكبة التقدم، ويطعن في أهليته للقيادة أو الإدارة ثم يمن عليه بوظائف خطيرة من مستوى…
على الطريق ما بعد الدخول…
مقدمة المقدمة: مرت، أمس، الذكرى التاسعة والعشرون لقيام أول دولة للوحدة العربية في التاريخ الحديث. ولقد أضفت رمزية الذكرى، ودلالاتها التي ما تزال حية في وجدان الإنسان العربي، أهمية خاصة على واقعة دخول وحدة من الجيش العربي السوري إلى بيروت، لإطفاء الحريق فيها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهلها ودورها…
على الطريق شرعية “الشرعيين” وشرعية الشارعيين!
حسناً… لقد أمكن، أخيراً، وقف النزف القاتل، وتم أو يكاد يتم إطفاء الحريق الذي كان يتهدد بالفناء آخر ما تبقى من بيروت، بناسها وعمرانها وتاريخها، وبالتالي آخر ما تبقى من رموز المدينة – العاصمة – الدولة – مشروع الوطن الواحد الموحد في انتمائه كما في مصيره. ولسوف تدخل اليوم قوة…
على الطريق حتى تكون عودتهم بداية للسلام…
لا ينغص فرحة اللبنانيين عموماً، وأهل العاصمة خصوصاً، بعودة الجيش العربي السوري إلى بيروت ومنافذها، إلا المبررات التي تعجلت استصدار هذا القرار وتنفيذه خارج السياق الذي كان مقدراً له، ولو بعد حين. فاللبنانيون المكتوون بنار الحروب الأهلية الأخرى التي فجرتها التداعيات المنطقية للغزو الإسرائيلي صيف العام 1982، والمصدومون بعجز الحكم…
على الطريق عاصمة للكبار…
في بيروت من قوة الرمز ما يتجاوز عمرانها وسكانها والطاقات أو الكفاءات التي اشتهروا بها، فبيروت هي الابنة الشرعية لحالة النهوض العربي العام، بالمعنى السياسي كما بالمعنى الاقتصادي، وبالمعنى الثقافي المعبر عن أصالة الأمة كما بالمعنى الحضاري العام المتصل بالجدارة والأهلية لاقتحام عصر التقدم واستيعاب روح هذا العصر المذهل. ومجد…
على الطريق نداء إلى نبيه بري ووليد جنبلاط لماذا لا تعودا لتعيشا معنا في بيروت؟
*سؤال بريء: هل كانت مثل هذه الحرب المجنونة لتنشب وتمتد لثلاثة أيام متصلة لو كان ولدي جنبلاط ونبيه بري في بيروت، يعيشان فيها، يعانيان ما يعانيه الناس، خوفاً وجوعاً وقلقاً على المصير؟! *وسؤال ساذج: هل يعرف كل من وليد جنبلاط ونبيه بري من، بالضبط، يقاتل، تحت رايته، ويستخدم اسمه في…
على الطريق حتى يكون لقاء دمشق سلاماً بين المختلفين بدل الحرب بين متحالفين!
واقعة: اطلقوا النار، أمس، على المصابيح. أبطال حرب الزواريب لا يحبون النور، في العتم فقط يجدون أنفسهم ويمارسون سيادتهم على المدينة المسكونة بالرعب، الخالية شوارعها إلا من الأحقاد والغرائز والأغراض الصغيرة وشبكات المخابرات الخطيرة ثم الغلط الذي صار هوية ونهجاً لقيادات هذه المرحلة المجيدة. أطلقوا النار، أمس على المصابيح. انطفأت،…
على الطريق صرخة وسط دوي مدافع “الحلفاء”: الطاعون
نقولها بصراحة وبوضوح وبصوت كل أولئك الذين بحت أصواتهم ولا من يسمع، أو الذين أجبرهم الخوف على حبس رأيهم الصريح، أو الذين استنكفوا فغادرونا إلى البعيد حتى “لا عين ترى ولا قلب يوجع”، وحتى لا يموت واحدهم بالخطأ وهو لما يقل ما يجب أن يقال، نقولها ببساطة، ووسط دوي المدافع…
على الطريق يوم أحد لبناني في منتصف شباط
اليوم أحد، والشمس نيسانية الدفء رغم إننا في منتصف شباط “اللباط”، والبحر مرج أزرق ييهادة موجه رائقاً رقيقاً نحو الشط فيغني حبه للأرض بالهمس، باللمس، بالآهات.. ولا صدى لأصوات انفجار الصواريخ وقذائف القتل المتبادل، وكل شيء هادئ، هادئ، على الجبهات جميعاً حتى “لكأنهم” شالوا الظعن شالوا!! وفي مدينة هدها السبي…
على الطريق المواطن الأخير…
من أسف إننا لا نعرف، بالضبط، أولئك الذين اختطفوا جان عبيد واحتجزوه، حتى كتابة هذه السطور، لنتوجه بالخطاب فننبههم مباشرة إلى خطورة ما أقدموا عليه بكل النتائج السياسية الناجمة عنه، ومن أسف إن هؤلاء “الأشباح” لا يعرفون، بالضباطن من هو جان عبيد وكم من القيم والمزايا والكفاءات يختزن في شخصه،…
على الطريق كلنا في المخيم…
لنتفق، بداية، إننا جميعاً في “المخيم الواحد”، وحقيقة إننا نقتتل لا تلغي حقيقة وحدة “المخيم”، ولا وحدة مصير المحاصرين فيه جميعاً من لبنانيين وفلسطينيين ومعهم السوريين ثم سائر العرب. ولنتفق ، ثانياً، إن الأزمة الخطيرة التي نواجه والتي تكاد تلتهم كل الناس وكل شيء، ليست مسألة إنسانية وأخلاق ومعونات وحليب…
على الطريق في ذكرى 6 شباط العودة إلى 1984 أو 1943؟
لكأنما دار الفلك دورة كاملة بين 6 شباط 1984 واليوم، فخلال ثلاث سنوات فقط (!!) من التجربة المرة يعود المنتفضون على الدولة مثقلين بهمومهم في اتجاه الدولة، وقد تخلوا عن كثير من أحلامهم وأوهامهم في إمكان التغيير والاصلاح وحتى التطوير. ومن الانصاف أن نذكر بجملة من الحقائق البسيطة التي كادت…