Monthly Archives أكتوبر 1994

على الطريق مؤتمر المرتزقة الملكي

ينفرد العرب بظاهرة “الملوك المرتزقة”، في العامة، يستأجر الملوك من يقاتل لهم ونيابة عنهم، وقد يحمون عروشهم من شعوبهم بطوابير من المرتزقة (الأجانب)، أما أن يؤجر الملوك ألقابهم الشريفة، وأن يعملوا لحساب “عملاء للغير”. فيستضيفوا – كما أمير المؤمنين في المغرب – مؤتمراً اقتصادياً طلبته إسرائيل وهو مكرس لخدمة مصالحها…

على الطريق الرئيس الأميركي ولغاته الكثيرة..

“قصر الشعب” يعتلي “الربوة” ويطل على دمشق بمهابة تفتقد الرقة أو اللمسة العاطفية وشبه الدينية التي تميّزت بها العمارة الشرقية أو الإسلامية والدمشقية تحديداً. اللون من الخارج أميل إلى الرمادي، وفي الداخل تسري برودة الرخام عبر القاعات الواسعة والممرات الطويلة والسلالم المخفية لاستكمال شروط الصمت في الحركة، لكن هو القصر…

على الطريق سلام التاريخ – الضد!

بدأ بيل كلينتون رحلته داخل التاريخ بالدعوة إلى الاحتفال بالتاريخ. هذا الرجل البلا تاريخ والآتي من بلاد ما بعد التاريخ، وصل محمولاً على وهم حقيقي بأنه سيسهم في صنع تاريخ جديد لهذه المنطقة التي تكاد لا تعرف لها مكاناً أو هوية أو دوراً خارج التاريخ. لا مجال للخطأ أو للمجاملة…

على الطريق نقطة لدمشق، نقطة لكلينتون..

كان لا بد من دمشق، ولقد سجل بيل كلينتون نقطة لصالحه في المعركة الداخلية بواشنطن وهو يواجه بعض إدارته والكونغرس واللوبي الإسرائيلي بالإصرار على دمشق، مدركاً أنه يتيح بذلك للعاصمة السورية أن تسجل معه نقطة لصالحها في المعركة الأصلية وفوق مسرحها الأصلي. أي أن دمشق لم تطلب الزيارة لكي تطالب…

على الطريق النبطية، برتي، كلينتون والسلام!

لم يبرق الرئيس الأميركي بيل كلينتون إلى أهالي الضحايا في النبطية وبرتي معزياً ومواسياً ومستنكراً “أعمال العنف” أو “جرائم الإرهاب المنظم” التي تودي بالأبرياء، بل أن ساعي البريد لم يحمل إلى آل عطوي أو آل بطل أو آل شتوي أو آل شديد أية برقية تعزية من أي من الملوك والسلاطين…

على الطريق فلسطين تستحضر نفسها بالموت

زاد “السلام” عن حده فانفجر، أخطأ “الطبيب” فجاءت الجرعة أكثر من أن يتحملها “المريض” المتهالك فصرعته، وتردد دوي الخطأ في العالم الذي تكشف، أخيراً، تواطؤه في تزوير التشخيص وبالتالي العلاج، فإذا بالانفجار يهزه هزاً عنيفاً ويفتح عينيه بدهشة المفاجأة على الحقيقة التي نسفت تل أبيب ناثرة الموت والدمار والهلج في…

على الطريق معاهدة على فلسطين!

مع “معاهدة الليل” التي وقعها الملك حسين وإسحق رابين (وشيمون بيريز)، أمس، في قصر الهاشمية بعمان، تكون إسرائيل قد استكملت وضع يدها على مجموع الشعب الفلسطيني، عدا تلك “الجاليات” من أبنائه المبعثرة في دنيا الشتات العربي والأجنبي. فإسرائيل تحكم، مباشرة وبقوانين استثنائية خاصة، حوالي سبعمائة ألف فلسطيني داخل ما يسمى،…

على الطريق جائزة نحشون للسلام!

سقطت جائزة نوبل للسلام هذا العام مضرجة بدمها على باب القدس، ملطخة بخطأ الاختيار المغرض وفضيحة التوظيف السياسي المكشوف. ومن قبل كان قد سقط “صاحب التوقيع العربي الأول” على اتفاق صلح منفرد مع إسرائيل صريعاً في “أرض المعارض” بمدينة نصر، في ظاهر القاهرة، دون أن تفيد جائزة نوبل في تحصينه…

على الطريق حرب المفاوضات والحرب عليها!

من الصعب تجاهل المفارقات التي كانت تضخها الأخبار طيلة ليل أمس: ففي واشنطن كانت سوريا بشخص وزير خارجيتها تخوض جولة جديدة فائقة الأهمية في “حرب المفاوضات” من أجل الأرض كمدخل إلى “السلام”، وفي صحراء الموت والخيبة التي “تفصل” العراق عن الكويت كان صدام حسين يثير الغبار ويطلق صيحات الحرب (ولا…

على الطريق الفتنة الكبرى والسلام الإسرائيلي!

نجح الغرب، بتحريض من إسرائيل وتحت لوائها، في جعل “الإسلام” بعبعاً مخيفاً وعدواً موهوماً للعرب وسائر المسلمين وليس لغيرهم! والاشتباك الهائل الدائر الآن على امتداد رقعة العالم الإسلامي، وانطلاقاً من الأرض العربية، هو بين المسلمين والمسلمين، وبين حركات إسلامية وحركات إسلامية أخرى، وبين العرب والمسلمين، أو بين العروبة والإسلام وبالتالي…

على الطريق سلام المحارب..

ليس أمتع من أن تسمع الرئيس حافظ الأسد يستعيد وقائع الحرب اليتيمة التي اتخذ العرب القرار بالذهاب إليها، بينما كانوا يؤخذون إلى سائر الحروب مرغمين وبمذكرات إحضار وغالباً بعد انتهائها بهزيمتهم. تتبدل الملامح الهادئة إلى حد الوداعة، وتلمع العينان ببريق مشع، وتضج النبرة بشيء من الاعتزاز بالأمة، بالمقاتل العربي، وتكتسي…

على الطريق دولة صاحب الشركة

ماتت الجمهورية الثانية، عاشت سوليدير الأولى! تلك سنة الحياة: فالبقاء للأفضل، والأفضل هو الأغنى! والمقارنة فضاحة وقاسية (عاطفياً) في خواتيمها: فلا مجال بعد للتعايش بين “دولة” تتهاوى مؤسساتها في انتظار إعلان إفلاسها، خصوصاً وأن حكومتها لا تستطيع إصدار موازنة متوازنة، برغم كل فنون التلفيق والتزوير والتعديل في الأرقام، وبين شركة…

على الطريق مَن يحمي طوييل العمر من أصدقائه؟!

لولا عراقة العلاقة بين السعوديين وبين الأميركيين (والبريطانيين) لكان سهلاً القول أن في الأمر فتنة. ولولا متانة التحالف الاستراتيجي الشامل (سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وزراعياً وصناعياً، وفي الأرض والبحر والجو) بين المملكة والبيت الأبيض الأميركي لأمكن القول أن واشنطن قد أعلنت الحرب على العرش السعودي بهدف إسقاطه، ويمكن لطويل العمر…