جرحك هو الجرح، ولا عزاء “للشرقية” بأن “الغربية” قد غرقت بدماء الأبرياء وبسطاء الناس بعد 26 ساعة ودقيقتين فقط من موعد حدوث المذبحة الأولى في عين الرمانة… هما طعنتان في خاصرتيك، وأنت النازف أمس وقبله واليوم وبعده، وأنت وحلمك المطلوب موتكماً ولو بالتقسيط! جرحك هو الجرح، ودمك هو المراق، تختلف…
على الطريق عين الرمانة: أهلنا – الضحية..
جرحك هو الجرح، ودمك هو النازف، على رغم بعد الشقة، وألم الغربة عن الذات والاختناق بريح الحقد والكراهية والشماتة التي ينشرها هذا المستنقع الآسن الذي نكاد نغرق فيه، نمد أيدينا بالرجاء ولا مخلص أو مغيث، فتنتهي بأن تهتم بسلامة رأسك والسلام، ولا سلامة ولا سلام إلا بالجميع وللجميع، ولا جميع……
على الطريق ملوك الكلام!
الدعوة ليست اعترافاً، خصوصاً إذا ما صدرت عن ملك تعود أن يهب لنجدة المستجير به، كائناً من كان، وأن يطعم الجائع ويسقي العطاش ويغيث الملهوف ولا يرد سائلاً، بدليل إن شعبنا في المغرب الأقصى لا يعرف الحاجة أو العوز ويعيش منعماً بل مترفاً من حول القصور الملكية الموزعة على أرض…
على الطريق حتى لا يكون لهما ثالث..
في البدء كانت مصر ومع كل “بداية” نلتفت إلى مصر، ننتظرها ونفتقدها، لأن دور “الأول” حكر لها تجعله الثورة شرفاً وامتيازاً وحقاً بالقيادة نتيجة للريادة، وتحوله الردة إلى خطيئة مميتة تقتل مرتكبها وتمس بكرامة لاأمة وتشوه تاريخها وتغري المارقين والمنحرفين والمتخاذلين بالخروج على إرادتها بذريعة التمثل بالأكبر والأقوى والأقدر على…
على الطريق أمير المؤمنين!
بين عروب يوم السبت 19 تشرين الثاني 1977 حين وصل “الرئيس المؤمن” محمد أنور السادات إلى القدس المحتلة مستسلماً ومغتالاً نضال ثلاثة أو أربعة أجيال من شعبه وأمته، وبين مساء الاثنين 21 تموز سنة 1986 حين استقبل “أمير المؤمنين” الحسن الثاني رئيس حكومة العدو الإسرائيلي شمعون بيريز، يمتد العصر الحزيراني…