Monthly Archives يناير 2022

الوباء وتهميش الإنسان

لا نعرف أصل وباء الكورونا. هناك عدة نظريات حول الأصل: هل هو تلقائي في الحيوان أو النبات أو الإنسان، أم جاء بمؤامرة بشرية في مكان من العالم؟ أصحاب النظريات يحبون اتهام الصين، وأن الوباء جاء منها. مصدر الوباء والشر هو الشرق. الغرب مصدر الخير. ما يهمنا هو المعرفة بأن هذا…

أوكرانيا.. أزمة النهاية

بعيدا عن تفاصيل الجغرافيا عشت بعض عمري أتصور أو أعتقد أن أوكرانيا مقاطعة روسية. كان لأوكرانيا صوت في الأمم المتحدة باعتبارها كيانا مستقلا. الكيان في الشكل مستقل والصوت في الواقع العملي غير مستقل. هذه المفارقة ظلت قائمة بشكل ما بعد الحرب الباردة وانفراط الاتحاد السوفييتي حتى نشبت في عام 2014…

Share

رسالة من جدتي

سيدي أنت، أعني حضرتك، لا تعرفني وأنا لا أعرفك. لا شك في أن هذه البداية أثارت فضولك. أعدك أن أشبع هذا الفضول أو جانبا منه دون أن أتجاوز عهدًا التزمت به كما عودت وتعودت. أبدأ من بعيد. أبدأ من يوم كنت فيه شاهدة على لقاء جرى في حفل عام. اللقاء…

Share

هذا إنذار وليس مبادرة: مطلوب رأس المقاومة.. وإلا جوعوا

هذه ليست مبادرة. انها إنذار خليجي اميركي. الرغبة “اسرائيلية”. اليد كويتية، والحبر خليجي، والنص مترجم في بعض فقراته، من أدبيات سياسية دولية. لا يعقل أن تكون “المبادرة”، بهذا التوقيت المتشابك والمعقد، وبفوضى القتال المزدحم خليجياً، وفي زمن انعدام القرار لبنانياً، مبادرة لاغية للحوار، وتبادل وجهات النظر وتقريب ما يباعد، وتدوير…

كيف يقبض العرب على زمام التاريخ

تهيمن الامبراطورية على العالم. أداة العمل لديها أنها نظام لا مخطط. لا شك أن لديها مخططات لكثير من الأمور. لكنها دولة رأسمالية. وهذا النوع من الدول لديه نفور من التخطيط العمومي. تهيمن الامبراطورية بالقوة العسكرية والقوة الاقتصادية المالية. يتوزّع عسكرها على قواعد وأساطيل حول العالم. اقتصادها يستخدم الصناعة لديها والصناعة…

الوقوع والواقع

هل الشعور بالقهر هو ما يولد الإحساس بالعجز، أم أن الإحساس بالعجز هو الذي يوّلد الشعور بالقهر؟ هل مازال لهذا السؤال أي جدوى الآن، وهنا؟ هل هناك متّسع للإحساس أو للتفكير في خضم الدوامة القائمة التي لا ترمي إلّا إلى إنهاء النهار لتعجيل الانغماس في خدر النوم؟ كيف تحلّ القدرة…

نهاية عسيرة لنظام عالمى منتهى الصلاحية

سئلت إن كنت أتوقع، أو أنتظر، نهاية قريبة للنظام الدولى القائم. أجبت بنعم ولكن لن تكون النهاية قريبة جدا كما يعتقد أو ينتظر البعض. صحيح أن بعضا من مقومات النهاية تتجمع بكثافة كالسحب قبل أن تمطر، ولكنه صحيح أيضا أن سحبا أخرى نراها عند الأفق تتجمع وتعلن عن قرب قدومها…

Share

أنسي الحاج عن لبنان النظام: “سندفنه بأقدامنا”

قيل لي: مقالاتك جنازة كلامية، كـأن لا ينقصنا عذاب أو تعذيب. توقف عن اليأس. اشفق على البؤساء ولا تزدهم بؤساً. اترك في هذه العتمة بصيص أمل. لماذا تريد أن نموت قهراً. ما نعيشه من بؤس وفاقة كاف. قيل لي أيضاً: يقيننا أن التغيير صعب إن لم يكن مستحيلاً. إننا نعيش…

أن تعيش بلا غد، أن تعيش بلا أمس… تلك هي المسألة!

قالت الصبية ذات العشرين ربيعا، بغير مقدمات: أحاول ان أستبقي لنفسي يقيناً… كل ما حولي حطام او هو بناء متصدع سينهار قريبا. لا الدولة في بلادي دولة، فالحكام أقوى من المؤسسات، يزيلونها او يدمرونها ليبقوا وليمكنوا لتسلطهم ولامتداده في الزمن وفي المجتمع أعمق فأعمق. في حضورهم لا يبقى مجتمع، فإذا…

ميلاده الثورة

هو الآن مثل مصر: كلما ابتعد عنك ازداد اقتراباً منك، حتى إذا غيبه الأفق تماماً وصل حضوره في داخلك إلى ذروته. وهو الآن مثل ضميرك: ينبهك، يحذرك، يطالبك وقد يزجرك ليمنعك من التورط في ما لا نفع فيه لنفسك أو لأمتك، … وأحياناً تلتفت أنت إليه بالعتاب أو باللوم أو…

أحزان مواجهة الامبراطورية العظمى

دول في منطقتنا تتوخى لنفسها العظمة فتدعي لنفسها المواجهة مع الامبريالية أو القوة العظمى المهيمنة في العالم. تعتقد أن العظمة تخوّل لها المواجهة. والمواجهة تخوّل لها العظمى. هي وريثة امبراطورية كانت لها عظمة بهلوية أو عثمانية. بالتأكيد لا عظمة في إيران الحالية ولا تركيا الراهنة. كل منهما ترضى تدخل “العظمى”…

الزعامة في العالم العربي.. التجربة التونسية

شهر يمر بعد شهر وشكوى الناس في تونس من السياسة تزداد ترددا. جربوا الديموقراطية بعد مدة طويلة من حكم غير ديموقراطي. عشت معهم مرحلة من مراحل حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. لم أشكُ ولا كانوا يشكون. فواقع الحال كان يشهد بأن هؤلاء الناس لم يعرفوا من قبل نظاما غير هذا…

Share

من مفكرتي.. أيام في تونس

أتوقف عن القراءة أو الكتابة لألحق بنشرة الأخبار تفاديا لصنع رأي تنقصه المعلومات الأحدث. أجلس أمام الشاشة ومعي فنجاني. أندم على دقائق تضيع أمام إعلانات يفرضونها على ذوى الحاجة مثلي لمعلومات جديدة. تأتي اللحظة التي أنتظرها في مثل هذا الموعد وكلي أمل، أمل الكاتب المرهق، أن تقرأ الأخبار المذيعة التي…

Share

بيروت، دمشق، بغداد…كم مرة قتلت؟

هل هذه بيروت؟ هل تلك بغداد؟ كيف حال الشام؟ هل هذه عواصم ام ركام؟ تجاعيد وجه بيروت تنبئ بحزن ليلي. آلامها في خلايا الطرق المكوّمة، والساحات ضاقت انفاسها واغمضت عينيها. ليل دامس في عز النهار. كأنها قلب يعتصر. كأنها مخيلة نصبت مشاهدها على منصات الاعدام. تجري مقارنة بين يومها الأسود…

صباح الخير هنا بيروت

صباح الخير من لبنان، تقول المذيعة. الحياة طفلة شقية مدللة لا يستطيع أحد توقع ما ستفعله بعد قليل. لقد كانت الكورونا عذرًا جيّدًا استطاع العالم استخدامه لإظهار وجهه الحقيقي لأفراده، فاعترف لهم أخيرًا أنهم مستهلكون أغبياء وفئران تجارب في متاهة كبيرة. بيروت مدينة موغلة في الزّهد حتّى النّخاع رغم عن…