Monthly Archives يناير 2021

طرابلس اليتيمة

لو لم تتمرد طرابلس في هذه الأيام، لكان الأمر غريباً. في ثورة 17 تشرين 2019، كانت المدينة عروسة الثورة. وهي الآن تنتفض في الموقع ذاته برغم الكورونا، متناولة رموز السلطة. طرابلس مدينة مغتصبة. هل تسكت مغتصبة؟ كما سأل مظفر النواب. تخلت عنها نخبها، فدخل الغير الى حجرتها. أشار أحدهم الى…

“دولة” برسم التصفية!

تجاوزت أزمة الحكم في لبنان نطاق الفضيحة وأخذت تتقدم به في اتجاه الكارثة.فالصراع بين المواقع (والمصالح) دمّر هيبة الحكم برئاساته جميعاً، فضلاً عن كونه قد أنهك اقتصاد البلاد المتهالك أصلاً متسبباً في تفاقم أزماتها الاجتماعية بما يكاد يخرجها عن السيطرة، إلا… بالوسائل الأمنية التي تسرِّع الانفجار ولا تمنعه.لكأن “الدولة” برسم…

سنظل هنا.. أقوى من القتلة!

لن نفقد الأمل. لن نحمل أوجاعنا ونرحل. لن نهرب من واجبنا تجاه أبنائنا وأرضنا. لن نتركهم أيتاماً في أوطان ليست لهم. لن نتخلى عن وطننا الجميل لنعمل خدماً لدى الأغراب في البلاد البعيدة.هذا من الشعر، وأعذب الشعر أكذبه…أما الواقع فهو ان العالم يضيق علينا وبنا، وأننا نجد صعوبة في التنفس….

العروبة: الهوية

العروبة إنتماء. الهوية إعتراف به. العروبة إنتماء لوجود. فيه درجة كبيرة من الإختيار؛ إن لم نقل هو إختيار وحسب. ليس سهلاً الكتابة عن العروبة في هذه الأيام مع وجود شعبها في الدرك الأسفل. نكاد نفقد ثقتنا بأنفسنا وبهويتنا. جيوش من الدول الكبرى والإقليمية على أرض العرب. حروب أهلية لا تنتهي….

انطباعات.. الرتابة

حاولت وفشلت. حاولت على مر السنين اقناع مسؤول النظافة في مكتبي بأن بعض الفوضى في ترتيب وضع طفايات السجاير وغيرها من قطع الزينة مطلوب. فشلت معه ومع المسؤولة عن النظافة في منزلي. كلاهما أصر ويصر على أن لكل طفاية أو علبة حلوى ركنا، وأن الذوق الحسن يفرض اصطفاف الأشياء في…

Share

دولة الفساد والإفساد!

(…) يعيش اللبنانيون بلا دولة، أو أن «الدولة» تعيش من دونهم وخارجهم.فالأزمة الحالية ليس إلا نتيجة مباشرة للفساد المتمكّن في صلب النظام والذي يشكّل بعض ركائز دوامه واستعصائه على محاولات الإصلاح.لقد تكشّف، مرة أخرى لن تكون الأخيرة، فساد الحياة السياسية وليس عبثيتها فحسب، وكذلك اندثار مؤسسات الرقابة والمحاسبة، وليس مجرد…

الهداية المتأخرة..

يتسابق حكام الدول العربية، أصحاب السيادة، وأصحاب الجلالة وأصحاب السمو، في الركض إلى الإعتراف بدولة العدو الإسرائيلي وفتح الأبواب على مصراعيها أمامه للتجارة والتبادل التجاري والإفادة من “تقدمه الاقتصادي”، لا سيما أولئك الذين تفجرت أرضهم بالنفط أو سواحلهم بالغاز، ودولهم تضم عدداً من الأفخاذ والبطون لقبائل في شبه الجزيرة العربية،…

لا تموتوا بصمت

كيف نكتب ما قد كُتب مراراً؟ لبنان هذا هو. هكذا كان، وهكذا سيكون. لا جديد في سيرته. هو على وشك أن يموت، ولكنه لا يموت. يستطيع أن يُعيد انتاج نسله بتفاؤل منهك. ذاكرته غير مرتبكة، تحتفظ بالأصل وتنسج على منواله. لا جديد في لبنان أبداً. لا شبيه له أبداً بفضل…

عن الانتفاضات العربية: قراءة في أسباب الإخفاق.. وحتمية التجدد؟

بعد سبات طويل تبدّى وكأنه إغماء وغياب عن الوعي، تفجرت الأرض العربية بانتفاضات شعبية عارمة كانت أسبابها قاطعة في وضوحها وشاملة في تعاظم أعداد المدفوعين إليها باليأس، فغادرت الجموع البيوت والمكاتب والمقاهي لتملأ الشوارع والميادين وساحات الجامعات.أما أسباب الخروج لمواجهة السلطة بعد سقوط الخوف فكانت مــتعددة ومتنوعــة وموجــعة، أخطرها الأزمات…

إلى عبد الرحمن منيف في ذكراه

أتذكرأني كنت مضطرباً ومتوتراً. كنت أتهيب اللحظة ولا أعرف كيف سأقابل عبد الرحمن منيف للمرة الأولى. كنت قد اكتشفته صدفة حين وجدت كتاباً على طاولة الصالون ” الأشجار واغتيال مرزوق” ما علاقة الأشجار؟ قلت لنفسي حينها قبل أن تتوالى الكتب ويصبح عبد الرحمن رفيق الأمسيات وجزءاً من مقاربةٍ الحياة للشاب…

العنوان الجديد لعبد الرحمن منيف: اقرأ!

.. وماذا إذا رحل عبد الرحمن منيف؟إنه من أخبار الأمس… فليدرج مع »الوفيات«!ولكنه عبد الرحمن منيف! إنه بشارة الغد… بل انه »مؤلف الغد«. لقد كتب سيرة الغد ومضى. لعله قد سئم الانتظار بينما المرض ينهشه، والأخبار تفري ما تبقى من جسده المتهالك، فغادر والقلم في يده، يكتب ذاكرة للمتقدمين فوق…

الاقتصاد السياسي للوباء

وباء يصيب البشرية. لا دواء له. هناك لقاح. ابتدأت الشركات الصانعة للقاح بتوزيعه. الشركات الصانعة قليلة العدد. طرائق الصنع ونقل اللقاح وتخزينه معقدة. ليس للقاح سوق تبحث عنه الشركات من أجل التنافس. السوق هي البشرية جمعاء. قلة عدد الشركات الصانعة للقاح كورونا تجعل السوق احتكارية. الاحتكار طبيعي. لا تنافس، لأن…

كم تحتاج “حكومتنا” من دمائنا؟!

نكاد نكتب بالدم. تكاد شاشات التلفزيون وصفحات الصحف أن تتحول إلى معرضٍ للضحايا والركام والأحلام المحطمة. (…) لا يغادر الخوف العيون، وتغرق الأحلام البسيطة جداً في دوامة القلق على البيت، على الأطفال، على الأهل، على الوطن الذي لا ملجأ له.الفاصل بين مأساتين يكاد يكون كوميدياً: تصريحات لأقطاب وأتباع، لقاءات ومشاورات…

عن الصحافة النجومية.. بلا “هياكلها”!

بين الصحافة والسياسة والثقافة خيط رفيع. قد يختلف البعض في ترتيب أولوية هذا إلى ذاك، لكن الأرجح، من وجهة نظر شخصية، أن السياسة هي الأصل، فإذا حلّقت تزدهر الصحافة والثقافة وإذا هبطت يهبطان معها. تسري هذه المعادلة على قلة من عواصمنا العربية سواء في الزمن البعيد أو القريب، لكن تبقى…

يلزم أن نكون اشراراً: الشتائم مقدسة

أي حياة نحيا؟ ماضينا ركام وذكريات صامتة ومؤلمة. حاضرنا، جدران واهية تنهار. الحياة العادية مستسلمة، سنترك مكانها لحياة شقية، يصبح فيها كل شيء خطيراً جداً. لا دفاعات لنا. معرضون من كل الجهات للمذلة والشقاء والفقر واللا جدوى. لقد فقدنا نبوءة الضحك. الابتسامة لا تطيع شفاهنا الشقية. اننا نحلم بنعمة النسيان….