غزة ـ حلمي موسى
صباح الخير من غزة،
حيث الشمس كعادتها في الأيام الأخيرة خجلة من نفسها، أو كأنها تحجب نفسها وراء غيوم كثيفة كي تعفي نفسها من مسؤولية الصمت على ما تراه من أفعال إجرامية من جانب الاحتلال.
ما يهون الأمر قليلاً أنها ربما تساير الغرب والأنظمة العربية وتدير وجهها جهة أخرى لتدعي وقت الحساب أنها لم تر ولم تسمع.
والقصف متواصل وبشدة كبيرة على غزة، ربما أقل بالطيران ولكن أكثر بالمدفعية والبحرية.
فذخائر الطيران أذكى وأغلى، أما ذخائر المدفعية فأرخص وأغبى.
ومع ذلك نحن هنا في أرضنا وكلمات توفيق زياد تدوي في آذاننا “هنا باقون” وبالتاكيد الشر راحل وألف تحية لكم.
هنا باقون
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا .. على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا .. على صدوركم باقون كالجدار
ننظف الصحون في الحانات
ونملأ الكؤوس للسادات
ونمسح البلاط في المطابخ السوداء
حتى نسل لقمة الصغار
من بين أنيابكم الزرقاء
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء