All Posts By طلال سلمان

رئاسة الجمهورية اللبنانية في مسامرات الليالي الملكية..

يتميّز لبنان عن سائر الدول العربية، في المشرق والمغرب، بأنه يتمتع ببقية من الحياة السياسية تتجلى أكثر ما تتجلى في الحرب الدولية التي تسبق وتواكب معركة «انتخاب» رئيس جديد للجمهورية (بينما تحول هذا المنصب في الجمهوريات العربية الأخرى إلى مُلك مطلق، وإن تمت المحافظة على الشكليات الجمهورية..). وبرغم أن الحياة…

«الفراغ» يطلب تمديد رئاسته…

لبنان هو أعجب «دولة» في التاريخ. «الدولة» جمهورية بالمعنى القانوني، لكنها ممالك وإمارات ودوقيات غير مؤتلفة وغير موحدة، طبعاً، في الواقع العملي. .. وهي «دولة» بنظام ديموقراطي برلماني في دستورها الذي لا يستذكره أهلها والمسؤولون عن حمايته إلا عند «اضطرارهم» لخرقه.. ثم انها، في واقعها، إقطاعيات طائفية ومذهبية وإن موهت…

جمال عبد الناصر .. الغائب حاضراً!

… نستذكر جمال عبد الناصر،في حومة اشتباك المذاهب بالطوائف، والأصوليات بالسلفيات، والعقائديين الفاشلين برجال الأعمال الناجحين، والاشتراكيين المهزومين بالمخصخصين المظفرين، ورجال الدين الأقوياء بالعلمانيين المتراجعين إلى حيطان الكنائس والمساجد حيث يحتشد الجمهور الضائع عن نفسه… نستذكر جمال عبد الناصر.نعم، جمال عبد الناصر.هذا الذي كلما ابتعد في الغياب شفّ حضوره وتغلغل…

الباقيان…

من تقاليد اللعبة السياسية في لبنان أن يمتنع سائر اللاعبين عن “العيب في الذات الملكية”.. والذات الملكية، هنا، هي هذا النظام اللبناني الفريد الذي استعصى على التسميات والتصنيفات. فهو ديمقراطي ولا ديمقراطي، وهو حر دكتاتوري، وهو برلماني وفردي الخ. تنشأ أزمة فينسبونها إلى الوزير، وتشتد، فيتهمون رئيس الوزارة، وتعنف، فيقولون…

الصورة والمثال

مرة أخرى، ومع سهى بشارة، تتطابق الصورة مع المثال: ليس المناضل أسطورة، بل مجده أنه إنسان من لحم ودم، مشاعر وعواطف وطموحات، له أب وأم وإخوة وأخوات، وربما له أطفال أيضاً، لكنه يقدم القضية على ذاته، ويقدم ما هو سامٍٍ إلى حد أنه يَفْضُل حياته، كالوطن والأمة والحرية والعدالة، على…

عن الرئاسة.. والطوائف والشارع

كل انتخابات رئاسية تضع البلاد على حافة الحرب الأهلية: تحتدم المنافسات بين أقطاب الطائفة الممتازة الذين يرى كل منهم انه الأجدر بالرئاسة والقيادة ودخول التاريخ.. في العام 1943 كان المرشح الأقوى، كما يروي الساسة من معاصري تلك الفترة، اميل اده.. لكن كلمة السر (البريطانية آنذاك) جاءت ببشارة الخوري، الذي طمع…

غزة هاشم ـ فلسطين تكتب مستقبلنا بدمائها..

تكتب فلسطين، بدماء أهلها في غزة هاشم، فصلاً جديداً من التاريخ المضاد للتاريخ الرسمي العربي الآخذ إلى التيه في صحراء الاستسلام للعدو الإسرائيلي. وحيدة تقاتل، كما في الحروب الإسرائيلية السابقة عليها، كما لبنان 2006، بشبابها والشيوخ، بالفتية الذين أنجبتهم الأرض المحروقة بالنار الإسرائيلية، بأرامل الشهداء الذين سقطوا فداء للمباركة فلسطين…

التقينا في الأمكنة جميعا إلا حيث يجب

يوم السبت، الثامن من تموز سنة 1972، وعند الساعة الثامنة صباحا، دوى انفجار مكتوم في محلة مار تقلا الحازمية، في الضاحية الشمالية لبيروت: كانت تلك اول عملية اغتيال ينفذها الموساد الإسرائيلي في لبنان بالتفجير عن بعد، وانتثر جسد غسان كنفاني ودمه فغطى اشجار الزيتون والبرتقال والهضبة الخضراء جميعا.. بل لعله…

داخل الفرن!

.. حتى صاحب الفرن أقوى من الدولة! المهم أن يكون المرء “صاحب” شيء في لبنان: زعامة، نفوذ، جاه، إقطاعية زراعية أو دينية، ميليشيا خاصة، أو رصيد خاص في البنك.. وهذا أضعف الإيمان! آلاف الطلبة لم يستطيعوا إقناع الدولة بتحقيق مطالبهم، رغم البضع سنين من التظاهرات والإضرابات والقمع بكل أنواع الأسلحة…

حسن عبدالله يتأمل “ظل الوردة” والحشرة الذهبية الطائرة!

قديم هو إعجابي بهذا الطفل الذي تمر به السنين مر السحاب فلا هو يغادر طفولته ولا هي تغادره. يدهمه الصلع، ويبلغ ما تبقى من شعره الشيب فيبقى الطفل في داخله متوهجاً، قلقاً، مدثراً بالسذاجة.. ربما لهذا يعتبره كثيرون، مثلي، واحداً من أنجح الأقلام التي كتبت للأطفال. ولقد نجح حسن عبدالله…

يوميات بيوت لغير اصحابها في ارض تم تغييب اهلها..

لا يتعب شعب فلسطين ولا هو يريح مستعمر ارضه ومحتجز ارادته، مصادر حياته، مغيب صورة غده عن تفكيره.. ولا أهل النظام العربي الذين يريدون موته ليرتاحوا ملتفين بعباءة فلسطين.. لا يتعب شعب فلسطين العربي، برغم القمع الاسرائيلي المفتوح ابداً، ما بين العصا والبندقية والحجر المبارك وقذيفة القتل. انها “مبارزة” مفتوحة…

انتخابات بلا اصوات!

تكشف الانتخابات النيابية التي تملأ البلاد ضجيجاً خاوياً من المعنى عن اندثار الحياة السياسية في لبنان. اندثرت الاحزاب السياسية، لا سيما العقائدية منها، او تكاد (الحزب الشيوعي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب البعث، حركة القوميين العرب، حزب الوطنيين الاحرار، حزب الكتائب، الحزب التقدمي الاشتراكي..) اندثرت الحركة النقابية، او تكاد (الاتحاد…

كـلنــا فيــه الــداخــل

لم يتبق من فلسطين إلا «الداخل»… أي كل فلسطين. «الخارج» خوارج، يتوزع متناثراً بين «سلطة» أسيرة وشتات يحمل أرضه في روحه والمفاتيح قلادات عرائس، ويجلس فوق الحقائب في مخيمات يراها محطات على الطريق، في انتظار حلم العودة التي يعرف أن بوابتها النصر على الاستحالة. و«الخارج» مفتوح على الخارج البعيد، مقفل…

عن الديمقراطية التوافقية.. والانتخابات!

مع كل دورة انتخابية جديدة يدور الناخبون في لبنان على أسماء المرشحين على القوائم وحول من تضمه من “وجوه”، غالبها وارثة بالنسب او بالسلطة او بالمال او بها جميعاً، فينتهي الامر بعودة “الغالبية” من “الزعماء” و “الاحزاب” التي ورثت الاقطاع السياسي او اقتحمت المسرح بالنفوذ و”المال الحلال” إلى المجلس الجديد…