قطاع غزة ـ حلمي موسى
دخلت الحرب في غزة شهرها الخامس عشر ولكن لا يزال لا يوجد حتى الآن أي افق لنهاية ملموسة لهذه الحرب. فبالرغم من شدة البطش والحصار والقتل والتدمير والتهجير، لا يزال يصعب على الاحتلال الاسرائيلي تحقيق أهداف الحرب المعلنة. وفي المقابل ورغم تدمير أجزاء كبيرة جدا من قدرات المقاومة في غزة على التصدي للعدوان الإسرائيلي، الا أن هذه المقاومة لا تزال موجودة. ويقينا أنها ستبقى موجودة الى أن يجد العالم حلا يلغي حقا اسباب وجودها. والى ذلك الحين، تدور اتصالات للتوصل الى حلول مؤقتة قد توقف القتال الى حين، كما أنها قد تشكل مقدمة لحل نهائي.
ومع ذلك، وحتى الآن، ولاعتبارات متباينة هناك رفض اسرائيلي لانهاء الحرب واصرار من جانب المقاومة على رفض التبادل من دون ان يقود هذا التبادل، ولو بعد حين، الى وقف الحرب.
وواضح اليوم، في ظل محاكمة نتنياهو، ان هناك تضارب مصالح حكم سلوكه طوال فترة الحرب. فلقد رأى نتنياهو أن استمرار الحرب يساهم في عدم اضطراره للمثول أمام المحكمة. إلا أن رفض المحكمة لهذه الذريعة واجبار نتنياهو المثول أمامها يمكن أن يسهّل التوصل الى اتفاق.
يكثر الحديث هذه الايام وبشكل متناقض حول المباحثات بهذا الشأن. البعض يؤكد قرب التوصل لاتفاق فيما ينكر آخرون حدوث اي تقدم. وكل هذا دون أن ننسى انذار الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي حدد العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل موعدا نهائيا للاتفاق والا فإن ابواب الجحيم سوف تفتح في الشرق الأوسط.
وبينما تكرر وسائل الإعلام ما سبق نشره حول اتفاق جديد، تأتي الانباء الاخيرة عن زيارة رئيس الشاباك رونين بار للقاهرة. ونقل موقع والا العبري عن مصدر مطلع تفاصيل هذه الزيارة التي كانت مقررة قبل بضعة أسابيع، ولكنها لم تتم. وقد التقى بار رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد. وقال المصدر المطلع “أن هذه الزيارة مهمة للغاية، لكنها لم تكن من المفترض أن تناقش تفاصيل صفقة إطلاق سراح المختطفين ووقف إطلاق النار في غزة”. ومع ذلك، وحسب موقع والا العبري، يسود في إسرائيل تفاؤل حذر في ما يتعلق بالقدرة على الترويج لصفقة لإطلاق سراح الرهائن. وبحسب ما تم نشره، فإن هذه صفقة جزئية سيتم فيها إطلاق سراح النساء والرجال فوق سن الخمسين والمختطفين الذين هم في حالة صحية خطيرة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن هناك تقدما في المحادثات حول هذه القضية، لكن التفاهمات التي تسمح بالانتقال إلى المفاوضات الفردية حول الاتفاق لم يتم التوصل إليها بعد. وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “حتى وقت قريب، كانت نقطة البداية هي أن حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق – والآن يبدو أن هذا يتغير، وأن حماس ربما غيرت رأيها. هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق الشهر المقبل”.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، سيجتمع اليوم مع عائلات الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، وأنه سوف يركز محادثاته في إسرائيل يوم الخميس المقبل على قضية صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وأضاف: “لسنا على وشك إتمام اتفاق، لكننا نعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. ولا تزال حماس هي العقبة ونحن نضغط بقوة”.
وكان وزير الحرب السابق يوآف غالانت قد زار واشنطن والتقى في البيت الأبيض مع مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين. وصرح غالنت بعد اللقاء أن “هناك إمكانية حقيقية لتحقيق انفراج في قضية المختطفين السبت المقبل، وستكون الأيام المقبلة حاسمة لهذه المهمة”. وأضاف: “شددت أمام مبعوث الرئيس الأميركي على أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للمختطفين وأنني أعتبر هذه المهمة ذات أهمية وطنية وقيمة عليا. إن التقدم الحالي أصبح ممكناً بفضل سلسلة الإنجازات العملياتية التي حققتها دولة إسرائيل من خلال النظام الأمني في جميع القطاعات القتالية – في غزة ولبنان وإيران، والتي رسخت قوة وتفوق دولة إسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأضعفت المحور الشيعي إلى حد سقوط نظام الأسد القاتل”. واختتم غالانت حديثه بالقول: “أيضًا، واستمرارًا لاجتماعاتي المرتقبة في واشنطن، سأضع في قلب النقاش المهمة الحيوية الماثلة أمامنا، وهي إعادة المختطفين إلى إسرائيل”.