إبحثوا عن حل. المرأة العربية يتآمر عليها الصمت. المرأة اللبنانية، صوت صارخ في البرية. من لم يسمع بعد آلامها؟ تعامل كإثم مكتوم. يحكم عليها بالحماقة والدونية وتعتبر ملحقة بالرجل. ضحية “رجال دين” وضحية رجال دنيا. يعامل جسدها كصندوق مقفل. تضبط دائما بتهمة الجمال. جمالها تهمة جسدها فضيحة. كي تتوجد يلزم أن تخفي ما عندها من روعة وبهاء وايحاء وجمال وعقل. “لم تبلغ بعد سن الرشد”. بحاجة إلى وصيّ يرقد على هامتها. إذا انكشفت، تجلب العار. اذا بانت عليها اشارات الذكاء، اخضع عقلها للبتر.. أي عصر هذا الزمن العربي الذي بلا ابواب ولا نوافذ ولا امرأة ولا حرية؟ أي امة هذه البلاد “المؤمنة” جداً، والخائبة جداً. والمسحوقة جداً. والدامية جداً؟؟؟ لا فضيحة توازي فضيحة وضع “المرأة المقدسة”. كأم اولاً، كمربية اولاً، كإنسان اولاً.
ما أسرع الرجال إلى ارتكاب الذكورية، ذكورية تنجب استعباداً وقصاصاً ودونية. الحجة الدينية اكذوبة. يقرأون النص وفق اهوائهم وهواهم شر استعبادي. المرأة ليست ثياباً ولا رداء ولا حذاء. المرأة اعطيت مسؤولية الابداع والانجاب والتعقل. حوَّاء العقل، سبقت آدم المطيع والخنوع. اظهرت له محاسن التعقل. فأكلا من شجرة المعرفة. فعرفا. عرفت حواء اولاً ثم عرف آدم. لولا هذه المعصية الرائعة، لظل آدم بلا عقل. يأكل ويشرب وينام. اليس هذا ما جاء في التراث الديني؟ أعيدوا الأولوية للمرأة. فالمرأة رأس الرجل. بها تبدأ الحياة، فكيف تعدم الحياة، وتُلزم بأن تعيش حياة الخضوع، وتوضع تحت الرقابة المشددة. وتكون الآمرة بغير ارادتها، وتوصف بأشنع الصفات، فتنصب اللعنة عل جسدها، كبيت للشهوة، وعلى حريتها، كشريدة شريرة، وعلى عقلها ككائن ناقص.
كفى. العيوب، حصة الرجل. الذنوب، ارتكاب الذكر. علاقة غير متكافئة تاريخياً، بين صاحبة حق وصاحب قوة. متى ينتفض الرجل ضد ذكوريته البذيئة والرديئة؟ متى يحل للمرأة حلالها، وفق رغباتها، فلا يظل العقد والربط بيد الذكر؟ كفى. المرأة صنو الرجل. تتساوى معه بلا افضلية الواحد على الآخر. كلاهما كيان. ما يجوز للرجل يجوز حتماً للمرأة.
وعليه. فليغضب رجال الدين. غير مهم هذا. سمعتهم ليست على ما يرام. بحاجة إلى براءة من الضحايا الكثيرات. حان وقت وضع الحدود لهم وإلزامهم بالاستقالة من تطبيق التراحم بصيغة التزاحم. هذا تخلف عن الايمان القويم، حيث يتساوى الناس في ما بينهم ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى، والمساواة التامة بين الناس..
ولا بد من حاشية، أن بؤس البشرية هو نتاج الذكر. وان حنان الأم والاخت والبنت، هو ما نحتاجه هذه البشرية الذكورية ونحن في لبنان، لدينا اوكار ظلم، تعيد المرأة إلى ازمنة الرق والاستعباد والجهل. انه زمن الضلالة بقيادة المضللين “المحترمين”. اوقفوا هذا العار. المرأة ليست عورة ابداً. انها كل ما في المقدس من أمومة وجمال وعقل.
من يصمت لا يرد عليه أحد. على المرأة أن يعلو صراخها. أن تنفجر غضباً. أن تكبح جموح الرجل، أن تتحدى السلطة التي يغتصبها رجال الدين من النصوص. على المرأة أن تواجه الاقربين والابعدين، في البيت حيث للتربية الجديدة مقام العقل والمساواة التامة، في الحقوق والواجبات… وفي الشارع حيث التظاهر تعبير فذ عن التوق إلى الحرية والتحرر من الذيلية الاتباعية.
من يصمت يغلبه الضجيج. لا يملك الرجل الا حجة التقليد. ناصية الأمر والنهي بيد الرجل. يلزم انتزاع المرأة بتمامه، من ظلم الرجل.
لا شك أن رجالاً كثراً تخّلوا عن الأمرة. تساووا بالمرأة وسمحوا بها. هؤلاء ذوو عقل سليم وقلب لا يغش.
ماذا نقول بعد؟
بالأمس، جرت حادثة مؤلمة. هي نتاج حكم ظالم. كادت أن تتحول إلى معركة بالأسلحة. والله حرام. والله عيب. والله هذا من الجاهلية. فالمرأة ليست خرقة يا ناس! المرأة ام يا عالم!!! اخجلوا قليلاً,،استقيلوا. اذهبوا إلى حيث صرير الاسنان. لسنا بحاجة اليكم. وان كنتم مؤمنين، توبوا إلى ربكم ومن لم يتب ليس في حظيرة الايمان.
قبل عن شعوب فتية وناهضة، من نسائهم تعرفونهم. “برافو”. ماذا يقال عنا. من نسائنا تعرفون في أي درك سفلي نحن.
يبقى أن نذرف دمعة صادقة على المظلومات من الامهات والاخوات. وان صبركن أعتى من الجبال.