تستمر المقتلة في ظل تزايد العربدة الاسرائيلية والتباهي بهذه العربدة. فبعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ارض اسرائيل الكبرى، والتزامه بهذه الرؤية، وترديد كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ان أرض اسرائيل ضيقة وحولها اراض شاسعة، جاء خبر إطلاق خطة سموتريتش (ضم منطقة الخان الأحمر في الضفة الغربية ما يعني الفصل النهائي والدائم بين جنوب الضفة وشمالها وعزل القدس) ما يعني القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين (وفقا للوزير سموتريتش). ويشير صمت الادارة الامريكية إلى جوهر موقفها من حل الدولتين ويفسر اعتراضها على موجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وخطة الاعتراف المنوي تنفيذها في أيلول (سبتمبر) المقبل.
ولا تقف العربدة الإسرائيلية عند هذا الحد، فقد قام وزير الامن القومي الاسرائيلي بن جفير بزيارة الاسير مروان البرغوثي في سجنه وقام بتهديده. وهذه الزيارة تمثل سلوك بن جفير الدنيء والمنحط الذي يعبر عن التشفي حيث أن مروان البرغوثي هو أحد ايقونات انتفاضة الاقصى وينظر اليه على انه أمل نضالي لقسم كبير من شعبنا، إلا أن هذا السلوك يدل أيضا على ما ينتظر شعبنا إذا ما تخلى عن مقاومته. وبن جفير مصمم على ان يظهر هذا المصير.
وحسب القناة ١٢ في تلفزيون اسرائيل وصل بن جفير الى السجن وتحدث الى البرغوثي الذي بدت ملامحه متعبة وقد خسر الكثير من الوزن. ومما قال بن غفير للبرغوثي، إلى جانبه مفوض مصلحة السجون، كوبي يعقوبي: “لن تهزمنا، من يعبث بشعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا ونساءنا – سنبيده”. وأضاف: “يجب أن تعلم هذا، فهذا ما كان عليه التاريخ”.
تجدر الإشارة إلى أن البرغوثي يعيش في عزلة شبه تامة: بلا تلفزيون أو إذاعة أو صحف. وقد ظهر اسمه عدة مرات في سياق صفقات تبادل الأسرى، لكن إسرائيل رفضت إطلاق سراحه حيث تعتبره مصلحة السجون “قنبلة موقوتة” قد تُشعل انتفاضة ثالثة.
يذكر انه في مايو من العام الماضي، رفضت محكمة الناصرة المركزية التماسًا قدّمه مروان البرغوثي ضد مصلحة السجون، طالب فيه البرغوثي بالتعويض الفوري عن “جميع الحقوق التي يستحقها”، بالإضافة إلى إبعاده من الجناح الذي يُحتجز فيه، في ظل ظروف العزل، وإعادته إلى جناح عادي. مع ذلك، حكم القاضي بأنه لم يجد أي خطأ في سلوك مصلحة السجون، ورفض الالتماس.
ومن جهة أخرى، نشرت القناة ١٢ الإسرائيلية تقريرا عن المفاوضات من اجل ابرام صفقة تحت عنوان رسالة إسرائيلية للوسطاء: “لن نقع في هذا الفخ مرة أخرى”. وصرح الوزير ديرمر وهو المسؤول عن ملف الرهائن للوسطاء: “لا تتواصلوا معنا بشأن صفقة جزئية، فهذا من وجهة نظرنا خدعة”. وأضاف: “حماس تُضلّلنا منذ شهور، وتريد كسب الوقت ومنع احتلال غزة، ولن ننخدع بها مرة أخرى”.
وقد حذّر الوسطاء من أن مطالب إسرائيل ومطالب حماس متباعدة جدًا، مما لن يسمح بانطلاقة لاتفاق. لذلك، يناقش الوسطاء مع كبار مسؤولي حماس في الوقت ذاته – وخاصةً في المحور المصري – اتفاقًا تدريجيًا على مراحل. ويرجع ذلك إلى تقدير مفاده أنه إذا تخلت حماس عن بعض المطالب التي طرحتها قبل أسابيع، فسيكون من الممكن المضي قدمًا في الاتفاق الذي فشل.
تفيد المصادر الإسرائيلية إلى أن الدائرة المقربة من نتنياهو تنصحه ان “لا يستبعد هذه الخطوة”. إلا أن الموقف المعلن يشير إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو وديرمر، مستعدون لمناقشة اتفاق شامل فقط، بشروط إسرائيل – وإلا فسيتم توسيع العملية في غزة.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الموساد، ديدي برنياع، كان قد زار الدوحة اليوم (الأمس) والتقى برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لإجراء محادثات حول صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لمصدرين أجنبيين مطلعين على التفاصيل. تأتي زيارة برنياع إلى قطر في ظل جهود تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا لصياغة صفقة شاملة لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس.
وأفاد مصدر مطلع على التفاصيل أن برنياع أكد خلال محادثاته في الدوحة على ضرورة أن يوضح الوسطاء لحماس أن قرار مجلس الوزراء بشأن احتلال مدينة غزة ليس خدعة أو حربًا نفسية، بل خطوة تنوي إسرائيل القيام بها بجدية، إذا لم يحدث تقدم في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.
ومع ذلك اكدت مصادر اعلامية اسرائيلية أن ديوان رئاسة الحكومة كان يكذب عندما قال ان زيارة بارنيع لقطر لم تبحث مسألة الاسرى.