كتب نصري الصايغ:
كن طائفياً عن جد. إياك أن تغض النظر. لا تتهاون. سينهشونك إن تخاذلت. تمسك بأسنانك بحقوقك. ذئاب الطوائف المستحكمة والمتحكمة لها أنياب مفترسة. مسكين جداً من يتمسكن طائفياً. لبنان الطائفي لا يرحم الضعفاء. ينهبهم. يفترسهم. يقصيهم. على الماروني أن يكون مارونياً حتى الثمالة. عندما ضعفت المارونية بعد حروبها الخاسرة، افترسوها. حصة الموارنة صارت من الفتات. مواقع مخصية خصصت لهم. انتزعوا منهم مواقع سيادية مجزية وحرزانة وذات سمعة محاصصة موفورة المال والنفوذ… من قبل، كانت الطائفة الشيعية ملحقة بالسنة. يأكل السنة ويضرس الشيعة. بالفعل كان الشيعة من المحرومين. حركة المحرومين انتزعت بعد الحرب مواقع ما كانوا يحلمون بها من قبل. ظل الشيعة بلا حصص حرزانة، إلى أن رفع السيد موسى الصدر الصوت. طالب بالحصص. انما، بعد الحرب، وفي الحقبة السورية وما بعدها، حرمت حركة المحرومين الآخرين مما لهم من حصة مفترضة… على الطائفي، إلى أي طائفة انتسب، أن يحرس مواقعه في سجل المحاصصة. من لا يحرس حصته نهبها طائفي آخر وضمها إلى ممتلكاته الطائفية. لهذا استشرس جبران باسيل لاستعادة الحصة المسيحية برمتها. اتهموه بالطائفية وبإيقاظ النعرات. غلط. الطائفي في النظام “صاحب حق”. برافو. اختلف مع السنة ومع الدروز ومد يده على حصة الأرثوذوكس، كما فعل غيره، بطائفة المحرومين الأرثوذوكس. السبب، انهم من دون زعامة، تأمر وتنهى وتتآمر على حصص الآخرين، وتعرف من أين تُؤكل. الرئيس نبيه بري، مستيقظ جداً. عيونه، لا عيناه، عشرة على عشرة. يعرف كافة دهاليز الدولة ومفاصلها. وهو حارس لحصص الطائفة، وبالمناسبة، كلها دسمة ومتنوعة وشاملة و..وو..و..
الحريرية اتخمت المؤسسات بالمحاسيب، مدراء، رؤساء، دوائر، ضباط امن وجيش، مرافق اقتصادية. الفارق عن سواه، أن طائفة الحريري تبحبحت كثيراً. وألحقت بحصتها الطائفية، محاسيب من طوائف مسيحية ودرزية و.. طائفيتها كانت ش.م.ل. لا يشكو السنة من المحاصصة ابداً. لديهم فائض حاسم في الدولة العميقة. وليد جنبلاط يحسبها على “البكلي”. “ماله هو له وما لغيره، هو له ولغير ايضاً”. طائفته صغيرة جداً، ولكنها ليست من جماعة المحرومين… يجب أن ننبه أن الحصص المصانة للطوائف، ليست منّاً وسلوى للطائفيين الصغار. لبروليتاريا الطوائف. للطبقات المسحوقة داخل كل طائفة. الحصص الطائفية الدسمة، حكر على من اولا فوق، ثم، من يأتمرون بمن فوقهم جميعاً. كلهم مدينون، دينا ودنيا ومالا، لصاحب الكلمة الأولى والاخيرة في الطائفة. وهذا ليس جديداً ابداً.
لست أدرى لماذا هذه الحملة على اللقاء الأرثوذوكسي. مثلهم مثل غيرهم. لماذا يأكلون حصتها. لماذا المارونية السياسية، توجت نفسها بالمسيحية السياسية. هذا غير جائز في الحسابات الطائفية. ما لك هو لك وحدك. وما لي هو لي وحدي. يجب اعادة الاعتبار للمحرومين الارثوذوكس. لا يجوز. هذه خيانة لأهم اعمدة الهيكل اللبناني. من دون اعمدة الطوائفيات، لبنان لا يعود موجوداً بالمرة.
ولا أعرف لماذا هذا الاستهجان من تدخل المطران عوده. ظلم في الرعية عدل في السوية. غيره ليس أحسن منه. البطريرك الماروني يتدخل، المفتي السني يتدخل ويصرح. المجلس الاسلامي الشيعي يتدخل. شيخ العقل حاضر للتدخل. ولكي يكون هناك عدالة طائفية. يلزم العودة إلى المرجعيات “الروحية” عند الكاثوليك والارمن الارثوذوكس، والارمن الكاثوليك، والسريان كذلك، والعلويين ايضا وايضا، وكل طائفة بمن فيها الاقباط إلى آخره.
العلمانيون، يقيسون لبنان بقياس المواطنة. على العلمانيين أن يفهموا، أن لبنان ليس دولة ابداً. الدولة حصص في جيوب الطوائف. لبنان الكبير أنشئ من اجلهم وحدهم. لا اعرف من اقنع اللبنانيين أن لبنان دولة. لبنان مزرعة. شركة مساهمة. رصيف تجاري. كونتوار مالي. جسر عبور للتجارة مع الداخل العربي. لو كان لبنان لطبق دستوره.. يا ناس. دستور لبنان خردة. انه منزوع القداسة. يا ناس، القوانين في لبنان، هي لحماية النهابين والسارقين. أما القضاء فحدث ولا حرج. الدستور يعلو ولا يُعلى عليه. كذابون. الدستور يعلوه الميثاق. تعلوه التوافقية. تعلوه المحاصصة. تعلوه الطائفية. إن الدستور رائع النص. ولكن لا أحد يحذو حذو كلماته وأوامره ونواهيه.
لو أن العلمانيين عمليين، لطالبوا بأن يعترف بهم كمواطنين علمانيين. القوانين تنص على ذلك. مواد الدستور تنص. اتفاق الطائف نص على ذلك… أيها العلمانيون، كونوا طائفة، انما طائفة علمانية متشددة وعاصية ولا تفاوض مع أي طائفة او زعيم طائفي. خذوا حصتكم من لبنان. كونوا ماكيافيللين. اياكم أن تكونوا ابرياء. وحدهم الاغبياء ابرياء… ثم. قلدوا الطوائفيين. اتحدوا كونوا واحداً متعدداً. اسلكوا الطريق العلماني بعد أن ترسموه في الشارع والمؤسسات.
هذا النظام، مُصان ومحروس ومدجج ومؤدلج. نسفه حلال. وان لم يكن ذلك كذلك، فلنترك هذه الطوائف ترعى كما ترعى الماعز التي تأكل الاخضر واليابس.
ويليق بهذه المناسبة أن نبارك للروم الارثوذوكس “حركة المحرومين”، بقيادة… ضعوا الاسم المناسب في المكان المناسب.
هل تريدون اهانات أفدح؟
إذا. افتحوا ملفات الطوائف. كل الطوائف. ولا توفروا رؤساءهم “الروحيين” ابداً.