All Posts By نصري الصايغ

الفلسطيني وزوربا الإغريقي.. نحن هنا وهناك

حزنٌ شاهقٌ. تمنعه، فيحضر ويقيم. هو حزنٌ شرعيٌ. السماء أفتت بصداقة الموت. هو خلاص مؤقت. البقاء في غزة مكلفٌ ودامٍ. جلجلة، وقد تنسى القيامة أن تقوم بواجبها. غزة، ليست أي أرض. فلسطين ليست أي مكان. كسبا معاً، صبراً إعجازياً. إنما، ليس بقدرة الإنسان أن يحتمل دموعاً تنزف ألماً على مدار…

السجن العربي.. وحرية غزة

“في غزة ليس لديهم شيء آخر/ هم هناك منذ اندلاع دمهم/ لا يمكن أن يموتوا/ الوطن قيد التكوين/ دماؤهم تكشح عتمة القتل/ قيامتهم.. قيد الأمل”. هي كلمات لا بدّ منها. تطرد التشاؤم. تفتح نافذة الأسئلة. من حق الفلسطيني أن يعرف، حق المعرفة، لماذا تفوز “إسرائيل” الصغرى، على “دول وممالك وإمارات…

سأثقب السماء.. بإصبعي

رسالة إلى حلم بحاجة إلى لغة: نحن في ضيافة القتلة. الموت كالمطر. الموت ينام في عيوننا. ننتظر السماء. الرصاص غزير ونؤمن بطهارة دمنا، وأننا ما زلنا أحياء جداً. لن نصل أبداً إلى الخطوة الأخيرة. أفدح ما عرفناه، أن الخيانات صارت شعاراً. سأتلو عليك أيها الحلم، المسلسل الدائم للارتكاب. نُطمئنك أن…

أنسي الحاج: “أطردوا لبنان من هذا البلد”

الشاعر أنسي الحاج ما يزال حياً يرزق. بعد سنين من رحيله، تقرأ شعره، تقول: رائد آفاق. وتقول أيضاً: الغضب الحقيقي. شعره يُترجم فتوحات، مقالاته: غضب وسياط. أن تستعيد تراث أنسي الحاج، يُفترض بك أن تحيط بمقالاته وقصائده ومواقفه و.. يأسه. هو لبناني جداً. بحث عن لبنانه، فلم يجده. “الدولة، مومس…

فوكوياما.. ونبوءة النهايات

من أزمنة بعيدة، تسود بين الجماعات والدول، حقيقة اللامساواة. ما يرتسم حالياً، في حقبة التحولات العالمية، هو سَوْقُ الجميع، إلى زمن انحلال الدول المريضة والضعيفة والمرتبكة والعاجزة و… المنافسة، إلى حقبة تسود فيها سلطة عالمية، بقيادة عسكريتاريا مالية تعلن بطريقة جليلة وجريئة: “أنا الإله فأطيعوني”. أفضل وسيلة لتسريع الانتقال إلى…

قوة الضعفاء

لا أحد يموت في غزة وحيداً. يأخذون جراحهم معهم. يتركون لنا الدم ضوءاً. أهل غزة يكرهون السماء لأنها عاصمة الطائرات المتوحشة. القتل يقرع أبوابهم بلا إستئذان؛ وعليه، يبدأ ليلهم أول النهار. لا وقت للصلاة والدعاء. موتهم صلاتهم. فقط يقولون: دمنا ممنوع أن يضيع. إن كان القتل مُقيماً، فلن نرحل أبداً….

المستحيل عن جد.. دولة واحدة بقوميتين (2)

“الحلم” الذي تجرأ عليه المفكر اللبناني الفضل شلق، إما مستحيل أو يلزمه وقت طويل، يقاس بعشرات السنوات. هل كان ذلك متداولاً من قبل؟ إن نعم، فلِمَ لم يصل إلى مرحلة الإنجاز؟ وإن كان ذلك ممكناً، فما هي الوسائل والقواعد والضمانات؟ الأجدى، هو لا. لأن الزواج مستحيل. عاش الإسرائيلي هذا الحلم…

المستحيل ممكناً؟ (1)

متى نلتقي بتفاؤل؟ الأحلام السياسية ماتت مراراً. كأننا بدائيون مزمنون. الحرية لعنة مباركة ومطاردة. الأوطان عاصية عن الوجود. “الدول” منصات تحكّم وتزلُّم. الحرية كفر سياسي. الشعب رعاع. التغيير عاقر والوراء أمامنا. الاستبداد عقيدة “دينو – سياسية” والسياسة قرصنة، أما السيادة فتوسّل وتسوُّل. فلسطين الخالدة، شاهدٌ ضميريٌ وسياسيٌ وأخلاقيٌ، على رداءة…

الكوميديا الإنسانية.. العنف ليس صدفة

“على المرء أن يُطلق النار على الأخلاق”. كفى احتماءً بالقيم. بدروس التفاؤل، بصلوات القديسين والأئمة. كفى تبشيراً بالفضائل والالتزام بالمبادئ والقوانين والمؤسسات. كفى كذباً وتدجيلاً بالسلام والمحبة والديموقراطية. كفى تعميماً لمنطق الرفق بالحيوان، لأنه يستحق أن يكون إنساناً! إنه عالم موحش ومتوحش. وطبعاً، هناك شواذ. شواذ ضئيل جداً. معذبو الأرض…

لا بدّ من جنون

ما نفع الكلمات؟ الدم ينطق، القتل سخي، الحياة العادية ممنوعة. لا تفاؤل في أفق أعمى. هناك جديد جديد: الإقامة بين الأنقاض. القتل بلا عقاب. إفراغ الأرض من أبنائها. حراسة الآلام والأوجاع بالرجاء. أي لغة في زمن غزة؟ هناك جديد فاجر: حراسة القتل مهنة الحضارة الهمجية. تيمورلنك حيٌ يُرزق. جنكيز خان…

الحقد المقدّس

صباحاً، يجفّ الدم. مساءً يُحصي العدو المعتقلين. سقطت قلعة ليلاً: مخيّم مات أهله صباحاً. لا وقت للبحث عن رغيف. الطرقات فارغة. وحدها عاصفة القتل مشغولة بتحويل الأبنية إلى مقابر. الحضارة كانت تصدر بيانات تتهم القتلى بالإعتداء. يسأل الفلسطيني عن ضميرٍ ما؟ عبثٌ. لم يطلْ البحث. مجاعة. يمد يده إلى السماء…

إلى فلسطين خذوني: ناديا تويني في “حالم الأرض”

ثمة شعراء، في كل واد يهيمون، وثمة شعراء باسم سلطان الحق والحرية يتكلمون. الشاعرة الساحرة ناديا تويني، رأت فلسطين في أبجدية الحياة. “أنت الذي تقول السيف أهم من الوردة؟ لأنك تدخل في الجنون، ضاغطاً بكل ثقلك على أرض الميعاد”.. في ديوانها “حالم الأرض”، تصوغ ناديا تويني إيمانها: “أفكر في الأرض…

عولمة الاجتياحات وعولمة المقاومة.. أيضاً

لا أعرف متى التصقنا بهذه الأرض وعشقنا هذا التراب. لعلّه مذ كنا. أي من بداية البدء. رملها سريرنا وأفقها سماء موشّحة بغيوم لها دائماً رائحة البرتقال، وصلوات بطقوس من همس الأرض. إننا ممتلئون تراباً. ليس من معجزة أن الغيوم تُقلّد صبر الأرض. وليس غريباً عنا، أن دماءنا هدية الوجود. والسماء…

الغرب حفار قبور

كفى. اترك لغتك. هي هشيم. لم يعد لديك معنى. فلسطين عاصمة الدماء. نتجرع الدم الحرام. نسفك دموعنا. نتطلع الى فوق. السماء أغلقت زرقتها. هجرتها الآيات. صارت قاحلة، والصلوات تيبست كلماتها. وحدها غزة تتكلم. نقرأ في دمائها عارنا الإنساني. فيا غزة، ها قد عرّيتِ العالم، ولكنه ما زال يرقص ويتباهى بالسفك….

السلام.. مستحيل

لم يكن يهذي. مُشوشٌ وقلقٌ ويكاد يكون عدمياً. عندما قرأته، خلته “ميرسو” في كتاب ألبير كامو. كان هذا قد قتل عربياً لسبب تافه، أو بلا سبب بالمرة وصار بطلاً. نحن نُقتل لسبب وجودي: نريد فلسطين وطناً. “غريبٌ” لا اسم له. هو يهودي في إسرائيل، لم يكن فيها من قبل. كان…