خلص. يعني انتهى. لم يعد لبنان قابلاً للحياة. إنه يختنق. كل محاولات انعاشه فاشلة. هناك من يصادر حشرجاته. هناك من يود أن يرث التركة. هؤلاء، وكلاء حشرجته وعذابه. يراهنون على أن الجثة ستكون من حصتهم. هذا هو لبنانكم الملعون، فخذوه. موته ضروري. لا علاج له. ولا مبالغة ولا شماتة. حزننا…
نشر هذا المقال في جريدة “السفير” بتاريخ 30 تموز2012 . اشتُهر عن لبنان أن مجتمعه أقوى بما لا يقاس من دولته.ولقد دلّت تجارب الحروب الأهلية التي تواصلت ـ بالسلاح ـ لمدة عشرين سنة طويلة، قبل أن تهمد من غير أن تنطفئ نيرانها تماماً، أن النظام الطوائفي هو «الثابت»، مع قليل…
كأن “العرب” اليوم يعيشون، مرة أخرى، مأساتهم التي بعثرت صفوفهم وحطمت احلامهم وفرضت عليهم أن يعيشوا خارج الزمن وخارج تمنياتهم بالواقع المر الذي فرض عليهم التقسيم والتشطير والتباعد والتنافر، تحت عنوان “اختلاف المصالح” إلى حد التنابذ مما سهل على القوى الاستعمارية الوافدة تقسيم بلادهم وتوزيع “الرعايا” تحت رايات عديدة. صارت…
يبدو الوطن العربي، في هذه اللحظة، وكأنه “ارض مشاع” لكل قادر منها نصيب: دوله متهالكة، او تائهة عن مصيرها، او فاقدة هويتها، ومصيرها ووجودها متروك للريح. حتى جامعة الدول العربية، التي هي مجرد “مبكى”، لا تجتمع الا في مناسبات الحزن او الاغتصاب، كما تفعل الحبشة مع السودان ومصر ببناء “سد…
أعلنت الحكومة بلسان رئيسها منذ أيام فشل الانقلاب عليها. لم يكترث أحد من المواطنين لذلك. الحكومة ليست مهمة في حياة اللبنانيين. لا تتخذ قراراً إلا وتعود عنه. عندما يعدد الوزراء انجازاتهم يركزون على المؤتمرات الدولية التي حضروها، أو على عدد مشاريع القوانين التي قدموها. يعتبرون أنفسهم نقيض الفساد وكأنهم يعتبرون…
أما وقد تشرذم “العرب” فتفرقوا واحتربوا وافتقروا حتى الجوع، فقد بات يمكن للرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن ينصب نفسه سلطاناً جديداً على هذه “القبائل” المقتتلة، والتي اضاع قادتها الطريق إلى المستقبل. “السلطان” يقاتل اليوم ضد سوريا، وضد العراق بعنوان اكراده، ويحاول مد نفوذه إلى ليبيا بالمرتزقة من اللاجئين السوريين…
التاريخ يعيد نفسه في دنيانا، حتى لكأن “الوطن العربي”، او ما كان يدعى بهذه التسمية حتى الآن، قد “تبخر”، وهانت على شعبه كرامته، فتفرقت صفوفه وهو الذي كان يطمح إلى الوحدة والتحرير، ليعود إلى احضان المستعمرين الجدد: الولايات المتحدة الاميركية وكيان العدو الاسرائيلي.. ومعهما، الآن تركيا السلطان اردوغان! لبنان: غارق…
عاش فوكوياما يثير صخبا ويغيب. فاجأ الكثيرين بنظرية عن نهاية التاريخ. أدت وظيفتها ورحلت مخلفة وراءها قلة محدودة من المنظرين ورجال السياسة في الغرب. عاشت هذه القلة سنوات تنشر التفاؤل الذي توهمته نظرية نهاية التاريخ وانتصار الديموقراطية الليبرالية نصرا أبديا. ساهمت في الصخب المثار بعض انجازات العولمة على صعيد التجارة…
منعت نفسي عن الكتابة. تفاديت توريط نفسي مع فكرة لا أفيها وأنا صاحبها حقها من الحب أو الرعاية. لاحظت أن ظروفا هبت علينا باعدت بيننا وبين كل من نحب وبيننا وكل ما نرغب فيه أو نحن إليه. لاحظت أيضا أن ظروفا أخرى أو لعلها الظروف نفسها سمحت لغير الحب بأن…
زرت ليبيا، اول مرة، مع مطلع العام 1971، وكنت في مجلة “الصياد” نيابة عن “معلمي” آنذاك، الراحل سعيد فريحة الذي التقى في القاهرة بعض اعضاء “مجلس قيادة الثورة” بقيادة “الأخ القائد معمر القذافي”. ولقد تيسر لي أن التقي “الأخ معمر” في مزرعة للزيتون في ترهونة حيث كان مع بعض رفاقه…
“القبر وحده، هو الذي لن يعلمني جديداً”. صح. نحن في القبر اللبناني، لا نتعلم جديداً. منذ مئة عام، والمفكرون والمناضلون والانسانيون والشهداء يتكلمون ويشيرون بأصبعهم إلى الافق. بئس التضحيات. لقد تكلم هؤلاء بالحبر والدم، ولم ينصت إليهم، حرّاس القبر اللبناني. تكلموا بصوت صادق. قالوا اشياء جميلة. حلموا بلبنان وطنا على…
يبدو الوطن العربي، اليوم، وكأنه “ارض الخراب”: لبنان مأزوم، سياسياً واقتصادياً: عملته تنهار والدولة التي تتفسخ كل يوم تعجز عن القرار، وتلجأ إلى مؤسسات تكشف الافلاس ولا تعالجه (لان ذلك من مسؤوليات اهله..) سوريا مأزومة سياسياً واقتصادياً، إلى حد تفسخ الاسرة الحاكمة، بأصهارها والاقربين من اهلها: تركيا تنهش بعض ارضها…
لكأنه القدر المحتوم: مرة كل عشر سنوات، يقف لبنان على حافة الحرب الاهلية، كنتيجة طبيعية للنظام الطوائفي الذي نعيش في اساره، والاضطرابات التي ترج المنطقة العربية التي رسمها المستعمر القديم (بريطانيا وفرنسا)، والتي يرعاها الاستعمار الجديد (الولايات المتحدة الاميركية مع اسرائيل) لإعادة التاريخ إلى الخلف ( سنة 1920 والسلطان العثماني)…..
فجأة ومن دون سابق انذار تغول “الدولار” فالتهم مداخيل المواطنين وحولهم إلى فقراء، وربما إلى معدمين. ارتفعت اسعار الحاجيات جميعاً اضعافاً مضاعفة، وفرض على المواطن أن يشتري بالدولار، (وسعر الدولار بيد صاحب المحل..) اختفت المصارف او انها غيبت ذاتها، وصار الربط والحل في ايدي “الصرافة” الذي يحددون سعر الدولار (وذوبان…