صديقي المطلع على كثير من خفايا العلاقات الدولية في الشرق الأوسط ما فتئ يعرب عن صعوبة في فهم الحال الراهنة للعلاقات بين مصر وروسيا. يتساءل عن السبب أو الأسباب وراء عدم ارتقاء هذه العلاقات إلى مستوى تستحقه. يغفل هذا الصديق، وكثيرون من الخبراء في المنطقة، حقيقة أن ما يعتقدونه مستوى…
مع نهاية كل “عهد” وأي “عهد”، مع رحيل كل “حكومة” وأية “حكومة”، مع انتهاء “ولاية” المجلس النيابي، أي مجلس، ..تتفجر الاتهامات، قاسية ، متجاوزة كل حصانة وأية حصانة.. ويستنتج المواطن البسيط المشغول برزق عياله أن كل من يشارك في حكم بلاده، رئيساً او وزيراً او نائبا، مديراً عاماً او رئيس…
عاد تعبير “الوطن العربي” إلى موقعه في “الاحلام” وتفرقت اقطاره على قاعدة الاغنى فالأعظم غنى، والفقير والاسوأ فقراً، ولا جامع بين “الاشقاء” الذين تضرب اخوتهم “الثروة” فتجعلهم في معسكرين متواجهين: أهل النفط والغاز من جهة، وأهل العقول والسواعد والحاجة، من جهة أخرى.. ولطالما كان أهل العقول والسواعد في خدمة اهل…
جاء مكانها على يميني في الطائرة. لم تلفت انتباهي معظم الوقت الذي قضيناه معا في رحلتنا. العذر عذري فقد انشغلت بحديث طويل ومتشعب مع الجارة التي احتلت موقع اليسار مني. انشغال توقف عندما انتهت من إملاء مقال في موضوع شعرت أنني مهتم بفكرته. ما أن انتهت من الإملاء حتى غفت…
مع التقدير لكل الفنانين الكبار الذين شاركوا في مسلسل “الهيبة”، وأولهم الممثل القدير تيم حسن، وشجرة الزيتون المباركة منى واصف، ومن ادى معهما دوره بشكل جيد، الا أن ثمة ملاحظات قد تكون قاسية ولكن يجب أن تُقال: أولا: لا يصعب التعرف على المنطقة التي اعتبرت “ارض عمليات”، وهي منطقة بعلبك…
ها هي العروش الغنية بالنفط ومشتقاته تبادر إلى “انقاذ” الملك الهاشمي الاخير عبدالله بن الحسين فتقدم له من الدولارات ما يكفي لخروجه سالماً من ازمته الاقتصادية الراهنة، والتي ستتجدد بعد حين، ليست هذه “شهامة” ولا هي إغاثة للملهوف بل هي عملية دفاع عن الذات على مستويين: الاول: انه لا يجوز…
قيل كل شيء. لبنان كتاب مفتوح. لا جديد في ما يُقال ويُقرأ ويُتوقع. ومع ذلك، فانه وحده حي يرزق، فيما شعبه يقلد القرود الثلاثة، لا يسمع ولا يرى ولا ينطق. ما الفائدة من الكتابة؟ يصح ما قاله الكاتب الفرنسي اندريه جيد: “وبما أنه لا أحد يستمع، فعلينا تكرار كل شيء…
…وتمضي المحاكمة الثانية للبنان، بشعبه جميعاً، ودولته بأجهزتها المختلفة، بعنوان محاولة الوصول إلى الحقيقة، وبالتالي إلى المجرمين الذين ارتكبوا تلك الجريمة المنظمة التي اودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كادت تشعل فتنة دهماء تلامس نارها اللبنانيين جميعاً وعلاقاتهم بأشقائهم العرب، لا سيما الاقرب منهم بالجغرافيا كما بصلات الرحم، فضلاً…
أخيراً، وبعد أن لامست النار العرش الهاشمي في الاردن، تحركت الأسر المالكة في كل من السعودية والامارات والكويت، وقررت لقاء الملك عبدالله بن الحسين في مكة المكرمة، في محاولة لإنقاذ عرشه من “براثن” الفقراء الذين ملأوا الافق بصراخ الاحتجاج.. ضد الجوع، بينما اخوتهم الفلسطينيون في الارض المحتلة يواجهون بصدورهم العارية…
قبل حوالي ثلاثين سنة تمت دعوة مجموعة من الصحافيين العرب لزيارة اليمن، لمناسبة تدشين سد مأرب، الذي اقيم بعد ألف سنة او يزيد، على انهيار السد الشهير الذي يذكره المؤرخون كمحطة بارزة في تاريخ تلك المنطقة. كانت الطريق بين صنعاء ومأرب مزينة باللافتات حاملة التقدير وشاهدة على فضل رئيس دولة…
ليس اسهل من التشهير بمنطقة بعلبك ـ الهرمل اعلاميا، ومن ثم سينمائيا، او عبر المسلسلات التلفزيونية، بالاستناد إلى فوضى السلاح فيها، والتي يمكن القول انها “بقرار”. وعندما “يضطر” وزير الداخلية إلى اصطحاب محافظ بعلبك ـ الهرمل إلى القصر الجمهوري لكي يسمع منه “الرئيس” مباشرة، بعض الوقائع المريعة عما جرى ويجري…
مرت ذكرى الخامس من حزيران بصمت يليق بالهزيمة التي قد تكتب التاريخ العربي الحديث. رحل جمال عبد الناصر مكسور الجناح، على بعد خطوات من الرد على هزيمة 1967 بالنصر العظيم في حرب العاشر من رمضان، السادس من تشرين الاول (اكتوبر) 1973.. والذي اجتهد انور السادات لاغتياله بتنفيذ مشورة كيسنجر، وزير…
ما أن استقلت بلدان العالم الثالث حتى شكلت تحالفاً دولياً من دول عدم الانحياز، أو ما يُسمى الحياد الإيجابي. كان الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية يخوضان حرباً، وكان ينحاز بعض العالم لهذا الفريق والبعض الآخر للفريق الثاني. حققت دول عدم الاتحياز إنجازاً كبيراً بالحياد الإيجابي، لكنه كان إنجازاً سياسياً منفصلاً…
مع نهاية كل “عهد” تعصف بالبلاد ازمة عنوانها “التجنيس”.. أي منح الجنسية ذات الارزة الخضراء لبعض طالبيها من الساقطة قيودهم، لسبب او لآخر، أو من القادرين على شرائها بالثمن، او من المطلوب تجنيسهم لأسباب تتصل بالتوازن الطائفي في بلد الخمس وعشرين طائفة، بعضها قد انقرض في بلد المنشأ ولم يعد…