حلم عربي وحلم أوروبي مهددان بالإحباط. كلاهما يتعلق بالاندماج الإقليمي. جاءا محمولين على أجنحة آمال كبار في أن تحقق التنمية الإقليمية ما لم تقو على تحقيقه التنمية القطرية، وأن يحقق الأمن الجماعي ما ثبت عجز العمل المنفرد عن الوفاء به على كلا المستويين الإقليمي والقطري. نستطيع بكل بساطة إلقاء مسؤولية…
تتلذذ الطبقة السياسية بإظهار احتقارها للناس واستهانتها بالإرادة الشعبية. تكفي متابعة “المناغشات” حول قانون الانتخابات لاكتشاف أن هذه الطبقة لا تعترف بوحدة اللبنانيين كشعب، ولا تكن أي قدر من الاحترام لإرادتهم وحقهم في التعبير عن رأيهم. أبسط الادلة انها تحول دون اجتماعهم كشعب واحد.. فهم، في نظرها، طوائف.. ثم أن…
أفخم الرثاء هو ما يُقال بالشعر، ومع أن “السفير” قد تعودت أن ترثي من يغادرنا من أئمة الكلمة ذات الرنين الموسيقي والصدى الذي يمتد عبر الزمان، فإنني اليوم متفرغ لحضور مجالس العزاء نثراُ وشعراً، من دون أن يغيب شعوري بالفخر لحظة واحدة: لقد قاومت الغياب بالصمود حتى آخر قطرة حبر…
يدعوني الوردُ إلى الطربِ لا توبة بعد اليوم ودين ابي فاقلع من قلبك جذر الهم فإن البهجة أدنى من دنِ الخمرِ إلى العنبِ ونسيم الفجر يمزق قمصان النارنج ويدعو الازهار إلى اللعب فتعلم يا قلبُ طريق صفاء الماء وصدق السروة والقصبِ وانظر فذؤابات الشعر على الاكتافِ تلوح فتخرج من يعشقها…
تضعني الكتابة عن طلال سلمان امام امتحان صعب لطالما حاذرت أن أقع في مطباته. لا بسبب شح في العاطفة والود، بل خشية من أن يحول فائض العاطفة بيني وبين رؤية “موضوعية” لاحد أكثر الاشخاص اتصالاً بالقلب والنفس من جهة، وأحد أكثر القامات الاعلامية تعبيراً عن وجه لبنان النقي والنضر والمنتصر…
مساء الخير، مساء “السفير” التي جمعتنا ولا تزال تجمعنا، مساء الحضور والمشاركين في احياء هذه الأمسية، مساء الأصدقاء والأحبة سأتحدث في هذا التقديم عن نقطتين: الأولى: من ضمن المقررات الجامعية التي أدرّسها، مقرر “إخراج النصوص” لطلاب الماستر، وقد خصصتُ قسمًا من المقرر لتحليل التطور الاخراجي الذي طرأ على الصحف اللبنانية،…
قال لي “نسمة” الذي لم تعرف له مهنة إلا الحب: ـ رأيت حبيبي في أجمل صوره، كان يمشي على الهواء، خفيفاً، بعينين غسلهما الدمع وأضاءتهما ابتسامة اللهفة… ودخلتهما أحاول التطهر من عشقي والتخفف من شوقي. قال حبيبي: لقد غادرني حزني، انظرني في عيني فلن ترى إلا ابتسامتك.
مر الاول من نيسان من دون كذبة لائقة بالمناسبة. لم يتفاجأ أحد بخبر سيء كاذب ولم يفرح أحد بكذبة ذكية. لا يدل ذلك على فقدان العبقرية بل على فقدان الشهية بالكذب. نحن شعب يعيش في كذبة دائمة الحضور، واعتاد على ألا يصدق شيئاً. فقد الأمل بالكذب الابيض. الاسود حط عندنا…
تتقلب في بحر المواجع حزناً على من كان بشارة بحياة أفضل لجيلنا ثم غادر، في قلب الكمد، بينما يعتصرنا الخوف على مستقبلنا وحاضرنا يغرق في دماء من كانوا مصدر الامل بغدٍ أفضل لأمتنا بمختلف أقطارها. ..ولقد أُتيح لي أن ازور الرقة مرتين: الأولى بدعوة من الروائي الممتاز “طبيب الامة على…
عشقتُ طرابلس وانا فتى، وأحببتها واهلي يعيشون فيها سنوات لان والدي الرقيب الاول في الدرك خدم فيها وفي جوارها، مخفر الدعتور، مخفر المنية، مخفر العبده، قبل أن يتقاعد، ولهجة اخوتي الاصغر مني تخالطها لكنة طرابلسية… أما والدتي فقد كانت تستذكر دائماً، أن طرابلس ام الفقير. ثم احببتها بعقلي وهي ترسخ…
دولة الرئيس، أصحاب المعالي والسعادة، صاحبة الجلالة “السفير”. أيها الحفل الكريم، اسمه طلال سلمان، وهو “الأستاذ” في الصحافة وفي غير الصحافة مما يرافقها من متاعب وأحلام ونضالات وتضحيات. هو “الأستاذ” في معركة الكلمة الحرة لأجيال من الصحافيين والكتّاب والفنانين والمبدعين الذين تركوا بصمات في تاريخ “السفير” وفي تاريخ الوطن. هو…
كرم الوزير السابق فيصل عمر كرامي وقيادات طرابلس والشمال السياسية والدينية والادارية والبلدية والعلمية، صاحب جريدة “السفير” طلال سلمان، فأقام حفل عشاء تكريمي في مطعم ابو النواس في طرابلس. حضره الاحتفال، الى المكرم سلمان وعائلته، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب سمير الجسر، الوزير السابق يوسف سعادة ممثلاً رئيس تيار المردة النائب…
ذات يوم من صيف 1983، دخل عليّ الزميل جوزف سماحه ليقول والدهشة تغطي وجهه: لقد اتصل بي سمير جعجع.. قلت: جعله الله خيراً.. فماذا يريد؟! قال: يريدني أن اصعد اليه في دير القمر. قال أن لديه الكثير ليقوله.. وانه قد اختارني و”السفير” من دون غيرنا.. فماذا تقول؟! كنت اعرف أن…
هتف اليها ملهوفاً، وفي صوته رنة اعتذار: أين انتِ، الآن؟ قالت بحنق مكتوم: حيث تركتني ذلك الفجر وحيدة الا من خوفي، أخجل من ثيابي المضمخة ببصمات اصابعك فأتعرى، ثم اخجل من خيالك حولي فارتديها، والشمس تعاقبني فتؤخر شروقها، فاذا ما اطلت اخذتني اليك، فاذا انت تنام ملء جفونك.. لم يجد…