Monthly Archives ديسمبر 2016

عندما قال لي طلال سلمان انتهى زمننا.. وهذا ليس زماننا.. كانت لحظة مؤلمة ان يطفيء انوار مكتبه.. ويغادره للمرة الاخيرة . نحن لا نودع السفير وانما ارث سياسي

ليس هناك اصعب على الناشر او رئيس التحرير، او الاثنين معا، ان يعجز عن تسديد رواتب الزملاء العاملين معه، ويضطر الى كتابة افتتاحية الوداع والدموع تهطل من عينيه، خاصة اذا كانت علاقته بالصحيفة تمتد الى ما يقرب من النصف قرن من الصدور اليومي دون انقطاع. مررت شخصيا بهذه التجربة القاسية…

لا نقول وداعاً: «السفير» كمتنفّس

في كل مرة كنا نشعر، إخواني وأنا، بالحصار يشتد علينا، كأفكار ومبادرات ومواقف، كانت «السفير» الحضن الدافئ الذي نلجأ إليه، والحصن الحصين الذي نحتمي به في وجه اتهامات ظالمة، أو إشاعات حاسدة، لا تستهدفنا كأشخاص أو كمجموعة فحسب، بل تستهدف تيارا آمنّا به كما آمنت «السفير»، وناضلنا من أجله كما…

Share

صوت الذين اختفى صوتهم..

«صوت الذين لا صوت لهم». خَفت هذا الصوت أخيراً، فباتت «السفير» تنازع. ترحل الآن بعد أكثر من أربعين عاما من النضال، الكثيرون يملأ الأسى قلوبهم. بعضهم يقيس عمره بسنوات «السفير». ترحل «السفير» ويشعر الواحد منا بأن أنفاسه ترحل معها. إذا كان المال هو المشكلة فمن سوف يصدق أنه لم يعد…

روح الحضارة

تعرفت على الاستاذ طلال سلمان في سن مبكرة قبل أن يؤسس جريدة «السفير». كان صحافيا ذكيا وكنا مجموعة من العروبيين واليساريين نلتقي به بين حين وحين ونصغي إليه إصغاء تلامذة اتخذوا قرارا بأن يعيشوا في قلب العصر وأن يكونوا من صانعيه. وحين باشرت السفير بالصدور أيقنا أن هذه هي الصحيفة…

طلال سلمان للميادين نت: “السفير” عشيقتي

لا “سفير” بعد اليوم الأخير من هذا العام. قرار إقفال الصحيفة العربية العريقة اتُّخذ من قبل ناشرها طلال سلمان. مطلع السنة ستغيب صحيفة “السفير” التي دافعت عن القضية الفلسطينة باخلاص وحضرت في كلّ القضايا العربية المعاصرة ولعبت دوراً أساسياً في الحياة الثقافية اليومية. طلال سلمان يروي للميادين نت قصة “العدد…

Share

«داعش» ونحن..

تتواكب مسيرة «داعش» مع الاستبداد والثورة المضادة (بعد 2011) وانتشار اليمين المتطرف في العالم، يمين يقارب الفاشية ويستند إلى تبريرات ثقافوية ولا يمانع في التدخل في أنحاء العالم حيث يحلو له، انتقائياً. ويمارس شتى أنواع النفاق تجاه مشاكل منطقتنا. لا تبرير لقيام «داعش» بأي من الحجج الثقافوية أو التنموية أو…

في طرف قلمي كلام بذيء

ماذا نسمي هذا العام؟ لا اسم له. هو عام ليس كالأعوام. لا يشبهه حَوْلٌ ولا تقاربه سَنَةٌ. أن تعرفه، يعني أن تقرأه كجحيم. أن تسميه، يعني أن توزع الجثث في الشوارع والمدن والعواصم وأينما كان… قد تسمّيه عام الإرهاب. هو أكثر من ذلك. الإرهاب سابق عليه. بدأ منذ ما بعد…

مع الشروق ## اندثار العرب.. حضارة ومدناً ورعايا قتلى أو غرقى!

الصحف العربية صفحات نعي أوطان، تساعدها الإذاعات مسموعة ومرئية في نعي الشعوب، وتكمل وسائط التواصل الاجتماعي جهدها في السخرية من العروبة وأحلام الوحدة وحق الإنسان العربي في التقدم، بل في الحياة. تغتال المدن ذات التاريخ والدور الثابت في الحضارة الإنسانية، كما حلب والموصل، بعد بغداد وتدمر، صنعاء وتعز وعدن، طرابلس…

بدعة النسبية خدعة طائفية

غريب! عاصفة الهدوء السياسي مستمرة. التيارات والأحزاب والقيادات والمرجعيات. تتحدث بلغة واحدة. يغرفون تصريحاتهم من قاموس واحد. يتحدثون عن تأليف الوزارة فتحار مَن يتكلّم. الصمت «العوني» مفهوم. ما بعد الرئاسة ليس كما قبلها. تكاد لا تعرف النائب العوني عن النائب «البلا» لون. المدائح لعون من «تيار المستقبل»، لا تشبه سيل…

حكومة «جديدة» في قصر فراغ

في عصر الهزيمة العربية الشاملة، سياسياً وعسكرياً واجتماعياً وثقافياً، يصبح «تحرير حلب» من سيطرة العصابات التكفيرية المسلحة، أمثال «داعش» و «جبهة النصرة» وغيرهما من مستولدات «القاعدة» إنجازاً تاريخياً!.. بالمقابل يصبح إنجاز أول حكومة جديدة في «العهد الجديد» شكلاً العتيق مضموناً، حدثاً تاريخياً باهراً يستوجب الاحتفال وإقامة حلقات الدبكة وحفلات الزجل…

لعنة التكنولوجيا..

للرأسمالية منطقها الداخلي. ربها المال والربح والتراكم. تمر بأزمات. لا تتعلم من التاريخ. تتابع طريقها. تستبدل الأيديولوجيات كما يستبدل المرء أحذيته. أسقطت الليبرالية في بلادها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. سلخت من طبقاتها الفقيرة منافعها وضماناتها الصحية والاجتماعية تدريجياً. أصعدت النيوليبرالية. خصخصت كل شيء تقريباً. يعود دور الدولة الآن، وإن بشكل…

«السفير».. تأريخ اللحظة وتأريخ المرحلة

إلى طلال سلمان الواقف بين اللحظة والزمن هذا المقال ليس مرثية لجريدة «السفير» التي رافقت أعمارنا، ولكنه في اليوم الذي يسبق الغروب الأخير، إشارة إلى أن التحوّل هو الحقيقة الوحيدة الدائمة في الحياة. حين قال ألبير كامو إن: «الصحافي مؤرخ اللحظة» كان يرمي إلى أن الصحافي قادر على الإمساك بالحدث…