أعلن كاظم الساهر قراراً أحزن جمهوره العريض: انه لن يغني، بعد اليوم، في حفلات عامة، وسينصرف الى شؤون أخرى تتصل بالموسيقى والتجديد في اللحن والأداء.
جاء هذا الإعلان الذي صدم “جمهور كاظم” في آخر حفلة له في مهرجان بيت الدين وبعدما ألبسته السيدة نورا وليد جنبلاط العباءة العربية تكريماً وتقديراً.
كاظم الساهر، بل الساحر، الذي يعتز بعراقيته التي تبكيه غناء، والذي تُبكي جمهوره طرباً، لأن العراقي يطربه الحزن الكربلائي أكثر مما يطربه صوت الفرح كناظم الغزالي، دخل كعبة الشعر العربي من بوابة نزار قباني، كما دخلتها السيدة أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب مع أمير الشعر العربي أحمد شوقي وعمر الخيام وناجي وعلي محمود طه الخ..
ولأن كاظم الساهر وسيم وحريص على أناقته حرصه على جمهوره المن صبايا يغرقن في الحب أو انهن متشوقات اليه، فان الآهات وشهقات النشوة ودموع الفراق أو الرغبة في لقاء الحبيب تملأ الفضاء وتنشي كاظم الذي تجاوز الستين وما زال في شرخ الشباب ولا ينوي مفارقته.
كاظم الساهر يجعلنا نعيش، ولو في الخيال أو التمني، هنيهات من الزمن الجميل، عبر احترامه اللغة وأصولها فلا يلحن وهو يغني لنزار قباني، ولا ينسى عراقيته التي يعتز بها وهو يندفع ليؤدي مع بعض فرقته الدبكة العراقية،
ومع اعتزاز كاظم الساهر بعروبته فانه يحاول تطعيم موسيقاه ببعض النغمات الأجنبية، على طريقة عبد الوهاب وبليغ حمدي في ألحانه لعبد الحليم حافظ أو لوردة محافظاً على المناخ الشرقي واللغة السليمة نطقاً وترنيماً.
سيحزن جمهور كاظم الساهر الذي طالما ملأ مقاعد المدرجات ورقص على أنغام أغانيه، خصوصاً وأن أكثريته من صبايا الورد اللواتي يعشقن الفرح والهوى والشباب، ويفترضن أن كاظم الساهر يغني لهن فيتأوهن معه ويخرجن عن أطوارهن وهن يرقصن على نغماته وآهاته الحرى..
والجمهور العريض يتمنى ألا يطول غياب كاظم الساهر عنه.