غزة ـ حلمي موسى
أكدت السفارة الامريكية في تل ابيت يوم أمس فتح معبر رفح عند الساعة العاشرة صباحاً وأشارت إلى أنها لا تعرف كم سيبقى المعبر مفتوحاً.
ويبدو أن أمريكا تريد أن تضع على كل كيس طحين وقنينة ماء وزجاجة زيت جهاز تشخيص يميز بين من هو حماس ومن ليس حماس. فقد نقلت وسائل الاعلام عن وزير الخارجية الامريكي بلينكن قوله قبل قليل: “تبارك الولايات المتحدة فتح معبر رفح لدخول المساعدات الانسانية إلى غزة. ونحن ندعو كل الاطراف للمحافظة على معبر رفح مفتوحا لتسهيل استمرار دخول المساعدات لسكان غزة. محظور أن تتدخل حماس في توزيع المساعدات. وإذا سرقت حماس المساعدات أو حرفتها نحو أهداف أخرى فإن الاسرة الدولية لا يسعها مواصلة ارسال المساعدات”.
أمير بوحبوط على تلغرام يقول بأن الجيش الإسرائيلي يشرف من الجو على أن العتاد الانساني ( مياه وغذاء وأدوية) الذي دخل من مصر بموافقة الحكومة الإسرائيلية لن يصل لأيادي حماس.
وجيد أن يوجه الجيش الإسرائيلي جهوده لمراقبة (المياه والأغذية والدواء) بدلا من تدمير بيوت من يفترض أن يتلقوا هذه المساعدات على رؤوس ساكنيها.
لا شيء ثقيل على قلب حكومة نتنياهو، المعتدلين فيها قبل المتطرفين، من اضطرارها لتقبل فكرة دخول مساعدات إلى غزة. وهي ترى في هذه المساعدات اكسجين يطيل نفس المقاومة. إسرائيل تشعر بأن الأدوية لغزة سم يقتلها وتشعر بأن الغذاء لغزة يعمي أبصارها.
وقد جن جنون إسرائيل بعد ادخال 20 شاحنة مساعدات وبعدما سمعت الأصوات في مؤتمر القاهرة فصارت تقصف في كل اتجاه. فعلاً الجنون يعمي أبصار الصهاينة خصوصا الأشد تطرفاً بينهم.
وقد تجنبت وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث عن فتح معبر رفح ودخول مساعدات إنسانية، وهي لا تزال تبحث عن طريقة لجعل الإسرائيليين يبتلعون الأمر. ويقول المراسل العسكري لموقع والا بأن معبر رفح لا يمكنه أن يوفر مستلزمات وحاجيات غزة فهو غير مؤهل أصلا لذلك. وتقدر حاجة قطاع غزة غير الانتاج الداخلي بحوالي 500 شاحنة يومياً.
وللعلم فإن ما قيل أنه وصل لغزة لا يمكن أن يكون أكثر من أدوية. فعشرين شاحنة إن كانت ماء وغذاء لا تكفي قطاع غزة أكثر من ربع ساعة.
وربما أنه من واجب الفلسطينيين أن يعلنوها للعالم” لا نريد مساعدات من الدول التي تسلح إسرائيل وتدعمها وتميز بين الدم الفلسطيني والدم الإسرائيلي. فدماؤنا ليست أقل حمرة من دماء أفضل البشر في العالم.
كما ألقى لاحتلال منشوراً جديداً على مناطق في غزة، خصوصاً تلك القريبة من الشيخ رضوان، يدعو فيها سكان القطاع إلى إخلاء شماله والتوجه إلى جنوب وادي غزة، مهدداً حياتهم بالخطر ومتهماً من يبقى بأنه “شريك بتنظيم إرهابي”.