المناسبة عزيزة على القلب والفكر، والداعي جهة يعتز اي كاتب بالعلاقة الثقافية، بل السياسية معها، لكن ظروف لبنان تقسو على القلب والفكر والثقافة وموجبات الصداقة.
على هذا لم يتمكن رئيس تحرير السفير من السفر الى ايطاليا لكي يتسلم الجائزة التكريمية التي قدمت إليه باسم المناضل الراحل الذي عرفه اللبنانيون والفلسطينيون في لبنان صديقا كبيراً، ستيفانو كاريني.
وكان لكياريني وصحبه موعد سنوي ننتظره في السفير بتقدير يخالطه الكثير من الفرح: لسنا وحدنا!
كان ستيفانو يجيء مرة اولى للتحضير، ومرة ثانية للاطمئنان الى ان كل ما يتصل بهذه الرحلة التضامنية قد تم، ثم يجيء ثالثة مع صحبه من المناضلين واصدقاء الشعوب، وفلسطين أساساً، لاحياء ذكرى الشهداء في مذابح صبرا وشاتيلا، في منتصف أيلول من كل عام.
على انه هذه السنة تخلف عن موعده.. كان الموت قد سبقنا إليه فاختطفه منا وهو في شرخ شبابه وفي ذروة عطائه. وجاءت طيور أيلول كالعادة، وسار الموكب السنوي المعتاد، الى مقبرة الشهداء، الذين افترض كثيرون ان ستيفانو كياريني قد انضم إليهم.
ولان طلال سلمان قد تعذر عليه السفر لحضور المهرجان العالمي الثالث للجائزة الأدبية، فقد كلف مراسل السفير في ايطاليا الزميل طلال خريس ان يمثله، فألقى الكلمة التالية بالنيابة عنه:
أيها الاصدقاء في الجمعية الوطنية بنتو كريتيكو
تحية طيبة من واحد من اصدقائكم الكثيرين في لبنان وفلسطين خصوصاً وفي العالم العربي عموماً.
لقد شرفتموني بالدعوة الى مؤتمركم، وبقراركم منحي الجائزة التي اتمنى ان يكون جهدي قد استحقها.
لكن ظرفا صحيا طارئا منعني في آخر لحظة من السفر للقائكم واظهار تقديرنا العظيم لجهدكم المميز الذي كان عنوانه الصديق الذي لن ننساه ستيفانو كاريني والذي نشارككم الشعور الحزين بخسارته مناضلاً صلباً وصحافياً ممتازاً وصديقاً عزيزاً.
يمكنكم ايها الاصدقاء ان تثقوا ان بلادنا جميعا تقدر لكم نضالكم عموما وبالذات مشاركتكم السنوية في احياء ذكرى المجازر الاسرائيلية التي ارتكبت بأيدي بعض اللبنانيين الذين اخذهم التعصب الى العنصرية، وافقدهم الانبهار بالسلطة وطنيتهم وإنسانيتهم..
كذلك فإننا نقدر تقديراً عاليا دور صحافتكم التقدمية عموما ودور رينا شيتا التي أسسها المناضل الذي يعرفه العالم كله انطونيو كرامشي، كما نقدر، دور الصحافة التقدمية في ايطاليا وبالذات منها المانيفستو التي عرفنا من خلالها صديقنا الذي لن ننساه ستيفانو كاريني.
أكرر اعتذاري واسفي لعدم تمكني من السفر لكي أكون معكم في احتفالكم،
وأكرر تقديري العظيم لكونكم قد شرفتموني فقررتم ان تكون الجائزة التي تحمل الاسم الذي نحترم ونحب، ستيفانو كاريني، من نصيبي، أنا الذي اشارككم التقدير غير المحدود لدوره ودور جريدة المانيفستو التي وقفت الى جانب الشعب اللبناني ولم تسكتها الحروب المتوالية التي كادت تدمر بلدي الصغير والجميل.
أرجو ان تتقبلوا امتناني وشكري وتقديري، بأمل ان نلتقي مجدداً في ظلال روح ستيفانو كاريني، وفي المناسبة السنوية التي سنظل ننتظرها لنلتقي معكم من أجل نصرة حقوق الشعوب المظلومة في كل مكان، وشعب فلسطين منها في الطليعة.
أحييكم، مرة اخرى، واتقدم بخالص التقدير من المناضلة السيدة انطونيتا كاريني، ومن جمعيتكم والاصدقاء جميعا،
والى اللقاء في موعدنا السنوي مع الشهداء في صبرا وشاتيلا.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان