ألفُ سورٍ، كلَّما جاوزتُ سوراً، قام سورٌ، لاحَ سدُّ
ألفُ بحرٍ، كلَّما صارَعْتُ موجاً، جرّني للشّطِّ مدُّ
ألفُ قيدٍ، كلَّما حطَّمتُ قيداً، جاء سجَّانٌ وقيدُ
ومضى العمرُ سراباً بين آمالٍ تُوارَى… أو تُرَدُّ
كلَّما هيّأتُ جسراً، زال جسرٌ… هَزَّني شوقٌ ووِدُّ
كلَّما أطفأتُ ناراً، ثار في الأضلُعِ إِعصارٌ ورَعدُ
كلَّما فارقتُ سُهداً، جدَّ وَجْدٌ… سَكَن العَينَيْنِ سُهدُ
كم تعِبنا، كلَّما أشرقَ دمعٌ، اِشْتَكى للدَّمع خدُّ
كلَّما قُلنا ارتحَلْنا عَن هَوانا، طيَّبَ الخاطرَ وعْدُ
وحَياتي فصلُها شكّ، وفصلٌ ليلهُ دمعٌ وصدُّ
كيفَ أنسى عهدَ حبٍّ كان حُلْماً، أينَ منهُ اليومَ عهدُ؟
إِيهِ يا ساكنةٌ قلبي حريقاً، قدْ سَبا عُمْريَ وجدُ
كلَّ هذا الكون في عَينيكِ حُسنٌ، وبِنَفْسي يسْتَبدُّ؟
كيفَ أسْلو مِنكِ ثغراً، بوْحُهُ طيبُ الشّذى، والرّيقُ شَهدُ؟
٭ ٭ ٭
إنْ عَشقتُ الحسنَ، أنتِ الحسنُ عندي لا يُضاهَى، فهو فردُ
وهْوَ في عَينيكِ كونٌ ساحرٌ، فيه المَعانِي لا تُعدُّ
وهْو في حُزنكِ شجوٌ، وهو في سَعْدك أنغَامٌ ووَردُ
وهْو في حبّك لحنٌ يسْتَبيني، فيه عنوانٌ وردُّ
وهْو روضٌ يَتنامى في كِيَاني، فَوْحُهُ ندٌّ ورَنْدُ
وهْو في جِيدكِ ظبيٌ، لفتةٌ تُغري، وأحلامٌ وصَيدُ
وهْو في غُصنك مَيْسٌ، وهو في صَدْرك آهاتٌ ووقْدُ
وهْو في روحِك نورٌ رَقّ لطفاً، جوهرٌ يَخْفَى لِيَبْدو
كيفَ أنْسَى كلَّ عْمْري؟ كلُّه أنتِ: جنونٌ لا يُحدُّ.
نشرت في مجلة لها في 25 تشرين الأول 2014