إن فوز ديما جمالي في الإنتخابات الفرعية في طرابلس لا يحجب حقيقة راهنة هي ان أكثر من 87% من الناخبين امتنعوا عن المشاركة في الإنتخابات. كما لا يحجب ان 1951 ناخباً أسقط في صندوق الإقتراع ورقة بيضاء.
هذا بالرغم من الحملة الواسعة التي قام بها عمالقة القيادات لحض الناخبين على الاقتراع.
ان لهذا الامتناع الكثيف معنى لا يخفى على أحد بمن فيهم السلطة الحاكمة التي تحاول اغفاله والتغطية عليه. فهو تعبير واضح عن الغضب المكبوت في صدور الناس.
هو صرخة مدوية اطلقتها طرابلس باسم الآلاف من اللبنانيين واللبنانيات، الصابرين الصامتين، في سائر ارجاء الوطن، بوجه القادة السياسيين لعلهم يدركون ان الشعب قد ضاق بهم وبتصرفاتهم.
كفى! قالها الناخب الطرابلسي بالفم الملآن باسم اللبنانيين الحريصين على سلم وطنهم الأهلي واستقراره.
ان الامتناع الكثيف عن المشاركة في الانتخابات هو تعبير واضح عن عدم الرضى عن حالة الفساد السائدة في مختلف مرافق الدولة والادارات العامة، وقد دعا رئيس الجمهورية بالأمس القريب الى تطهير القضاء وابقائه فوق الشبهات لكي يستطيع ملاحقة الفاسدين وادانتهم.
عدم الرضى عن وضع الخدمات الاساسية التي تؤمنها باقي الدول تلقائياً لسائر مواطنيها. عن وضع الكهرباء التي ما تزال خاضعة للتقنين وعن وضع النفايات التي ما تزال عالقة دون حل لما تتسبب به من روائح وتلوث وأمراض. عن وضع الطرقات وزحمة السير الخانقة.
بدلاً من التصفيق لنتيجة الانتخابات في طرابلس، يجدر بالسلطة الحاكمة التفكير بأمور الناس ومعالجتها قبل فوات الأوان.