مع هذا الصباح، يدخل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين غرفة العمليات في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت، لإجراء جراحة دقيقة تحفّ به قلوب اللبنانيين جميعا وأدعيتهم بالسلامة وسرعة استعادة العافية.
معتصماً بإيمانه الثابت، مرتاحاً إلى يقينه بأن »لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم«، مطمئنا إلى أنه قد مرّ، على امتداد حياته، ومنذ الطفولة، بمجموعة من المحن،
صحية ومعيشية وأمنية، وكان المُنجي دائما مَن بيده أن يمنّ على المؤمنين بالنجاة: الله سبحانه وتعالى.
أُصيب وهو طفل بمرض السحايا، ونجا برغم ندرة العلاج وانعدام العناية في بعض مناطق البؤس والشقاء والعراق، وحين قرر والده الشيخ العودة من النجف الى لبنان قرر هو وكان فتى في الرابعة عشرة من عمره أن يبقى ويتابع دراسته في الحوزة، مع أنه كان يدرك أنه سيعيش حياة من الضنك والعوز.
ومع عودته الى لبنان، كان عليه أن يمضي السنوات الأولى مع عائلته في غرفتين ضيقتين في بعض مساكن العمال في تل الزعتر، وأن يعيشوا جميعا دون الكفاف.
وسيرة الألم والعذاب والضيق طويلة، لكن إيمان الشيخ الذي أعطى الفكر الديني والثقافة الإسلامية كثيراً وابتدع المتحد القومي الإسلامي وعمّق فكرة الوطنية وربطها بالإيمان مرتفعا فوق المذهبية والطائفية، متجاوزا موقعه الرسمي كرئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.. إيمان الشيخ كان أصلب من المحن والإشكالات والمناكفات التي أحاطت به وحاولت إحباطه.
وعلى عكس ما كان يريد »المشوّشون« فقد اندفع الشيخ محمد مهدي شمس الدين الى أبعد من المتوقع، فعمل لتأسيس جامعة إسلامية وأطلق فروعها الأولى برغم كل الصعوبات والمضايقات وضيق ذات اليد.
هذا الصباح سيكون للشيخ محمد مهدي شمس الدين موعد جديد مع إيمانه، ومع رعاية الله، وسينجح إن شاء الله في تخطي أزمته الصحية ويبقى لوطنه ولجهده الفكري الدؤوب ولمتحده العربي الإسلامي، بل هو بإذن الله سيضيف جديداً.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان