جلس مجمداً، ينتظر الموعد البديل، بعد أن أخلفت موعدها الأول بلا اعتذار.
عندما استعاد وعيه، سحبه الزمن بعيداً، ليتذكر لقاءات سابقة لعب فيها دور بطل خيبة الأمل واغتيال الشبق..
أما المرة الأولى فكانت بعد أن تبعها مخترقاً مساحات من الغربة، يسوقه الإعجاب بحيوتيها وشجاعتها في اقتحام وحدته وتردده وموقعه تحت كومة الشيب التي تكلل رأسه..
خرجت من المدينة، مصعدة في طريق فرعي يلتف ويلتف حتى كاد يفقد القدرة على تحديد المكان..
دخلت داراً مسورة، وهو خلفها..
فتحت أبواباً مغلقة وابتسامتها ترسم له الطريق،
تخففت من بعض ثيابها، وغابت للحظات لتأتي بقنينة الشمبانيا، تمهيداً لأن تسكب كأسين، بعدما شغلت المسجلة بألحان تفتح أسوار الكنبة لتغدو أقرب الى الفراش..
جاءت تطلبه الى الرقص، فتشجع وخلع سترته وقام ليراقصها، من دون أن يغادره الخوف من وحشة المكان وبعده، والجيران بوصفهم الأغراب… ومن شجاعتها التي رآها تهوراً ومغامرة غير مأمونة..
أمضى بقية الوقت موزعاً بين شبقها وخوفه، مستعجلاً نهاية هذه المغامرة التي تذهب بالرغبة ولو عارمة،
في طريق العودة، انصرف ـ كالعادة ـ الى تأنيب نفسه على جبنه خصوصاً بالمقارنة مع شجاعتها التي رأى فيها تهوراً لا تؤمن عقباه.
لكنه قرر أن يثبت لها شجاعته في اللقاء الثاني..