بين حكومة لبنانية وأخرى، وفي المدة الفاصلة بين حكومة استقالت وما بعدها، سقطت حكومتان عربيتان في بئر خيانة الأمة وقضاياها المقدسة بعنوان فلسطين..
“الدولتان” أنشأهما الأجنبي، البريطاني ثم البريطاني مع الأميركي: الأولى دولة غمر النفط شواطئها فاستدعى الأجانب عموماً، وإن كانت الحصة الأعظم للأميركي، والثانية جعلها البريطانيون إمارة ثم استحلى الحاكم أن يرتقي فصيَّر نفسه ملكاً وتم تتويجه على الطريقة الأميركية.
يمكن هنا أن تُطرح بعض الأسئلة الساذجة، وهذه عينة منها:
- في مواجهة دولة الإمارات ثلاث جزر صغيرة.. لكنها متروكة للريح… وحين سئل الشيخ زايد رحمه الله عنها ولماذا لا يرفع راية دولته عليها، أجاب بنصف ابتسامة:- ما لنا قدرة إيران.. سوف نسيبها للزمن.. تفاءلوا بالخير تجدوه.
- أما في دولة البحرين فقد اتيحت لشعبها بحكم موقعه، في قلب الخليج العربي، أن يعرف الحياة السياسية بأحزابها القومية واليسارية فضلاً عن الرجعية الملكية… وكانت تلك المعرفة مكلفة فقد سجنت سلطة “المشيخة” التي حولتها السلطة فيها إلى مملكة، النخبة من شبابها وشاباتها بتهم منها الإنتماء إلى حزب البعث أو حركة القوميين العرب أو ما هو أخطر: الحزب الشيوعي..
ومؤكد أن الحكم الملكي المستجد مطمئن الآن إلى أنه قد قضى فعلاً على الحياة السياسية في البلاد.. فصار بوسعه أن يوفد إلى البيت الأبيض من يجلس إلى جانب نتنياهو وبرعاية الرئيس الأميركي ليوقع صك الخيانة مع قرينه الإماراتي.