لعل أصدق شعار أجمع عليه المتظاهرون في مختلف مناطق لبنان، العاصمة بيروت وطرابلس التي أُسقطت من ذاكرة الدولة وغيب اهلها، وصيدا المهملة بقرار، مثلها مثل بعلبك والهرمل والبقاع الغربي والكورة وعكار في الشمال، قد تمثل بارتفاع اصواتهم وهم يرددون: كلهم يعني كلهم.
لا أحد من المسؤولين الكبار، رؤساء ووزراء ونواباً، يستحق أن يستثنيه المتظاهرون او يغفلون موقعه وان تجاوزوا عن الاسماء.. وهذه شهادة جدارة لهؤلاء الشبان والشابات والفتية الذين “أقاموا” في الشوارع اسبوعاً كاملاً (حتى الآن)..
فالمسؤولون يستهينون بالشعب، وقد اغراهم غيابه الطويل عن مراقبتهم وبالتالي عن محاسبتهم فاعتبروه ميتاً او كالميت، وافترضوا أن خضوعه لحاجته إلى اللقمة اقوى من شعوره بكرامته، خصوصاً وانه يُهان كل ساعة وكل لحظة.
ولعل أكثر المشاهد “الرسمية” استفزازاً جلسات مجلس النواب، ثم جلسات مجلس الوزراء، التي لا تخلو من التهريج وان هي خلت من القرارات التي ينتظر الشعب اتخاذها لمعالجة اوضاعه المعيشية وتأمين موجبات الدولة، بمؤسساتها جميعاً، الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات، بتأمين حقوق الناس واسباب بقائهم في وطنه ليبنوه بعرق الجباه.
إن الدولة تمنع على اللبنانيين أن يتعاطوا مع بلادهم على انها وطنهم وعلى أن الحكم الذي يدعي النطق باسمهم على انه حكومتهم ومرجعيتهم العليا.