وجهت السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد لمناسبة مغادرتها لبنان بعد انتهاء مهماتها المتعددة فيه، في خطبة الوداع، مجموعة من “الأوامر” على شكل “نصائح” من منبر القصر الجمهوري في بعبدا.
شملت الخطبة قضايا الحكم والاقتصاد، منبهة الى أن “النظام لم يكن يعمل”، لتخلص الى الإعلان عن لائحة جديدة من العقوبات الأميركية على لبنان بعنوان “حزب الله”.
المؤسسات “الإرهابية” المعنية هي “مؤسسة الشهيد” وكل هيئة أو جمعية أو تعاونية أو شركة تفوح منها رائحة الإيمان أو التعاطف مع الناس بما في ذلك رعاية الأيتام وتعليم أبناء الشهداء وتقديم بعض المساعدات العينية للفقراء والمحتاجين.
أما الغارات القاتلة للطيران الحربي الأميركي التي تفتك بفقراء اليمن، أو بالمقاتلين من اجل تحرير أرضهم المحتلة في فلسطين المحتلة فان الكيان الاسرائيلي خارج المحاسبة، كذلك فان الارهابيين الخارجين من العراق بعنوان تنظيم “القاعدة” وأتباع “الخليفة” المزعوم، ومثلهم الجيش والمقاومة الشعبية والشرطة العسكرية الروسية وبعض مقاتلي “حزب الله” الذين يواجهون الارهابيين في سوريا بالتواطؤ مع السلطان التركي أردوغان، أو في ليبيا، أو في أنحاء مختلفة من العالم الثالث (أفغانستان، على سبيل المثال، وإيران بأعذار ومسوغات باطلة، الخ..)
أما هذه الغارات فلا تفعل إلا نشر المحبة والسلام في أرجاء المعمورة، تماماً كما يفعل الطيران الحربي الاسرائيلي (وهو الأخ الشقيق للطيران الحربي الأميركي ان لم نقل انه وليده) في فلسطين بعنوان غزة ومختلف أنحاء الضفة الغربية في فلسطين اضافة الى سوريا التي “تخالف” القانون الدولي فتستضيف بعض الفلسطينيين لكي يتلقوا التدريب ومن ثم العودة الى أرضهم المحتلة لبذل جهودهم ودمائهم في تحريرها.
برافو!. السفيرة المغادرة رسمت بخطبة الوداع هذه خطة سير لبديلها الذي سيهل علينا بعد يوم أو شهر أو سنة، فالوقت ملكه، والأمر له من قبل أن يأتي وحين يصل إلينا بديلاً لزميلته المغادرة بعدما نفحتنا بوصاياها الثمينة للتوكيد على حرصها على لبنان المستقل والقرار الحر لدولته ذات السيادة المطلقة.