ثبت شرعاً، أن الدولة “تمشي” من دون أصحاب الأمرة فيها..
رئيس الجمهورية مشغول باستقبال الوفود الزائرة، ورعاية بعض الاحتفالات وحل الكثير من الإشكالات وأسباب الغيرة بين صهر الخارج والجنرال صهر الداخل المشغول بإثبات حضوره، مرة كمتظاهر باسم العسكريين المتقاعدين ومرة ثانية بوصفه المعارض من الداخل لكل ما يفعله صهر الخارج..
ورئيس المجلس النيابي “خالي شغل” يستقبل بعض الزوار أو بعض من يطلب الفتوى أو المشورة من القادة السياسيين، أمثال وليد جنبلاط، أو الرئيس سعد الحريري، ثم يتفرغ “للتمشاية” بين العصر والمغرب، قبل أن يستمتع بنميمة علي حسن خليل.. في انتظار اكتمال النصاب للعشاء.
فأما الوزراء المنهكون من مناقشة البيان الوزاري التي استغرقت عشرين جلسة مفتوحة، غير تلك المغلقة على الأرقام السرية وتوزيعها الهمايوني، فقد آن أن يتفرغوا لحضور حفلات الأنس وجلسات الطرب، ومتعة السفر الى الخارج في مهمات سرية، على حساب الدولة..
النواب ليسوا هنا، طالما المجلس مغلق، وهم “يقتلون” أوقات الفراغ الطويل بالطواف في مواكب عزاء متصلة بالناخبين الذين رحلوا قبل أن تسمح “الظروف” بالتعرف اليهم..
تستطيع موازنة العام 2019 الذي مضى نصفه بالصرف على القاعدة الإثني عشرية، فمن لم يحاسب أمس لن يحاسب غداً.. ذلك أن أهمية الحساب تكمن في أن يتم “بوقته”.. ثم ماذا يجري لو تمت حسابات الدولة جميعاً على القاعدة الإثني عشرية؟!
إذن فليستمتع الجميع بنيران الحرب الدائرة في لجنة المال والموازنة، ثم في المجلس بكامل نصابه، وأمامه في قفص الإتهام الحكومة الثلاثينية، قبل أن تضرب مطرقة الرئاسة موسيقى: صُدَّق، صُدَّق، صُدَّق..
وكل موازنة وأنتم بخير، في هذه الدولة التي ولدت غير متوازنة!