ويجمعنا طلال سلمان.. هذه ليست قاعة الإجتماعات هذا الجمع هو تأكيد على الوفاء والإلتزام بفكره المترامي..
كأن أبو أحمد يتواجد بشخصيته المحببة، لامجال لإغفال المشهد.. الزملاء برمتهم يرمقون اليه عله يتكلم، ينتظرون جدول العمل العابق بالمواضيع.. الجميع يتواجد باستثناء الأحباء الذين سبقوه ورحلوا..
جعلنا طلال سلمان نلتم من غير مناسبة.. من خلف لم يمت.. أحمد وهنادي وربيعة وعلي، الاشقاء والأحفاد، الزملاء والأصدقاء.. الرعيل برمته، الرفاق المقربون وكل من عرفه.. الرجل الطيب العروبي المتواضع نصير المظلومين والفقراء.. وكل من عاصره وتابعه حتى اخر الطريق كلهم تواجدوا في لحظات الفراق..
كأن السفير عادت بالزملاء وبمواضيعها المتنوعة الشيقة… عادت “نسمة” لتبوح بكلام الحب، وبعبارات الشوق النابعة من القلب.. برزت زاوية “على الطريق” بفقرات متنوعة فيها الكثير من الرسائل والعبر والنقد، رسائل موجهة للإستفادة والتوضيح ونقد لوجوه غابت وحضرت لرفع اللوم والعتب..
إستعاد ابو أحمد بريقه، الكل يعزي الكل.ز الخسارة واحدة وكأنه قام من رقاده أرادها الرجل لحظات من الفرح، أصر على ان يستعيد الزمام والمبادرة، حضر بطيفه وأعاد الزمن الى الوراء والأيام التي غيرت وجه العالم العربي والتاريخ المعاصر..
كم كانت اللقاءات في عزائك معبرة إلتقينا معك مع الروح التي طافت على جوانب القاعة المتفرعة.. تواجدنا مع الأحباب كأننا في ذلك المبنى الذي كان يعج بهذا الكم من الناس، هؤلاء هم أنفسهم من الذين كانوا يأتون او يحجون اليك لينالوا الرضى والبركة..
اليوم قمت طلال سلمان من رقادك، انت بيننا نشعر برحيق أنفاسك وبعطر حديثك وكأن الصباح يجلس بين يديك ويغسل همومنا ويزيل حيرتنا ويمسح دموعنا ويطوف بنا على صوت الذين لا صوت لهم..
اليوم أعدت الينا شعور الإنسان الذي يحلم بصباح مشرق..رممت القلم الذي إنكسر وكتبت فصلا جديدا من الإنصهار والمودة..
حتى في مماتك طلال سلمان تجمع ولا تفرق تتواضع ولا تسد.. سنبقى أوفياء لنهجك وسنسير على دربك وعلى نفس الطريق التي سلكتها وأضاءت كل الطرقات.. رقادك في النعيم ابو احمد باذن الله.. واجركم عظيم جميعا..