مع إعادة اعتقال آخر أسيرين من الأسرى الست الذين قاموا بعملية فرار من أحد أكثر السجون الإسرائيلية تحصيناً، تكون إسرائيل قد أعادت الاعتبار بسرعة قياسية إلى أجهزة أمنها التي تلقت ضربة موجعة. هذه قراءة أولى للحدث.
القراءة الثانية والتي ربما لم تلتفت إليها دولة الاحتلال كفاية، هو أن هذا الجهد والأموال التي أنفقتها لإعادة ستة أسرى إلى سجونهم يثبت مرة أخرى كم أن دولة الاحتلال هي فعلاً دولة احتلال!
سرعة أجهزة أمنها، كفاءتهم المفترضة، قدرتهم على الوصول إلى كل الأرض الفلسطينية… كل هذا يقول كم هي سجن كبير هذه الأرض التي تُدعى فلسطين.
وقد تكون هذه هي القيمة الرمزية الكبيرة التي حققتها عملية الهروب النوعية. فلم يكن أحد يتوقع أن ينعم الأسرى بحريتهم إلى الأبد. هم قبل غيرهم يعرفون ضيق فسحة الأمل في الواقع الفلسطيني. لم يمنعهم ذلك من طلب الحرية ولو لساعة ولو ليوم ولو لأسبوع…. الأسرى قالوا للفلسطينيين وللعرب كلهم وللإسرائيليين وللعالم أن الحرية غالية وأنها تستأهل هذا الثمن الرمزي العالي وأنها هكذا تنتشر وتصبح رمزاً لكل سجين مظلوم وكل أسير…
مقابل هذا، تقول إسرائيل، برمزية مضادة لا تقل قوة ووضوحا، أنها كانت ولا تزال وستبقى دولة احتلال حولت الأرض الفلسطينية إلى سجن كبير فيه سجون أصغر…. سجون تحفر فيه الأرواح الحرة انفاق حريتها ولو بملعقة.
زكريا الزبيدي
مناضل يعقوب عبد الجبار
يعقوب محمود أحمد قادري
أيهم فؤاد نايف كممامجي
محمود عبد الله علي عارضة