عجيب أمر هذه “الشعوب اللبنانية”: انها لا تجتمع على إنجاز، حتى لو كان كنور الشمس ساطعاً، فتحوله إلى تفاصيل حيث تكمن الشياطين… وهي حليفة مخلصة لبعض هذه الشعوب!
لقد حرر لبنان بعض جروده التي كانت تحتلها عصابات الإرهاب بالتكافل والتضامن: “النصرة” ـ أي “القاعدة” و”داعش” الذي يعيش أيامه الأخيرة في العراق وسوريا.
وطبيعي أن تكون المعركة ضد عصابات الإرهاب واحدة تمتد من أدنى الأرض العربية إلى أقصاها لأنها تقتل البشر والحجر وتدمر التاريخ والحضارة،
وطبيعي أن تتكاتف الدول (والشعوب) المعنية في هذه الحرب ضد عدوهم جميعاً، وان تتعاون الشعوب وتساند جيوشها واحزابها ومنظماتها الجهادية التي تخوض هذه الحرب إلى جانب الجيوش الوطنية، إلا في لبنان..
فأهل الإنعزال يحاولون أن يفرضوا على الجيش منطقهم..
انهم يفترضون أو يحبون أن يفترضوا انهم في جزيرة، لا جار لهم فيها ولا قريب أو نسيب في محيطها..
بل انهم يعتبرون أنفسهم من عرق أصفى، ومن حضارة أعرق، ومن تاريخ يبدأ بهم وبهم ينتهي: ليس لهم أخ شقيق، أو جار نسيب في هذا الديار… بل انهم اهل عاصمة الكون، شمالها واشنطن، وغربها باريس، وشرقها لندن ومن ثم طوكيو!
لقد دقت ساعة الحقيقة .. ولكنهم لا يسمعون!
وأشرقت الشمس من خلف الجرود اللبنانية ـ السورية ولكنهم لا يرون أو لا يريدون أن يروا.
مساكين.. لقد بهرهم النصر فغشي على أبصارهم وعقولهم، لا يريدون أن يروه… فاذا رأوا ظلاله انحنوا أمام واشنطن يشكرونها على الخرطوش.