مؤكد أن نسبة من يفقدون حاسة السمع، ومن يبكون ويعولون على ضحايا الرصاص الطائش في معظم مناطق لبنان وفي بعلبك ـ الهرمل على وجه الخصوص فقدوا ايمانهم بالدولة، وبالقوى العسكرية عموماً والاجهزة الامنية وبينها فصائل او مخافر الدرك الذين “قرروا” ونفذوا قرارهم:
1 ـ يدوي الرصاص صبحا، ظهراً مساءً، وليلاً.. فلا يسمعون!
2 ـ يسقط القتلى والجرحى فلا يهتمون الا بمعرفة أسماء الضحايا، اما الجناة “فلهم رب يعاقبهم ويقتص لضحاياهم.. ولهيبة الدولة وسمعة الاجهزة الامنية”.. فاذا ما اهتموا قيدوا الحادثة “ضد مجهول”.. وابتعدوا عن جنازات الضحايا حتى لا يُحرجوا ويطلب اليهم اهل الضحايا الانصراف، حتى لا يصيبهم ما اصاب الفقيد الذي يحرمه من “شرف الشهادة”!
3 ـ فاذا ماعُرف الجاني او الجناة سبقوا اهل الضحايا إلى المحققين، “فدبروا الامور معهم”، “بالتي هي احسن”، التي تتجاوز الرشوة إلى التهديد المباشر..
ولأنني “ابن دركي” فقد تعلمت في “الزمن الجميل” أن العبرة ليست في عديد الدركيين في المخفر، بل هي في “الهيبة”، هيبة الدولة التي يكفي لفرضها في البلدة ـ مركز المخفر، والقرى العديدة التابعة لها او القريبة منها، “مخفر” عديده ستة دركيين: رقيب وعريف وأربعة انفار.
فالعبرة ليست بالعديد بل بهيبة الدولة.. فمن أين تأتي “الهيبة” وأين يمكن العثور على الدولة، وقد عاد لبنان إلى زمن الاقطاعيات وامارات الطوائف التي أقامت “دولها” على حساب الدولة ـ الام التي تنام ملء جفونها في القصور الرئاسية والمصايف الفخمة (على وزن نيس وكان وواشنطن دي سي.. الخ).. رحم الله ايام كان لبنان مصيف العرب والمركز السياحي الاهم في هذه المنطقة!.
من باب الحشرية، سألت احد كبار المسؤولين الامنيين: هل يمكنك أن تنام والرصاص يدوي من حولك؟
ابتسم بمرارة قبل أن يقول: تعودت، ولم اعد اهتم الا بان اكون بعيداً عن مرمى الرصاص وعن “المرجعية السياسية” لمطلقيه!