من أين تأتين، سيدتي التي لم يغادرها جمالها، لتعيدي بعث الماضي الذي اختزنته في قلبي، وأمنع تسلله الى رأسي،
تلك أيام أخرى، سيدتي، كان الليل فيها يلغي نهارات التعب، بعناق الشوق الى الحب والطرب والموسيقى والرقص الذي يبدأ في العينيين المبتسمتين وينتهي بالقدمين العاريتين والسجادة تحتهما،
من أين تأتين، سيدتي، تتأبطين “نسمة” ثم تضعينها في مواجهتي، وتتوغلين في ذاكرتي، وفي صدري حتى حافة القلب، وجوانحي التي كافحت طويلاً حتى روضتها على تجاوز ما كان والتسليم بالواقع السعيد.
لقد اجتهدت في تدجين “نسمة” “الذي لم تعرف له مهنة إلا الحب” .. ولكنه غلبني فأسعدتني هزيمتي، وأيقنت انني ما زلت أحيا، والحياة الحب.
دخلت عليّ وحيدة، وخرجت في مهرجان من فرح الماضي وقد انتعشتِ بذكرياتي وفرحت باستذكار أيام البهجة التي كانت تعكر صفوها خيوط الضوء الأولى المبشرة بفجر يوم آخر.
شكراً سيدتي: لقد أنرت شمعة فنورت أيامي المنهكة.. ولا تعب.
شكراً أيتها التي تغزل من حبي رواية لجيل تتفتح قلوب فتياته وفتيانه على الحب، فيتغلبون به على دياجير أيام الشقاء في جحيم بلا قلب!