تتوالى التبدلات في السياسة والتغير في المواقع في غزه نتيجة لسعي “حماس” إلى تبديل صورتها و”هويتها” السياسية، والتخفف من اثقال تاريخها الإخواني لتحجز مكاناً في مستقبل السلطة الفلسطينية بالاتكاء على مصر، التي قاتلتها طويلاً خلال السنوات الماضية.
بمقابل الرضا المصري والاطمئنان إلى “المصالحة” بين “فتح” و”حماس”، يعيش القصر الملكي في عمان حالة غضب عارمة من “السلطة الفلسطينية” ورئيسها محمود عباس، الذي لم يستشر الملك عبدالله الثاني ولم يضعه في تفاصيل المصالحة بين “السلطتين” الفلسطينيتين في كل من غزه ورام الله، ولا في دور القاهرة، ولا خاصة في دور محمد دحلان ومن خلفه (أي الشيخ محمد بن زايد) في التحولات المفاجئة.
ويقول متابعون أن “الصفقة الجديدة” التي تمثل تطوراً مهما في مسار القضية الفلسطينية، قد تمت بالتنسيق والتفاهم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد، الذي يتولى “رعاية” محمد بن دحلان، ودوره الجديد كوريث محتمل للسلطتين في غزه ورام الله، تحت شعار “توحيد السلطة”. وان عمان لم تكن في الصورة.. بل أن محمود عباس قد اهمل ابلاغها بما يجري..
يتابع هؤلاء الخبراء أن المخابرات المصرية قد استعادت “موقعها الممتاز” في القطاع الذي كان تحت وصايتها لعقود.. وبين الشواهد على تجدد دورها في غزه إقدامها على اعتقال بعض المتهمين بالعلاقة مع “داعش” وبينهم مسؤول هذا التنظيم في القطاع.
ويذهب مراقبون إلى القول أن القاهرة في طريقها لان تستعيد “البيدق” الفلسطيني بموافقة اميركية ورضا اسرائيلي.. وانها تبرر سكوتها بضرورة حماية ما تبقى من “القضية”.. وان على الشيخ محمد بن زايد وواشنطن تولي مهمة ارضاء الملك عبدالله بن الحسين.